القاهرة _ محمد التوني
تناولت صحيفة الأهرام المصرية في عددها الصادر صباح الخميس ملف خاص عن ذكرى ثورة 30 يونيو/حزيران تحت عنوان "وطن جديد. . أمل جديد"، وقالت الصحيفة: مصر عادت.. أنهت وهم الخلافة، أسقطت نظام الأهل والعشيرة، أوقفت تغلغل الجماعة في مفاصل الدولة وجسدها، منعت المد الإخواني من الانتشار في الجسد المصري، 30 يونيو كانت ثورة فريدة، كانت نقطة فاصلة في تاريخ المصريين، كان الشعب هو القائد والملهم والمحرك لمؤسسات الدولة لتقف معه وتسانده ليعيش حريته ويسعى لبناء دولة قوية ديمقراطية تعددية.
مصر عادت.. إلى المصريين، إلى أشقائها وجيرانها العرب، إلى دورها الإقليمي والدولي، إلى هويتها الوطنية، إلى أحلامها، بدلا من الكوابيس التي طاردت المصريين في نومهم وصحوهم، وجعلتهم يتساءلون ماذا لو استمر حكم الإخوان أكثر من عام؟، كانت الإجابة تأتيهم من واقع ما يرونه: المستقبل مظلم، حروب أهلية، انقسامات داخلية، ضياع هوية، انهيار مصر وتفتتها، تفكك مؤسسات الدولة. وهنا لم يعد التأجيل ممكنا، إما أن نحيا أو نعيش كالأموات، إما الحرية وإما الخنوع والقبول بالمستبدين باسم الدين.
مصر عادت.. فبعد مرو أربع سنوات، وفي كل ذكرى لـ 30 يونيو يتنفس المصريون الصعداء، يحمدون ربهم سرا وعلانية على نعمة الحرية، ونعمة العيش في وطن بلا إخوان، فما كان قبل 30 يونيو ليس كما بعدها على الإطلاق، فها هو الشعب تخلص من فقهاء الموت، والليل الأسود الذي جثم على صدره عاما كاملا.
وفي سبيل الحرية التي لا تقدر بثمن، قدمت مصر خلال هذه السنوات أغلى ما تملك من دماء أبنائها من الشهداء عن طيب خاطر ثمنا لينعم الشعب المصرى بما يحلم، وليدرك العالم يوما بعد يوم أن ما قام به المصريون هو أعظم ثورة في التاريخ. مصر عادت.. لأنه في 30 يونيو كان الشعب بكل أطيافه وطبقاته، ببسطائه وفقرائه وفنانيه ومبدعيه، قام بثورة ليشهد العالم أجمع ميلاد حلم جديد، ووطن جديد، وأمل جديد.
أرسل تعليقك