القاهرة ـ أ.ش.أ
كشف مسئول أردني أن البحر الميت يواجه خطر الزوال خلال 50 عاما ، لانه يهبط سنويا بمقدار ما بين متر إلى مترين، وتتناقص مياهه بصورة دائمة بسبب عمليات البخر والتسرب الأرضي دون أن يكون له مصادر إمداد بديلة بالمياه المالحة لأنه بحيرة مغلقة .
جاء ذلك في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط أدلى بها المهندس على صبح مساعد الأمين العام لوزارة الموارد المائية الأردنية على هامش المؤتمر الإقليمي، الذي اختتم أعماله بالقاهرة أمس تحت عنوان "التكيف مع التغيرات المناخية في قطاع المياه بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا" ، والذي نظمه المجلس العربي للمياه بالتنسيق مع جامعة الدول العربية والوكالة الألمانية للتنمية الدولية بحضور خبراء دوليين وممثلين عن كل من مصر والأردن ولبنان التي تقوم الوكالة الألمانية بتطبيق مشروعات تجريببة بها في هذا الصدد .
وقال صبح إن " البحر الميت " من أعظم الآثار العالمية ، حيث يواجه خطر "الجفاف" و"الاندثار" ما لم يتم وضع خطة عاجلة لإمداده بالمياه المالحة بصورة منتظمة وبمساعدة اليونسكو والهيئات المانحة والمنظمات الدولية المعنية بالتاريخ والحضارة الإنسانية .
وأوضح صبح أن المشكلات الملحة التي تواجه الأردن مثل الفقر المائي ، حيث يعتبر من أفقر 5 دول في العالم في مياه الشرب، فضلا عن استقباله نحو 3ر1 مليون لاجىء سوري يجعله غير قادر بمفرده على مواجهة مشكلة البحر الميت، مشيرا إلى أن المسافة كبيرة جدا بينه وبين شاطئ البحر الأحمر (خليج العقبة الأردنى) وأي مشروع لإحياء البحر الميت من خلال إنشاء شبكة إمداد بالمواسير أو بوسائل النقل البرية للربط بين البحرين سيكون مكلفا جدا .
كان المسئول الأردنى أعلن أمام المؤتمر أن إيرادات الأردن من المياه العذبة سنويا أقل من مليار متر مكعب ، فيما يبلغ استهلاكه نحو 6ر1 مليار متر مكعب، ومن ثم فانه يعانى عجزا مائيا بنسبة أكثر من 50 %، كما أن بعد شواطىء البحر عن الكتل السكنية يجعل مشروعات تحلية ونقل المياه مكلفة جدا .
جدير بالذكر أن البحر الميت وكان يسمى قديما « بحر لوط » هو بحيرة مغلقة يعتبر سطحها أعمق نقطة في العالم على اليابسة حيث يقع على عمق 417 مترا تحت سطح البحر ، وتقع ما بين الأردن وفلسطين .
وأطلق على هذه البحيرة إسم «البحر الميت» بسبب عدم قدرة الكائنات الحية أو الأسماك على العيش فيه لكون مياهه شديدة الملوحة، فهي تقارب عشرة أضعاف ملوحة المحيطات، وتتغير هذه اعتمادا على العمق ، كما لا تعيش فيه الكائنات الحية بالرغم من وجود بعض أنواع البكتيريا والفطريات الدقيقة فيه .
ويبلغ طول البحر الميت 37 كيلومترا وعرضه 15 كم و700 متر ، أما انخفاض سطحه عن سطح البحر الأبيض المتوسط فيبلغ 417 مترا ، وتبلغ مساحته الإجمالية حوالي 945 كيلومتراً مربعاً ، ويبلغ عمقه من 6 إلى 8 أمتار، وأما أعمق عمق له فيبلغ 401 مترا، وتقسمه شبه جزيرة اللسان إلى شطرين غير متساويين .
ويعتبر البحر الميت من مناطق السياحة العلاجية ، حيث يقال ان الأملاح الموجودة به تشفي كثيرا من الأمراض الجلدية مثل الصدفية والحساسيات الجلدية المتنوعة، فعندما يلتقي ماء البحر بصخور الشاطئ فإنها تصطبغ بلون الثلج من جراء الأملاح المتجمعة على صخور الساحل، وأيضا يعتبر من المراكز الاقتصادية التي تبنى عليها كثير من الصناعات مثل مصانع الملح ومصانع المستحضرات التجميلية والعلاجية. وقد أقيمت الكثير من المنتجعات على كلا شاطئيه الشرقي والغربي ، ورشح ليكون أحد عجائب الدنيا الطبيعية في نطاق البحيرات .
أرسل تعليقك