القاهرة ـ مصر اليوم
داخل حي شعبي بمنطقة الحنفية بالمرج، حاول عدد من أهالي الحي، إتمام جلسة صلح بين "سيد.م" حلاق، و"أحمد. ت"، نجار، لتسوية خلافات دائرة بينهما بسبب زوجتيهما، فحضر الجميع أمام منزل الأول (الحلاق)، وحينما وصل، هرع نحو الثاني (النجار) بـ"سكين"، وسدد له 3 طعنات، فارق على إثرها الحياة، وردد المتهم: "خلاص تعبت لازم أموتك".
قبل سنتين تزوج أحمد (المجني عليه) من شقيقة زوجة سيد (المتهم)، ليكون الزوج الرابع لها ورزقا بطفل، ومع إصرار الزوجة على الخروج إلى صديقتها بالحي، ورفض الزوج المستمر، بدأت المشاكل تظهر بينهما، إلا أن تعنتها للخروج جعله يعتدى عليها باستمرار، لتقرر بالأخير الذهاب لمنزل عديل المجني عليه (الحلاق، المتهم) للجلوس مع شقيقتها، يقول "عادل.ن"، شاهد عيان لمصراوي.
كل مرة تغضب فيها الزوجة وتهرب لمنزل عديلها، كان يذهب المجني عليه (النجار) للمتهم (الحلاق) أمام محل عمله ويهدده بالقتل إذا استضاف زوجته مرة أخرى في منزله، ليرد الآخر: "بيت أختها وماقدرش أمنعها منه، حاول تحل أموركم سوا، بلاش خناقات"، باتت الأمور تسير على هذه الوتيرة، يغضبان ويتصالحان من جديد حتى يوم الواقعة.
الخميس الماضي، نشبت خلافات بين المجني عليه وزوجته بسبب رفضه خروجها من المنزل، فذهب إلى ورشة نجارته وحينما عاد فوجئ بمغادرتها المنزل، فترّجل كعادته إلى منزل عديله، ليحاول أن يصالحها ويعيدها للمنزل، إلا أن هذه المرة رفضت وطلبت منه الطلاق، فاستشاط غضبًا رافضًا طلبها وظل يردد: "لازم تروحي معايا مفيش طلاق، ولو فضلتي هنا هموتلك عديلي عشان يبطل يقعدك عنده"، يشير شاهد العيان إلى أن صوت خلافاتهما سمع به كل أهالي المنطقة، خاصة تهديده بقتل المتهم إن رآه فتح محله.
ظل المتهم 3 أيام داخل شقته، خوفًا من الدخول في عراك مع المجني عليه، ولحظة وصول دقات الساعة التاسعة والنصف مساءً، وقف المجني عليه أمام منزل عديله، متمتًما كلمات بصوت عالٍ: "انزل لو راجل، هموتك لو شفتك"، لترد زوجة الحلاق: "هينزلك يوريك، هو أرجل منك"، إلا أن أهالي المنطقة تمكنوا من إبعاد المجني عليه بعيدا عن المنزل تلاشيًا لحدوث أي مشاجرة.
تقول شاهدة عيان رفضت ذكر اسمها، إن المتهم طفح كيله، من كمّ تهديدات المجني عليه التي استمرت طوال فترة زواجه، فقرر أن ينهي الأمر وأمسك بسكين، وقصد محله حلاقته، في انتظار خصمه قائلًا: "يا أنا يا هو النهاردة، أنا تعبت ولازم أموته"، مرت دقائق قليلة، وأغلق المتهم محله من جديد وصعد لشقته، في الوقت الذي تمكن الأهالي من إقناع المجني عليه من تسوية الأمور مع عديله وذهبوا جميعا نحو منزله.
15 فردًا يقفون على أطراف أحد شوارع منطقة الحنفية في انتظار نزول المتهم، بينما يجلس المجني عليه على دراجة بخارية، ففي ثوانٍ، هرع الحلاق نحوه وسدد له طعنات متفرقة بالبطن والصدر والوجه، دون رد من الآخر ليقع على الأرض وسط بركة من الدماء دون أن ينطق حرفًا، ظل الجميع يحدقون بعينهم غير مصدقين ما حدث، يصف شاهد العيان المشهد "كأن على رؤوسهم الطير".
صراخ لا ينقطع من أهالي المنطقة بعد سقوط المجني عليه على الأرض، حيث فر المتهم هاربًا، وحضرت سيارة الإسعاف ونقلت القتيل، وصرحت النيابة العامة بدفنه بعد تشريحه، وقررت حبس المتهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات، بعدما تمكن رجال مباحث قسم المرج من ضبطه.
لم يصدق أحد ما جرى تقول إحدى سيدات المنطقة - رفضت ذكر اسمها "المتهم معروف بطيبته وعدم إيذاء أحد"، الأمر الذي أكده أيضًا أهالي المنطقة، بينما كان المجني عليه يتعمد إهانته وسبابه أمام جيران الحي، فضلًا عن مشاكله مع شباب المنطقة، مضيفة أنها صاحبة فكرة جمع عدد من أهالي المنطقة لتسوية الخلافات بين طرفي الجريمة لكن الفكرة باءت بالفشل، بعدما قرر المتهم الانتقام دون سماع نصائح من أحد
أرسل تعليقك