c آلاف الباعة الجوالين يحولون أرصفة القاهرة الى محلات بيع ملابس - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أجواء عيد الفطر تخيم على شوارع وأحياء العاصمة المصرية رغم ارتفاع الأسعار

آلاف الباعة الجوالين يحولون أرصفة القاهرة الى محلات بيع ملابس وكعك وألعاب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - آلاف الباعة الجوالين يحولون أرصفة القاهرة الى محلات بيع ملابس وكعك وألعاب

أسعار الكعك والبسكويت
القاهرة ـ سعيد غمراوي

أجواء العيد لا يمكن إنكارها. فالزحام حيث لا موطئ لقدم واضح. وقوائم أسعار الكعك والبسكويت تملأ الأثير التلفزيوني وتغطي واجهات المحلات. وإعلانات أفلام العيد حيث الإثارة والعنف أو الكوميديا والهلس أو الخلطة التي باتت ناجحة وفيها التّطرف الديني مع الهري السياسي وقليل من العشق والرومانسية في كل مكان. لكن الأجواء صارت أيضاً مشبعة بآثار الاقتصاد ومغبات السياسة وطعم الأحداث وتوقعات المستقبل القريب المرتكزة إلى تصريحات الرئيس وتحركات الصندوق وعروض السوبرماركت الجديرة بباب "صدق أو لا تصدق".

فقد صادق الرئيس عبدالفتاح السيسي في الساعات القليلة الماضية على سلسلة من القوانين والإجراءات والقرارات التي لا يفهم أبعادها الجميع بالضرورة، أو تعني الكثير لكل قطاعات الشعب بحسب الفاتورة، أو تبدو زيادة في الدخل لكنها في حقيقة الأمر تؤدي إلى مزيد من الضغط على الجيوب. وجيوب المصريين التي خاضت حرباً ضروساً في رمضان بين غلاء أسعار ناجم عن تعويم جنيه، وجشع تجار سببه غياب سياسات ضبط الأسواق والرقابة على الأسعار تستقبل العيد هزيلة منهكة متوجسة. شريط الأخبار يركض مبشراً بزيادة دعم الفرد في بطاقة التموين من 21 إلى 50 جنيهاً. وقبل أن تلمع العيون فرحاً، تضيق كمداً بالخبر التالي: زيادة سعر السكر والأرز التمويني وقصر زيادة الدعم لأربعة أفراد فقط من كل عائلة. تعليقات المواطنين باتت متوقعة: "ما تعطيه الحكومة باليمين تأخذه باليسار، والحداية لا تسقط كتاكيت".

ويستمر شريط الأخبار في الركض حاملاً المزيد. تطبيق ضريبة التمغة في البورصة. زيادة 15 في المئة لأصحاب المعاشات. منح علاوات دورية واستثنائية للعاملين في الدولة. علاوة خاصة عشرة في المئة للعاملين في الدولة. إلا أن الخبرة الشعبية المصرية المكتسبة تؤكد أن كل زيادة في الرواتب والمعاشات تعقبها زيادات في أسعار السلع والخدمات، وربما تسبقها.

سباق محموم يخوضه آلاف الباعة الجوالين في الساعات القليلة المتبقية للشهر الكريم. السباق يؤدي إلى تحول أرصفة شوارع المحروسة وجانب غير قليل من عرض شوارعها إلى بوتيكات للملابس التي تدغدغ رغبات المواطنين في شراء ملابس العيد، وتلعب على أوتار ضيق ذات اليد العام وفراغ محتوى الجيب بعد رمضان. الأسواق البديلة غطت تماماً على الصف القابع خلفها من محلات ملابس باتت عصية على المواطن العادي، وأعلنت سطوتها شبه الكاملة على كعكة العيد في البيع والشراء.

كعك من نوع آخر وهو المجمّل بالسكر أو المحشوّ بالقلويات يحدث هزة عنيفة غير مسبوقة في ثقافة المصريين ما قبل الأعياد. فكل ما سبق من محاولات ترشيد، وجهود استبدال كعك الخمس نجوم ببدائل تصل إلى مستوى النجمة الواحدة أو حتى من دون في جانب، وابتكارات المصريين البديلة لكعك هذا العيد في جانب آخر. والعلب التي كانت ترص رصاً هرميّاً أمام محلات الحلويات في ما مضى تقلصت وصارت هريمات في زوايا المحلات تكاد لا ترى بالعين المجردة. وحلت علبة المشكل حيث نصف كيلو كعك ومثله غريّبة وربع كيلو بسكويت بديلاً أسرياً مُرضياً عن التلال التي كانت تكتنز في البيوت في مثل هذا الوقت من كل عام.

فالعام الذي يشهد ارتفاعاً يقدر بنحو مئة في المئة في سعر كيلو الكعك الذي كسر حاجز الـ140 جنيهاً للأنواع المعقولة، يشهد ركوداً واضحاً في الأسواق الرئيسة، وانتعاشاً كبيراً في أسواق الأرصفة البديلة. ومن ثم، لم يعد في مقدور الجهات المنوط بها إنفاذ القانون رفع مخالفات أو مصادرة إشغالات طريق أو تحرير عقوبات موقعة على الجيوش الجرارة للباعة الجوالين، وهي الجيوش التي تجذب ملايين المواطنين من طالبي الغوث حيث بضاعة الأرصفة رديئة لكن في متناول اليد.

لكن مع الزحام تأتي مخاوف الإرهاب، ومع الفوضى العارمة في الشوارع تتملك كثيرين هواجس استهداف عمليات التفجير والتفخيخ، ومع كل عيد تُستنفر همم الشرطة وتُستدعى نداءات التوجس من التحركات المريبة والعبوات الغريبة. بات المصريون يعرفون هذا التوجس ويربطون ربطاً شرطياً بين فرحة العيد حتى لو كانت مُرَشدة، والحذر من الإرهاب منذ عام 2013. لكن هذه هي المرة الأولى التي يضع فيها رأس الدولة المخاوف التي كانت حبيسة الصدور في كلمات واضحة بائنة: "انتبهوا! هذه الفترة تكون موسم الشر ووقت الشر، ويحاول أهل الشر أن ينالوا من استقرارنا وأمننا. عليكم الانتباه لدور العبادة من مساجد وكنائس والمنشآت الحيوية".

التنبيه الموجه من الرئيس أثناء الاحتفال بليلة القدر قبل أيام كان موجهاً إلى الشرطة، لكن الرسالة وصلت إلى الشعب الذي تتجاذبه مشاعر متضاربة من فرحة عيد ورهبة إرهاب، وإن ظلت فزعة الأسعار وما هو آتٍ من رفع أسعار خدمات لها يد العليا في قائمة الاهتمام.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آلاف الباعة الجوالين يحولون أرصفة القاهرة الى محلات بيع ملابس وكعك وألعاب آلاف الباعة الجوالين يحولون أرصفة القاهرة الى محلات بيع ملابس وكعك وألعاب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon