c نبذة عن حياة السيدة خديجة مع الرسول الكريم "صلّى الله - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 15:46:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نبذة عن حياة السيدة خديجة مع الرسول الكريم "صلّى الله عليه وآله"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - نبذة عن حياة السيدة خديجة مع الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله

القران الكريم
القاهرة - مصر اليوم

لنلقي نظرة سريعة على حياة السيدة خديجة رضي الله عنها ، بعد زواجها من الرسول الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نرى ما لاقته من ظلم قريش وقطعيتها ، لأنها وقفت من محمد صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم تلك الوقفة الجبارة التي سجلها التاريخ على صفحاته.

لقد كانت رضوان الله عليها أكبر مساعد للرسول (صلّى الله عليه وآله) وأعظم عون على نشر دعوته ، حتى قال عليه وآله الصلاة والسلام : « قام الدين بسيف علي ومال خديجة » لأنها صرفت مالها الكثير في سبيل نصرة الإسلام
لقد كانت خديجة رضي الله عنها ، في العز والجاه والثروة ، وهي سيدة قريش ـ كما أسلفنا ـ ولكن بعد زواجها من محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، انفضوا من حولها ، ورجعوا باللائمة عليها وأخيراً تنكر لها الجميع كأنها أتت شيئاً نكراً.

ولما بُعث النبي صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم ، كانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدقه فيما جاء به عن ربه ، وآزره على أمره ، فكان عليه وآله الصلاة والسلام ، لا يسمع من المشركين شيئاً يكرهه ـ من ردٍ عليه أو تكذيب له أو استهزاء به ـ إلا فرج الله عنه بخديجة ، التي كانت تثبته على دعوته ، وتخفف عنه وتهون عليه ما يلقى من قومه من المعارضة والأذى 
نزول الوحي ـ ومبعث الرسول :

استقرت الحياة هادئة ناعمة ، فقد لاقى محمد صلى‌الله‌عليه‌ وآله‌ وسلم في بيت الزوجية العطف والحنان ، الذي افتقده منذ طفولته ، وهذه خديجة الزوجة الوفية ، قد أضفت على البيت الراحة والاستقرار والأمان ، وولدت البنات والصبيان.

نعمت أسرة محمد صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم ، سنوات بحياة هادئة ، وادعة ، بالألفة والمودة ، يرشف الزوجان على مهل ، رحيق ودٍ عميق ، وحلاوة سعادة صافية.

لقد كان في الرسول الأعظم صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم ميل إلى التفكير والاستغراق ، ونزوع إلى الخلاء والتأمل منذ صباه ، فكان يذهب إلى غار حراء ، يقضي فيه الساعات ، بل يتعداها إلى الليالي يمارس هناك ، بعيداً عن الناس ما طاب له من التعبد والتهجد وما يسمونه الآن في العصر الحاضر : ( الرياضة الروحية ).

وهنا تتجلى شخصية السيدة خديجة ، وما كان لها من تأثير بالغ على حياة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فنراها في وقارها ، وجلال سنها ونضوجها ، لا تتأفف أو تضيق بهذه الخلوات ، التي كانت تبعد عنها زوجها الحبيب ، وعن أولادها ، وبيتها ، وما خطر لها أن تعاتبه ، أو تتذمر من هجره لها الليالي الطوال ، وما حاولت رضي الله عنها ، أن تعكر عليه صفاءه كما نعهد ، من فضول النساء ، التي تستأثر بالرجل وتغار عليه.

ولكن السيدة خديجة رضوان الله عليها ، كانت على عكس ذلك ، فقد حاولت ما وسعها الجهد ، أن توفر له الهدوء والاستقرار ، وأحاطته بالرعاية التامة ، مدة إقامته في البيت ، وعندما يذهب إلى غار حراء ، كانت ترسل من يحرسه ويرعاه ولا يعكر عليه صفو خلوته.

