تُعتبر منافسات كأس أمم آسيا للسيدات 2018، فرصة ذهبية في التواجد في كأس العالم للسيدات 2019 للمرة الأولى في مسيرة الكرة النسائية العربية، التي لا تزال تسير ببطء نحو التطور المنشود، قي ظل معاناتها التهميش والإهمال من أغلب الاتحادات العربية.
ويعدّ منتخب الأردن للسيدات الأمل الوحيد للكرة النسائية العربية، في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، حيث ستنظم بلاده المنافسات الآسيوية، في شهر أبريل/ نيسان المقبل والتي ستكون مؤهلة إلى كأس العالم للسيدات 2019، التي ستقام في فرنسا.
يحتاج منتخب سيدات الأردن للتأهل إلى كأس العالم، تجاوز دور المجموعات في البطولة الآسيوية، حيث تمتلك قارة آسيا 5 مقاعد للمنتخبات المتأهلة للمونديال النسائي، وبذلك تكون فرصة تأهل منتخب الأردن إلى العالمية واردة بنسبة كبيرة، لأنه في أسوأ الحالات يستطيع التأهل في حال حصوله على مركز الثالث، في مجموعة ثم الانتصار على صاحب المركز الثالث بالمجموعة الأخرى في لقاء فاصل لتحديد المنتخب الآسيوي الخامس المتأهل للمونديال.
على مدى 10 سنوات تطور منتخب الأردن للسيدات، بفضل الاتحاد الأردني لكرة القدم الذي اهتم كثيرا بتنمية الدوري المحلي النسائي، ودعم الأندية النسائية معنويا وماديا، وقبل ست سنوات تم توقيع اتفاقية تعاون بين الاتحاد الأردني والاتحاد الياباني لكرة القدم تهدف إلى تطوير كرة القدم النسائية في الأردن، ليتم تعيين الياباني ماساهيكو أوكياما مدربا لمنتخب الأردن للسيدات.
فقد نجح المدرب الياباني أوكياما في تطوير اللاعبة الأردنية فكريا وفنيا واحترافيا، ليساهم بشكل كبير في تأهل منتخب الأردن إلى كأس أمم آسيا للسيدات 2014 في فيتنام، ليكون أول منتخب عربي يتواجد في البطولة الآسيوية، إلا أن نقص خبرته منعه من التأهل إلى الدور الثاني بعد خسارته أمام منتخبات فيتنام وأستراليا واليابان.
بعد المشاركة الآسيوية ارتفع وعي المجتمع الرياضي الأردني تجاه كرة القدم النسائية، حيث شهد عام 2016 تنظيم الأردن منافسات كأس العالم للناشئات (تحت 19 عاما) لتكون أول دولة عربية تنظم بطولة نسائية تابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، لتشهد البطولة نجاح المهاجمة الأردنية سارة أبو صباح (18 عاما) في أن تكون أول لاعبة عربية تسجل هدفا في البطولة العالمية وكان بمرمى منتخب المكسيك.
بعد نهاية البطولة العالمية، تمكنت اللاعبة سارة أبو صباح من الانتقال إلى ألمانيا والاحتراف بصفوف فريق باير ليفركوزن الألماني، لتصبح أول لاعبة أردنية وأيضا من منطقة عرب آسيا تحترف في قارة أوروبا، وأعطى هذا الانتقال أملا للاعبة الأردنية باللعب في قارة أوروبا في حال نجاح منتخبهن في التأهل إلى كأس العالم 2019.
قبل أسبوعين خاض منتخب الأردن للسيدات مباراة ودية في العاصمة الأردنية عمان مع بطل كأس العالم 2011 وبطل كأس آسيا 2014 منتخب اليابان للسيدات، وانتهت المباراة بخسارة الأردن بهدفين دون رد، لتكون نتيجة هذه الودية مختلفة كليا عن آخر لقاء بين المنتخبين وكان في كأس آسيا 2014 والذي انتهى بخسارة قاسية للأردن بسبعة أهداف دون رد.
فقد أعطت نتيجة المباراة الودية صورة واضحة عن تقلص الفارق الفني بين منتخبي الأردن واليابان، حيث أصبحت المنظومة الدفاعية لسيدات الأردن بقيادة المدافعة آية المجالي (26 عاما) قادرة على تحمل الضغط الهجومي لمنتخب اليابان الذي اعتمد على المهاجمة مانا إيوابوتشي (24 عاماً) التي سبق لها الاحتراف في فريق بايرن ميونخ الألماني.
وأيضاً بالمقارنة بين لقائي 2014 و2017 تطورت المهاجمة الأردنية ميساء جبارة (28 عاماً) من الناحية الجسدية، حيث تمكنت من مجاراة المدافعة اليابانية ساكي كوماجاي (27 عاماً) التي تحترف في فريق ليون الفرنسي وفازت معهن بلقب دوري أبطال أوروبا للسيدات مرتين، حيث تميز اللقاء الودي بالاحتكاكات الجسدية والتي انتهت بانتصار صعب لليابان بعكس لقاء 2014.
لن تكون مهمة منتخب الأردن للسيدات في كأس آسيا 2018 سهلة بسبب اتساع عدد القوى الكروية النسائية في قارة آسيا بعد تطور منتخبات الفلبين وتايلاند وفيتنام، بجانب وجود القوى التقليدية كاليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والصين، ولكن سلاح الأرض والجمهور سيجعل أمل تأهل أول منتخب عربي إلى كأس العالم للسيدات ممكن التحقيق.
أرسل تعليقك