بيروت - و م ع
حل الكاتب عبد اللطيف اللعبي، مساء أمس الاثنين، ضيفا على الدورة ال57 لمعرض بيروت العربي والدولي للكتاب (6 19 دجنبر) بديوان "منطقة الاضطرابات"
و"منطقة الاضطرابات"، الصادر حديثا عن دار نلسن، هو الترجمة العربية للديوان الأخير للعبي "زون ذو توربيلونس"، التي أنجزها الكاتب والشاعر اللبناني عيسى مخلوف. وفي لقاء شعري دافئ، تلا فيه اللعبي مختارات من قصائده ومنها "لنفترض" التي لم تنشر بعد، احتفل بهذا العمل الناشر سليمان بختي والناقد والشاعر اللبناني عبده وازن كاتب مقدمة الديوان، بحضور عشاق شعر اللعبي. واعتبر بختي، أن الديوان، الذي كتبه اللعبي بعد شفائه من مرض ألم به وجعله وجها لوجه أمام الموت، "ينقل معنى الحياة والموت وما يجري بينهما..فكل شيء يحضر في الديوان ..جدلية التناقضات، المرض والشفاء، الجسد والروح، ويبقي للكلمة جسدا موجعا يتناثر في البهاء". ويضع ديوان "منطقة الاضطرابات" ، حسب بختي، القارئ والكاتب معا "في عين العاصفة"، بوصفه "صرخة عبور الى الحياة الجديدة، وولادة من قلب رماد الذات ومن قلب اللغة والمعاناة".
أما المترجم، الذي تليت شهادة باسمه ، فالديوان في نظره "كتاب الجسد، أو كتاب الذات عبر الجسد، جسد الرغبة والإغواء ..جسد الموت ...الجسد الهش، الذي لا يمكن للإنسان أن يعيش من دونه، وهو الذي يموت ...احتفال بهذا الجسد الذي ينتهي هنا ليبدأ هناك".
وتنطلق الرؤية الشعرية في هذا العمل، حسب مخلوف، "من اللحم والدم وتبحث عن موقع الإنسان في الكون ، كما تطرح السؤال عن معنى الكتابة ذاتها".
وتحدث اللعبي عن بيروت كما عرفها 1970 ، تاريخ أول زيارة لها، وهي التي "وجد فيها آنذاك شمسا لم تفارقه حتى في أحلك الظروف. بيروت التي "اكتشف فيها قارة إنسانية تغيرت"، يقول اللعبي.
أما الديوان فهو وليد لحظة مميزة في مسار إبداعي وإنساني، "لحظة عسيرة عانيت فيها من مشاكل صحية" بعدما كانت "المعاناة من قبل معاناة فكرية وآمال مجهضة " أضحت جسدية يعلق اللعبي.
وأضاف أن "منطقة الاضطرابات" كتب في مرحلة "تأمل مغاير للحياة، للحب، للنضال، للقيم، و للتجربة الإنسانية...التأمل في مراحل الحياة العادية ..لحظة متميزة اكتشفت فيها الرهبة، وفي نفس الوقت أن ما يحدث في الكون مدهش.. وأن ما يحدث داخل الجسد هو بنفس الدقة التي تفيدنا بها العلوم الدقيقة".
أما عبده وازن، فاعتبر أن شعر اللعبي "كان ولا يزال نقطة التقاء بين عالمين أو ثقافتين أو لغتين، ينتمي اليهما انتماء النهر الى ضفتيه"، وهو الذي "لم يفارق مغربه يوما، على خلاف الشعراء الكثيرين الذين يجعلون من المنفى أو من اللغة وطنا".
وذكر بأن هذا الشاعر، الذي شارك في تأسيس مجلة (أنفاس) سنة 1966 مع الطاهر بنجلون ومحمد خير الدين ومصطفى نيسابوري، ساهم في تأسيس حركة شعرية حديثة، "كان هو رائدها وأبرز شعرائها".
ووازن نفسه، هو الذي كتب في تقديمه للعمل أن اللعبي كتب قصائد هذا الديوان "بعدما تخطى هاوية المرض الخطير أو منطقة الاضطرابات ونهض منها نابضا بالحياة والشعر ومنتصرا على الموت الذي جاوره وجاراه وخبره عن كثب واكتشف أسراره وأضاء زواياه المعتمة " .
يذكر أن معرض بيروت العربي والدولي للكتاب يعرف مشاركة 55 دار نشر عربية تمثل سبع دول هي، فضلا عن لبنان، المملكة العربية السعودية، الكويت، سلطنة عمان، ليبيا، العراق، لبنان وفلسطين.
وبالإضافة الى دور النشر يعرف المعرض مشاركة 14 مؤسسة ثقافية ومراكز أبحاث منها مركز البحوث الكويتية والمجلس الوطني للثقافة - الكويت، واللجنة الوطنية لليونسكو والأمم المتحدة
ونظمت في إطار المعرض ندوات منها "الهجرة في مائة عام" و "محاورات على دروب المعرفة" و "أمين معلوف : هوية عربية بلغة أجنبية " و "إشكالية المشاركة في السلطة في المجتمعات العربية" و " حول كتاب ميخائيل نعيمة وكمال جنبلاط شاعران في معراج الصوفية".
أرسل تعليقك