تفاصيل جديدة ومفاجآت كشفت عنها تحقيقات نيابة شرق القاهرة الكلية، مع الإعلامية ريهام سعيد، مقدمة برنامج "صبايا الخير"، على فضائية النهار، وطاقم برنامجها، بشأن الاتهامات المنسوبة إليهم بالتحريض على خطف الأطفال، ونشر أخبار كاذبة وارتكاب تهمة خطف الأطفال، والتى انتهت بإحالتهم مساء الثلاثاء، إلى محكمة الجنايات مع آخرين.
وقال مصدر قضائي، إن الإعلامية ريهام سعيد سلمت نفسها للنيابة صباح يوم الأحد الماضي فى العاشرة صباحا، قبل أن يكلف المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة 3 من رؤساء نيابة الحوادث بسماع أقوالها، والتحقيق معها فيما هو منسوب إليها من اتهامات، وتولى فريق النيابة المكون من إسلام الجوهرى، وأحمد العاصي ومصطفى مخلوف، مواجهتها بتحريات المباحث وكذا مواجهتها بأقوال غرام عيسى، معدة البرنامج.
رسائل واتس آب أضاف المصدر في تصريحات خاصة لـ«التحرير» أن النيابة فرغت رسائل محادثات "واتس آب" بين معدة البرنامج غرام عيسى ووسيط آخر يدعى «إسلام»، وجاء مضمونها كالتالى: غرام: إزيك يا إسلام عامل إيه، كنت عايزة أطلب منك طلب، عايزاك تدورلي على أي قضية خطف أطفال أو تجارة أعضاء، وانت بعيد ماحدش هيجيب اسمك في أي حاجة
إسلام: زي إيه يعني؟
غرام: أنا عايزة أصور ناس خاطفين أطفال أو عصابة تكون بتشتغل فى تجارة الأعضاء عشان نذيعها في برنامج ريهام سعيد.
إسلام: ماشي حاضر هشوفلك يا أستاذة. بعد مرور يومين..
غرام: إيه الأخبار يا إسلام شفت القصة اللى اتكلمنا فيها دى؟ إسلام: قدامى مصلحة حلوة في السلام ولقيت ليكى طلبك.
غرام: إيه قولي.
إسلام: قدامى واحد معاه عيال مخطوفين. غرام: طب كويس بس هنقابله إزاى؟ إسلام: مش هيرضى طبعا يكون في تصوير.
غرام: إحنا مش هنقوله إني صحافية وباشتغل في برنامج.
إسلام: أمال إيه هنعمل إيه؟
غرام: إنت هتقنعه إنى من أسرة أردنية بدوَّر على طفل صغير للتبني.
إسلام: هحاول معاه حاضر بس بالنسبة للفلوس؟
غرام: قوله إنى مستعدة آخد الطفل بـ300 ألف جنيه.
إسلام: ماشي هبلغك حاضر.
واقعة الخطف تمت بعد المحادثة بعد عدة أيام من المحادثة التى جمعت بين غرام عيسى، معدة البرنامج و"إسلام الوسيط"، تم إقناع المتهم بالخطف وهو شخص ثالث، بالتقابل معه، لكن المفاجأة أن واقعة الخطف تمت عقب المحادثة بين غرام وإسلام، ولم تكن هناك قضية خطف قد ارتكبت بالفعل، حيث أقدم المتهم على خطف طفلين من منطقة السلام بالقاهرة، وأقنعه إسلام بأن هناك سيدة أردنية ترغب في تبنيهما، في إشارة إلى غرام عيسى معدة "صبايا الخير".
أضافت التحقيقات من خلال الرسائل والمحادثات بين غرام وإسلام والمتهم الثالث بالخطف، أنه تم الاتفاق على أن تتقابل غرام مع إسلام وزميله الثالث وبحوزته الطفلان على أن تقوم بدفع 600 ألف جنيه، على أن تتم المقابلة على أحد الكافيهات بمنطقة الدقي بالجيزة، وقبل الموعد المحدد اتصلت غرام مجددا بإسلام وصديقه الخاطف، لوضع اللمسات الأخيرة قبل اللقاء وطلبت منه أن يقلل المبلغ مع زميله خاطف الطفلين، فعلق إسلام «أنا افتكرتك بتكلمينى عشان ترفعي المبلغ شوية يا أستاذة»، بينما عقب الخاطف «أهم حاجة يا أستاذة إن العيال ياكلوا ويشربوا كويس ويلبسوا هدوم نضيفة».
