القاهرة - أحمد عبدالله
تنوعت آراء ومقترحات الخبراء والمراقبون للحكومة المصرية بشأن طريقة تعاملها مع الأحداث الطارئة، وآخرها تغيرات مناخية عاصفة، أصابت الكثير من أرجاء البلاد بحالة من الشلل، مع إطلاق الاستغاثات وتوقف مناحي الحياة في الكثير من المحافظات سواء بالأماكن الراقية أو القرى المتواضعة.
وهاجم وكيل لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان محمد الحسيني الحكومة المصرية بسبب عدم جاهزيتها للتقلبات الجوية الطارئة، مؤكدًا أن نواب البرلمان طالبوا مرارا وتكرارا بتوفير الجاهزية والاستعداد الكافيين لمواجهة أية طوارئ، إلا أن الحكومة أدمنت تقديم التعهدات التي لايقابلها أي تنفيذ على أرض الواقع الفعلي.
وقال الحسيني "إن تطرفات مناخية مماثلة وقعت العام الماضي خلفت ورائها قتلى ومصابين، تم على إثرها استدعاء رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل وهو مالا يستبعده هذه المره أيضا، مشددًا على أن نواب البرلمان سيجهزون روشته بما يتوجب على الحكومة فعلا فيما هو قادن، وأيضا قائمة بمسؤولين يجب استدعائهم للمحاسبة".
وطالب رئيس لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان أحمد السجيني الحكومة المصرية بسرعة تشكيل وإدارة غرفة لإدارة الأزمات بعد موجة الطقس السئ الذي ضرب البلاد، مؤكدًا أنه خلال جولاته مؤخرا بالمحافظات تأكد من توافر تلك الغرف، مجهزة بأحدث الإمكانات، وأنه يتعين عليها أن تمارس دور سريع الآن، وتوفيرها في مختلف المحافظات المصرية على مستوى الجمهورية.
وأضاف السجيني لـ"مصر اليوم" أن نواب البرلمان في حالة اتصال دائم مع دوائرهم لرصد والتعرف على المشكلات أو الأزمات التي تعيق حياتهم العادية، بالإضافة إلى تشكيل حلقة وصل مع الأجهزة التنفيذية التي عليها أن تكون في حالة استنفار من أجل تذليل أية عقبات حال تم إغلاق أو تحويل الطرق، مشيرا إلى أنه بصدد تحريك طلب إحاطة ضد سقوط أحد لافتات الإعلانات الضخمة على مواطن بالأسكندرية أردته قتيلا على الفور.
واختتم السجيني تأكيده على أن مختلف أجهزة الدولة عليها أن تحدث من مناهج العمل الخاصة بها، لتتمكن من مسايرة ومجاراة التغيرات الطارئة حديثا على المناخ في مصر والعالم، وأن تساقط الأمطار وتقلبات الجو المفاجئة يجب أن تقابلها استعدادات عالية من جانب المحافظين والقائمين على الأجهزة المحلية.
ورأى نائب مدير مركز الأهرام الدراسات السياسية والاستراتيجية عمرو هاشم ربيع "التهاون المستمر مع الحكومة وغياب الرقابة والمحاسبة" السبب وراء تكرار الأزمات والكوارث سواء المناخية أو البشرية، وأكد أن الحكومة المصرية لازالت تفتقد لثقافة أن روح المواطن فوق كل اعتبار، وأنها تتعامل بتهاون شديد مع المسألة.
وتابع ربيع أن الحل يكمن في معاقبة نواب البرلمان لمسؤولي المحليات أو أي مسؤول تنفيذي مما يفعل حالة من الردع، التي ستساعد في تحاشي أي تقصير مستقبلي ينتج عنه عجز عن مواجهة الأزمات والحوادث الطارئة.
ويشار إلى أن هجمات الأمطار مباغتة هطلت بشدة على مصر، صاحبها رياح وبرق ورعد، وهو ما استبقته هيئة الأرصاد المصرية بالتحذير من الخروج واتخاذ الاحتياطات الواجبة، متوقعة أن تستمر الاضطرابات المناخية والبحرية حتى نهاية الأسبوع.
أرسل تعليقك