موسكو - حسن عمارة
تمكَّنت أجهزة الاستخبارات الروسية من انقاذ رحالة روسي كان قد أحتُجز لمدة ثلاث سنوات من قبل المعارضة في سورية، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في تقرير لها يوم الجمعة.
وكانت هناك مخاوف كبيرة من احتمالات إعدام الرحالة قسطنطين غورافليوف، والذي يبلغ من العمر 35 عامًا، في ظل الاشتباه في قيامه بالتجسس لصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حيث تم اختطافه في مدينة حلب السورية في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2013.
وقد بثَّ التلفزيون الروسي لقطات لعودة الرحالة السوري إلى أسرته بعد غياب دام لثلاثث سنوات، حيث كانت العواطف غالبة على اللقاء الذي جمع بينه وبين والدته. والرحالة الروسي، والذي يهوى التدوين والتصوير أيضا الى جانب الرحلات، يبدو شخصًا معروفًا بسبب إنجازاته الكبيرة التي حققها خلال رحلاته، حيث أنه استطاع القيام برحلة حول العالم خلال 777 يومًا بميزانية صغيرة، حيث قام خلالها بزيارة حوالي 37 دولة.
إلا أنه تم اختطافه من قبل أفراد من المعارضة السورية، بينما كان في طريقة من سيبيريا إلى الصحراء، حيث كان يريد تنفيذ مشروعه الشخصي والذي يحمل عنوان "وحيدا في الصحراء". ولكن تبقى تفاصيل إنقاذه وتحريره من قبضة المعارضين السوريين، وكيفية اختطافه لمدة ثلاث سنوات كاملة، غامضة، حيث لم يتم الإعلان عنها.
فبعد فترة وجيزة من اعتقاله، كانت الجماعة التي قامت بخطفه قد أكدت أنها سوف تقوم ببث فيديو يحمل اعتراف الرحالة الروسي بالعمل لصالح النظام السوري، وهو الأمر الذي زاد من المخاوف التي دارت حول احتمال قيامهم بإعدامه. من ناحيته، قال المتحدث الرسمي باسم جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إنه الرحالة "عانى من الاحتجاز لمدة ثلاث سنوات، إلا أنه يمكننا أن نعلن الان أنه عاد إلى عائلته."
وكان والدا الرحالة الروسي قد أرسلا منذ عامين فيديو مصورًا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2014، حيث توسلا فيه المساعدة لتحرير ابنهما. قسطنطين سافر لاستكشاف العالم، هكذا قالا في رسالتهما للرئيس الروسي، إنه يحرص دائما إلى الحديث مع الأخرين وإخبارهم عن روسيا، إلا أنه الان في خطر شديد، لذلك نطلب منك ونتوسل إليك أن تساعدنا في إعادته إلى وطنه.
الرحالة الروسي كان قد تم القبض عليه من قبل "لواء التوحيد" التابع للجيش السوري الحر، والذي كان قريبا من الحدود السورية مع تركيا، بحسب ما ذكر موقع "سيبيريان تايم". وفي ذلك الوقت، أعرب عدد من الدبلوماسيين الروس عن استيائهم من إصرار الرحالة الروسي على استكمال رحلته، وعدم استجابته لنصائح السفير.
ويقول أحد الدبلوماسيين الروس "ربما لا يمكنني أن أفهم الأسباب التي دفعت الرحالة الروسي إلى الذهاب إلى هناك رغم معرفته بالعمليات العسكرية القائمة. ماذا كان يتوقع؟"
أرسل تعليقك