وخلال تلك الأيام أخبرت غرام عيسى بحسب أقوالها في التحقيقات، أكرم، وهو «بروديوسر البرنامج»، بما دار، وأنها معها قضية خطف شيقة ستقوم بتصويرها، وأخبرته بتفاصيل ما دار بينها وبين إسلام والمتهم الثالث، فقام أكرم بدوره، بإبلاغ رئيس مباحث قسم شرطة القاهرة الجديدة، لصداقة تجمعهما ببعض، وأخبره بالتفاصيل، فأخبره الأخير أنه سيأتي برفقة قوة من رجال المباحث فى الموعد المحدد والمكان المتفق عليه للقبض على المتهمين وقت قيام فريق البرنامج بتصوير اللقاء على الكافيه، فسأل أكرم رئيس المباحث «حضرتك شغال فى القاهرة في التجمع واحنا هنتقابل فى الدقي يعنى خارج الدايرة بتاعتك، هينفع تيجى تقبض على المتهمين عادي؟»، فأجابه الضابط «لأ عادى ماتقلقش قضية الخطف من القضايا المهمة كلنا في الداخلية بنشتغل عليها في أي مكان عادي».
التنسيق مع الأمن كما أشارت التحقيقات إلى أن فريق البرنامج اتصل بأحد ضباط المباحث برعاية الأحداث، واتفقوا على القبض على المتهمين وقت اللقاء بالكافيه فى الموعد المحدد، وبالفعل حضر فريق البرنامج إلى الكافيه وتم تصوير اللقاء بكاميرا موبايل، حتى ألقى القبض على المتهمين بالفعل بمعرفة قوة من رجال المباحث.
فريق النيابة وجه سؤالا لغرام، معدة البرنامج «لماذا لم تبلغى الشرطة ولا النيابة بالعصابة التي خطفت الأطفال، رغم علمك بوجود طفلين مخطوفين لمدة يومين؟»، فأجابت بأنها نسقت مع وزارة الداخلية هى وأكرم، وأبلغتهم بتفاصيل اللقاء وليس لها علاقة بالتحريض على خطف الأطفال، ولم تكن تعلم أن المتهم سيرتكب جريمة الخطف من أجلها وبدافع الحصول على الأموال المتفق عليها، مشيرة إلى أنها توقعت أن الأطفال مخطوفون بالفعل، وكل دورها سيتلخص فى تصويرهم ومن ثم القبض عليهم بمعرفة رجال الشرطة. بينت التحقيقات أن المتهمين من فريق برنامج صبايا الخير، عددهم 5 أشخاص وهم الإعلامية ريهام سعيد، مقدمة البرنامج، وغرام عيسى، معدة البرنامج، وأكرم وهو بروديوسر البرنامج، ومحمد راضى، مساعد المخرج، ومحمد صلاح، مصور البرنامج.
النيابة تواجه الإعلامية بمنتج البرنامج لفت المصدر القضائى، إلى أنه تم مواجهة ريهام سعيد بأكرم، المنتج الفني بروديوسر البرنامج، وتم تفريغ الرسائل التى بينهما، وتبين أنه أرسل رسالة لريهام سعيد مساء يوم الخميس الموافق 18 من يناير/كانون ثان الماضي، أخبرها فيها «في موضوع مع غرام عن خطف الأطفال»، بينما أوضحت ريهام أن الرسالة وصلتها يوم الجمعة فقط وطلبت من أكرم التنسيق مع وزارة الداخلية «أهم حاجة تنسق مع الداخلية يا أكرم»، قبل أن يتم إذاعة جزء من اللقاء بحلقة الإثنين في «صبايا الخير».
