الخرطوم - مصر اليوم
أكد وكيل وزارة الخارجية السودانية، السفير عبد الغني النعيم، أن العلاقات بين مصر والسودان استراتيجية ،وهي علاقة أشقاء وجوار ومصالح وروابط ، وتحظى برعاية خاصة من الرئيسين عبد الفتاح السيسي وعمر البشير .
وقال النعيم ، في حوار للمركز السوداني للخدمات الصحفية ، اليوم الأحد ، قطعنا شوطاً في مجال المعابر حيث تم مؤخراً افتتاح معبرين (أشكيت وقسطل ومعبرأرقين) والآن تنساب حركة السلع والبضائع وكذلك المسافرين، و نعكف علي معالجة القضايا المتعلقة بهذا الشأن ، وفي القريب سيكون هناك اجتماع للجنة النقل سينعقد في الخرطوم ، وآخر للجنة المعابر الحدودية، برئاسة وكيل الخارجية من الجانب السوداني ووكيل وزارة التعاون الدولي من الجانب المصري .
وأوضح أن هذه اللجنة دأبت على الاجتماع سنوياً، لمراجعة ما تم تنفيذه بجانب القضايا العالقة وكيفية إزالة العوائق ، وقال "في اعتقادي أننا نسير بطريقة جيدة، وهذه المعابر تمكن السودان من الوصول إلي شمال إفريقيا وأوروبا عبر الإسكندرية ،كما أنها تتيح الفرصة بالنسبة لمصر بأن تصل حتى جنوب أفريقيا وداخل القارة، ولذلك هو ليس معبراً فقط بل حياة بها الإنتاج والتبادل السلعي وكذلك التواصل "
وحول تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين مصر والسودان ، أكد النعيم أنه بمجرد إنتهاء الاجتماعات الرئاسية الأخيرة، شرعت الأطراف المختصة في إنفاذ ما تم التوصل إليه في كل المجالات سواء التجاري أو الاقتصادي و السياسي، وهي ستة مجالات أساسية ، مضيفا "نحن في الخارجية سيكون لنا اجتماع هذا الأسبوع لكافة رؤساء القطاعات في الجانب السوداني لنري كيفية سير التنفيذ في هذه المجالات المختلفة وإزالة كافة العقبات، ولدينا إدارة معنية لمتابعة هذا الموضوع، وهناك إجتماعات رئاسية كل عامين ، و لجنة فنية تجتمع كل عام لمناقشة حصيلة ما هو متفق عليه .
وفيما يتعلق بعلاقة الخرطوم وجوبا، قال النعيم "هناك اتفاق بين حكومة السودان وحكومة جنوب السودان علي إجراءات ذات طابع عسكري وأمني وهذه تتابعها تفصيلاً وزارة الدفاع والأجهزة المختصة الأمنية وغيرها، وهناك استعداد من قبل الجانب السوداني للتأكد من أي اتهامات تثار ضده ، ونحن من مصلحتنا الكبري أن يكون لدينا جوار مسالم متعاون ونحن لم نقبل بالانفصال من أجل أن ندير حربا جديدة وليس من المنطقي والمعقول بأن نرضى الانفصال ونخسر 80%من موارد العملة الصعبة بالنسبة للسودان وفي نفس الوقت نلجأ إلي ما يعكر صفو العلاقات بين البلدين.
وعن الحدود بين الدولتين ، قال وكيل وزارة الخارجية السودانية، " من الثابت أن السودان انسحب من المنطقة المعزولة بحوالي 10 كيلو مترات، وهذه قضايا كلها مرتبطة مع بعضها البعض ، ولكن الموضوع الذي لنا فيه رؤية واضحة جداً هو أنه ليس لدينا مصلحة في أن نكون في حالة حرب مع أحد، والحمد لله جوارنا كله آمن ، بل لدينا برنامج طموح في أن تكون هناك معابر لتبادل السلع وتسيير حركة المواطنين ،بل أكثر من ذلك نريد أن تكون هذه الحدود للتعاون والإنتاج، ويمكن أن نقيم فيها مشروعات مشتركة، ونحن واعون بحجم التداخل التاريخي والإثني والعرقي الموجود بيننا وبين أشقائنا في جنوب السودان، ولانريد أن يكون الجنوب خارج إطار هذه الروح الإيجابية .
وعن علاقات الخرطوم بدول الخليج ، قال النعيم " إنها تشهد تحسناً متطرداً ، حيث أصدر الرئيس البشير مؤخرا قرارا ، بإعفاء مواطني دولة الكويت من تأشيرة الدخول في السودان ، وسنعقد مع الجانب السعودي الشهر المقبل لجنة التشاور السياسي والمتابعة وذلك في الرياض برئاسة وكيلي وزارة الخارجية في البلدين ، وهناك حركة وفود متصلة خاصة في مجال الاستثمار وغيره، ونهيئ أنفسنا إلي المزيد من تحسن العلاقات مع دول الخليج، ولدينا جالية تحظي بالإحترام والتعامل الطيب هناك ، وتساهم مع أشقائهم في الحركة الاقتصادية والتعليم وغيره من المجالات" ، مضيفا "نحن والخليج في مركب واحد للدفاع عن الأمن قومي وعن السيادة ،والعمل من أجل تطوير مصالحنا في كافة المجالات ولدينا أيضاً اجتماعات لجان وزارية سوف تنعقد قريباً بعدد من الدول
وعن علاقات الخرطوم مع الولايات المتحدة عقب فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية، أكد النعيم ، أن السودان حريص علي ان تكون علاقته مع واشنطن طبيعية من أجل مصلحة البلدين والعمل لمعاجة القضايا ذات الاهتمام المشترك سواء كانت إقليمية أو دولية ، وأضاف "حوارنا مع الولايات المتحدة متصل وعلاقتنا ليست جديدة ، ونحن في حالة حوار ومنهجنا للتعامل مع الإدارة الجديدة هو نفسه (الحوار)، وأصبح معلوماً للجميع ما يتميز به السودان من موقع استراتيجي ، وما له من إمكانيات بشرية ومادية ودور أفريقي وعربي وكذلك في مجتمع العالم الإسلامي وعدم الإنحياز و مجموعة دول الجنوب .
وعن استمرار إدراج السودان ضمن الدول الراعية للإرهاب ، قال النعيم "إن الأجهزة الأمريكية ظلت تتحدث باستمرار عن تعاون السودان في مكافحة الإرهاب، والسودان الآن يتقدم بمشروع جديد لمكافحة الإرهاب يقوم علي الحوار السلمي والفكري ، المعالجة للقضية لاتكون أمنية فقط ".
أرسل تعليقك