القاهرة- سهام أحمد
يستكمل الدكتور محمد فؤاد، الخبير الاقتصادي، وعضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، فتح ملفات أصول الوزارات والهيئات المختلفة من أجل استغلالها والاستفادة منها، وقال أن وزارة الثقافة على سبيل المثال تمتلك عدد كبير جداً من الأصول المقامة بالفعل ولا يتم استغلالها بشكل جيد تتناسب مع أهميتها وقدرتها على التغيير، ليس في إطار مالي فقط، ولكن في إطار ثقافي وفكري أيضاً، وأضاف أن الوزارة تقع تحت تبعيتها ما يقرب من 20 هيئة.
وقال فؤاد، أن الهيئة العامة لقصور الثقافة كمثال تمتلك ما يقرب من 575 قصراً موزعة على مستوى الجمهورية لا تعمل بكامل عددها في الواقع، والبعض تحوّل لأوكار لتعاطي المخدرات، وهو ما لا تستفيد منه المحافظات ولا أبنائها، حيث أنها مجرد أبنية مقامة يعمل بها عدد من الموظفين دون نشاط فني وثقافي مؤثر وفعال، بالإضافة إلى ان تلك القصور غير مؤهلة لأي أنشطة وعلى الوزارة البدء في هيكلتها وإحلال تجديد بها حتى تقم بدورها المنوط إليها.
وتابع فؤاد، أن الوزارة يتبعها ما يقرب من 600 موقع ثقافي نصفها مغلق أو غير مناسب أو لا تتوافر فيه عوامل الأمان، كما أن الوزارة تقع تحت تبعيتها أيضاً أكاديمية الفنون المصرية والتي تضم 7 معاهد متخصصة وهم "العالي للفنون الشعبية، وللباليه، والفنون المسرحية، والموسيقى العربية، والسينما، والكونسيرفتوار، والنقد الفني"، ولكن اقتصر انضمام الطلاب إليها على فئة معينة من المجتمع من أبناء الأساتذة العاملين بها، دون إعطاء فرصة لأي موهوب من الخارج.
وأضاف فؤاد، أن وزارة الثقافة منذ 5 سنوات قد قامت بإنشاء مبنى من المعلن عنه أنه مركز ثقافي بقرية كلاحين الحاجر بقفط بمحافظة قنا، وبعدما تم الانتهاء منه تم إغلاقه ولم يتم افتتاحه إلى الآن، ولم يستفد منه أهالي المنطقة الذين يطالبون باستغلاله، فضلاً عن عدم المتابعة الخاصة بالمبنى من أي جهة حكومية، وهذا يؤكد غياب الرقابة والمتابعة التي يجب أن تقوم بها الوزارة لكافة أصولها، الأمر الذي يؤدي بالبعض إلى رفع دعاوى قضائية يطالبون بمباني تابعة للوزارة على أنها مباني خاصة بهم.
واستمراراً للفساد، أكد فؤاد، أنه قد فتح من قبل ملف الفساد بالأوبرا ومطالبته بلجنة تقصي حقائق لمراقبة أعمال صندوق تمويل مشروعات الأوبرا والذي أكد أن هناك 91% من أموال الصندوق تذهب للأجور والمكافآت في وقت لدينا فيه مشكلة في المنتج الثقافي، وانتقد كذلك تراجع دور الهيئة العامة للكتاب وتراجع قيمة ما تقوم بإصداره، وأصبحت أموال الهيئة مهدرة حيث تفرم الآلاف من المطبوعات والإصدارات بها، وتكهن الماكينات لإيقافها عن العمل ويتم استبعادها من منظومة خطوط الإنتاج.
وانتقد فؤاد الإهمال الذي تعاني منه دار الكتب والوثائق القومية، والتي تعد صرح ثقافي يضم 100 مليون وثيقة، و8 مليون كتاب، و67 ألف مخطوط نادر، والتي تتسبب في اختفاء العديد من المخطوطات النادرة منها مخطوطة الإمام الشافعي التي ليس لها أي نسخة أخرى في العالم بسبب اهمال المسؤلين لذلك الصرح، مثلما حدث مع إحدى المخطوطات والتي عثر عليها ملقاة داخل كيس بمدخل الدار.
وذكر فؤاد كذلك مشروع تطوير مسرح المنصورة الأثري والذي مخصص له منحة حوالي 50 مليون جنيه قدمتها سلطنة عمان لوزارة الثقافة؛ لإنقاذ مسرح المنصورة عقب الانفجار الإرهابي الذي دمره، ولم يتم تطوير وترميم المشروع حتي الآن، ولا نعلم أين ذهبت تلك الأموال أيضا.
وتسائل فؤاد عن الدور الذي يقوم به المجلس الأعلى للثقافة، والذي يضم ٢٦ لجنة، وكل لجنة تضم أكثر من عشرين مفكرًا وباحثًاً فى كل المجالات من الجغرافيا إلى الفيزياء، ومن السينما إلى العمارة والتاريخ والمسرح، بالإضافة إلى لجنتى الإعلام والشباب، فأين هم من مراقبة الهيئات والقطاعات ووضع خطة تساهم في عمل نقلة ثقافية، رغم أن الدولة خصصت 21 مليون و511 ألف و500 جنيه للأمانات الفنية بالمجلس، إلا أنه شهد تراجعًا شديدًا في إداراته المختلفة، وأصبح نشر الأعمال الإبداعية به في حالة لا ترضي أحدًا، كما أن إصدارته تلقى بالمخازن دون وصولها للمواطنين.
وطالب فؤاد الوزارة والقائمين عليها بالاهتمام بقطاعاتها واستغلال ما تمتلكه من أجل تطوير أعمالها، خاصة وأن الوزارة لديها قطاعات كثيرة ومتشعبة ومصر تمتلك من المواهبة ما يمكنها من وضع خطط تسويقية وإبداعية وهيكلية تساعد على تخطي أزمات وزارة الثقافة الحالية، خاصة أن مصر تصل نسبة الأمية بها إلى حوالي 40% وتلك النسبة تحتاج إلى طريقة للوصول إليهم بطرق مختلفة من خلال العروض المسرحية والفنية وغيرها من الفنون التي يمكن ان تتم من خلال قصور الثقافة على سبيل المثال.
أرسل تعليقك