النيابة العامة قامت بتحريز جميع هواتف طاقم البرنامج بداية من ريهام سعيد وانتهاءً بالمصور، وتحفظت عليها بعد تفريغ ما بها من رسائل وخاطبت قسم تكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية لإرسال تقرير بمضمون المحادثات ورسائل الواتس آب، وتبين كذلك خلال رسالة أن "غرام" معدة البرنامج، أرسلت رسالة لأكرم، أخبرته خلالها أنها معها أمين شرطة معه طفل ولم تكمل له الحديث، وأخبرته كذلك أنها توصلت لعصابة خطفت طفلين من السلام، فطلب منها استكمال موضوع الطفلين المخطوفين بمنطقة السلام. أكرم بروديوسر البرنامج، قال خلال التحقيقات إن "غرام"، لم تكن ضمن فريق العمل، لكنها تعمل بنظام القطعة، وتخبرهم بما لديها من قضايا وموضوعات، ثم يتم تصويرها ومن ثم عرضها على ريهام سعيد، للاتفاق على إذاعة القضية من عدمه، مشيرا إلى أنه كثيرا ما يتم تصوير بعض القضايا دون إذاعتها على الهواء لأسباب فنية أو مهنية وخلافه.
الاتهامات الموجهة لطاقم «صبايا الخير» النيابة العامة وجهت إلى ريهام سعيد اتهامات التحريض على الخطف، والاتجار بالبشر، والتأثير على السلم والأمن في المجتمع، فضلا عن العلم بجريمة وعدم الإبلاغ عنها، فنفت كل الاتهامات، وقدمت إلى رئيس النيابة 8 أعداد لصحف تحدثت عن جريمة خطف الأطفال والمأساة التى يتعرض لها الطفل المخطوف، مؤكدة أنها تدافع عن حقوق الطفل وكثيرا ما واجهت أمهات بإهمالهن فى الحفاظ والعناية بأطفالهن، فهل ستحرض هى بنفسها على خطف طفل برىء، وعقبت «أنا عندى طفل رضيع وعارفة قد إيه حضرتك غلاوة الأطفال فى حياة أبوهم وأمهم.. أنا باسعى لعلاج ظاهرة خطف الأطفال والكل عارف كده».
وعاود رئيس النيابة سؤال ريهام سعيد، عن مدى علمها بإقدام «غرام» على تصويرها حلقة مع عصابة خطفت طفلين بالسلام، فأنكرت وأشارت إلى أن الطاقم الخاص بإعداد البرنامج هو من يبلغها "بالرتوش" الأخيرة للحلقة قبل وضع التصور الفني لها، وشددت على أنها لم تكن تعلم مطلقا باتفاق المعدة مع عصابة لخطف طفلين، كما أنها لم يكن لها تعامل مباشر مع غرام عيسى، حيث تعمل بنظام القطعة ويتبعها رئيس تحرير البرنامج.
بينما اعترفت معدة البرنامج، غرام عيسى، على طاقم البرنامج، في بداية أقوالها مشيرة إلى أنهم كانوا على علم بتفاصيل اللقاء الذى ستقوم بتصويره، ولاقت تشجيعا منهم على ذلك.
كما نفت ريهام سعيد، كل الاتهامات الموجهة، وتمسكت بأن المعد هو الذى يقدم الفكرة وأطراف الموضوع، والذين يتم التصوير معهم دون تدخل منها، وأنها لم تصدر أى تكليفات إلى المعدة بأى موضوعات مسبقة سواء عن الخطف أو غيره، موضحة كذلك أنها لا تعلم شيئا عن الاتفاقات المسبقة بين المعدة والوسيط والمتهم قبل التصوير، ولا تعرف اسم الوسيط ولا المتهم، ولم تقدم أى تليفونات للمعدين، ولم تتصل نهائيا بأى مصدر أو أطراف أى موضوع من خلال عملها. وأشارت «سعيد» إلى أنها لم تفبرك أي تقارير تليفزيونية طيلة فترة عملها، لكنها عرضت خلال حلقتها المذاعة بتاريخ 22 من يناير الماضي واقعة حدثت بالفعل ولم تنشر أخبارا كاذبة من خلال عرض فيديو ضبط المتهمين فى كافيه بالدقى، مؤكدة إخبار المنتج الفنى لرجال المباحث بموضوع عصابة خطف الطفلين، كما تلقت مكالمة من أسرة الطفلين يقدمان الشكر للبرنامج نظير إعادة المجني عليهما إلى أسرتهما. جدير بالذكر أن الأربعاء، كان محددا لنظر تجديد حبس الإعلامية ريهام سعيد، إلا أن النيابة أحالتها مساء الثلاثاء، إلى محكمة الجنايات «محبوسة»، ضمن آخرين بينهم 4 من طاقم برنامج صبايا الخير و3 آخرين.
أرسل تعليقك