تعمل فرق الاغاثة الايرانية جاهدة عشية الاثنين بحثا عن ناجين محتملين من الزلزال العنيف الذي هز مساء الاحد غرب ايران وعدة مناطق عراقية، وادى الى مقتل 415 شخصا على الاقل وآلاف الجرحى في الجمهورية الاسلامية. ومع اقتراب الليل تواجه السلطات تحدي ايواء وتغذية عشرات آلاف الاشخاص المجبرين على المبيت خارج منازلهم لليلة الثانية على التوالي.
وسجل معظم ضحايا الكارثة في ايران حيث بلغ عدد الضحايا، بحسب حصيلة مؤقتة عند الساعة 17,45 (14,15 ت غ) 407 قتلى ونحو 6700 جريح جميعهم في محافظ كرمنشاه المحاذية للعراق.
مسعفون يبحثون عن ناجين تحت انقاض مبنى منهار جراء الزلزال في كرمنشاه في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2017
ومع ان سكان بغداد والعديد من المحافظات العراقية شعروا بعنف الزلزال فان الحصيلة الرسمية للضحايا هي 8 قتلى و336 جريحا في العراق.
وقال الجنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري في تصريح للتلفزيون الايراني، اثناء زيارة للمناطق المنكوبة، "الحاجات الفورية للناس تتمثل اولا في خيمة وماء وغذاء".
واضاف "ان المباني التي شيدت حديثا قاومت بشكل جيد لكن المنازل القديمة الطينية انهارت تماما" معبرا عن الامل في ان تنتهي عمليات تنظيف ورفع الانقاض قبل حلول الظلام.
ولم تحصل وكالة فرانس برس كغيرها من وسائل الاعلام الاجنبية على ترخيص لدخول المناطق المنكوبة الاثنين.
اظهرت صور واشرطة فيديو نقلتها وسائل الاعلام الايرانية ان العديد من المجمعات السكنية الحديثة قاومت بشكل جيد الزلزال، في المقابل تعرضت المنازل المنخفضة الى اضرار كبيرة.
وحدد مركز الزلزال الذي بلغت قوته 7,3 درجات قرب الحدود مع العراق على بعد 50 كلم شمالي مدينة سربل ذهاب الاكثر تضررا من الزلزال وحيث سجل 280 قتيلا. وتم انتشال ام وطفلها من بين الانقاض في هذه البلدة، بحسب وسائل الاعلام المحلية.
وقال مسؤولون محليون ان نصف مدارس هذه المدينة التي تضم 85 الف نسمة، اصيب باضرار وكذلك المستشفى.
وفي ناحية دالاهو المجاورة دمر العديد من القرى بشكل كامل، بحسب ما افاد الحاكم المحلي لوكالة تسنيم.
وقالت الحكومة انه تم ارسال 22 الف خيمة و52 الفا من الاغطية ونحو 17 طنا من الارز ومئة الف من المصبرات الى المكان. كما تم توزيع اكثر من 200 الف قارورة مياه.
-طرقات مفتوحة-
واكدت السلطات المحلية عصر الاثنين ان كافة الطرقات التي كانت اغلقت بسبب انهيارات ارضية في محافظة كرمنشاه، اعيد فتحها، لكن الكهرباء لازالت مقطوعة عن سربل ذهاب، بحسب التلفزيون العام.
وامر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي الحكومة والقوات المسلحة باستنفار "كافة الامكانات" لمساعدة السكان.
واشارت عدة وسائل اعلام الى مشاركة مئات من سيارات الاسعاف وعشرات المروحيات العسكرية في عمليات الانقاذ.
وتم اجلاء 200 جريح الى طهران جوا لتلقي العلاج.
وفي دربندخان البلدة الاكثر تضررا في العراق، دعت السلطات سكان جنوب البلدة الى المغادرة وذلك بسبب مخاوف من تضرر سد.
وقال مسؤول محلي لفرانس برس "لم نشهد هذا الامر منذ قرن على الاقل".
وافاد معهد الجيوفيزياء بجامعة طهران ان 150 هزة تلت الزلزال بينها عشرون فاقت قوتها 4 درجات اقصاها 4,7 درجات على سلم ريختر.
وتقدمت سوريا والامم المتحدة والمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا بتعازيها. وعرضت المانيا والامم المتحدة المساعدة.
واغلقت المدارس ابوابها الاثنين في المحافظات الايرانية الحدودية مع العراق. وفي كرومنشاه حيث اعلن الحداد ثلاثة ايام ستبقى المدارس مغلقة الثلاثاء.
والزلازل ظاهرة مالوفة في ايران. وكان زلزال 2003 (31 الف قتيل) دمر مدينة بام (جنوب) التاريخية. اما زلزال 1990 فقد اوقع 40 الف قتيل في شمال البلاد ولازال عالقا باذهان الناس.
ونقلت وكالة ايسنا عن مسؤول عن الشؤون الثقافية في كرمنشاه ان خمسة معالم اثرية في المحافظة تعرضت لاضرار طفيفة معربا عن ارتياحه لعدم تعرض موقع مدرج على لائحة اليونسكو "لاي ضرر".
أرسل تعليقك