وهناك في غار حراء ، « بعث الله رسوله وأكرمه بما اختصه به من نبوته ، بعد أن استكمل أربعين سنة وذلك بعد بنيان الكعبة بخمس سنين »

وكان مبعثه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في شهر ربيع الأول ـ وقيل في السابع والعشرين من شهر رجب ، وقيل في رمضان ـ وأشار لذلك قول الشاعر :

وأتت عليه أربعون فأشرقت
شمس النبوة منه في رمضان

« وكان جبريل يظهر له ، فيكلمه ، وربما ناداه من السماء ، ومن الشجرة ، ومن الجبل ، فيذعر من ذلك الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »

عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل  أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لخديجة : إني إذا خلوت وحدي ، سمعت نداءً ، فقالت : ما يفعل بك الله إلا خيراً ، فوالله إنك لتؤدي الأمانة وتصل الرحم ، وتصدق الحديث. قالت خديجة : فانطلقنا إلى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ، وهو ابن عم خديجة فأخبره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما رأى فقال له ورقة إذا أتاك فاثبت له حتى تسمع ما يقول ، ثم ائتني فأخبرني ، فلما خلا ناداه يا محمد ، قل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين حتى بلغ ولا الضالين قل لا إله إلا الله ، فأتى ورقة فذكر له ذلك ، فقال له : أبشر ثم أبشر ، فأنا أشهد أنك الذي بشر به ابن مريم وأنك على مثل ناموس موسى وأنك نبي مرسل ، وأنك سوف تؤمر بالجهاد ، بعد يومك هذا ، ولئن أدركني ذلك لأجاهدَّن معك ، فلما توفي ورقة قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌ وآله‌ وسلم لقد رأيت القس في الجنة ، عليه ثياب الحرير لأنه آمن بي وصدقني ـ يعني ورقة ـ وروي أن ورقة قال في ذلك :

فإن يك حقاً يا خديجة فاعلمي
حديثك إيانا فأحمد مرسل

وجبريل يأتيه وميكال معهما
من الله وحي يشرح الصدر منزل

يفوز به من فاز عزاً لدينه
ويشقى به الغاوي الشقي المضلل

فريقان منه فرقة في جنانه
واخرى بأغلال الجحيم تغلغل

عن عائشة أم المؤمنين انها قالت : أول ما بدئ به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الوحي ، الرؤيا الصالحة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح.

ثم حبب إليه الخلاء ، وكان يخلو بغار حراء ، فيتحنث فيه ، وهو التعبد ، الليالي ذوات العدد ، قبل أن ينزع إلى أهله ، ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة ، فيتزود لمثلها ، حتى جاءه الحق ، وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فقال : اقرأ ، قال ما أنا بقارئ. قال فأخذني فغطني حتي بلغ مني الجهد. ثم أرسلني.

فقال : اقرأ ، فقلت ما أنا بقارئ ، قال : فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ )

فرجع بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد فقال : زملوني ـ زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الرعب فقال لخديجة : وأخبرها الخبر : لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة : كلا ما يخزيك الله ابداً ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق !

وفي سيرة ابن هشام عن النبي (صلّى الله عليه وآله) قال : فخرجت حتى إذا كنت في وسط الجبل سمعت صوتاً من السماء يقول : يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل. قال : فوقفت أنظر اليه. ما أتقدم وما أتأخر، وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء ، قال فلا أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك ، فما زلت واقفاً ما أتقدم أمامي ، ولا أرجع ورائي ، حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي ، فبلغوا أعلى مكة ، ورجعوا إليها وأنا واقف في مكاني ذلك ثم انصرف عني.

وانصرفت راجعاً إلى أهلي ، حتى أتيت خديجة ، فجلست إليها مضيفاً فقالت يا أبا القاسم : أين كنت ! فو الله لقد بعثت رسلي في طلبك حتى بلغوا مكة ، ورجعوا إلي فحدثتها بالذي رأيت ، فقالت أبشر ، واثبت فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة

وآمنت خديجة ، وصدقت بما جاءه من الله عز وجل ، وآزرته على أمره فكانت أول من آمن بالله ورسوله.

أجل لقد كانت ساعده الأقوى ، مشجعة إياه على القيام بأعباء النبوة العظيمة ، فخفف الله بذلك عن نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فكان لا يسمع شيئاً يكرهه من المشركين ، من ردٍ عليه وتكذيب له ، فيحزنه ذلك إلا فرج الله عنه بها ، إذا رجع إليها وجدها العطوف الحنون.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نبذة عن حياة السيدة خديجة مع الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله نبذة عن حياة السيدة خديجة مع الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon