بكين - مصر اليوم
شدّد الرئيس الصيني شي جين بينغ، على ضرورة أن تعمل دول مجموعة "بريكس" على تحرير التجارة وفتح الاقتصاد العالمي. وأكد خلال جلسة افتتاح أعمال قمة المجموعة أمس الأحد، في مدينة "شيامن" في جنوب شرقي الصين، ضرورة أن تستكشف دول المجموعة وسائل ابتكار غير مكلفة. وأعلن أن الصين ترحب بشركات من دول أخرى للاستثمار فيها.
وبدأ قادة دول "بريكس" التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، اجتماعهم في وقـت يبحث هذا التكتل للقوى الناشئة الخمس الكبرى، عن مغزى لوجوده في غيــاب إنجازات عملية حققها. وبنت دول المجموعة التي تمثل معاً نحو نصف سكان العالم، التقارب بينها على طموح مشترك، هو التكلم بصوت واحد في عالم تحكمه قواعد اقتصادية وضعها الغرب. لكن يبدو أن هذا الهدف لا يزال بعيد المنال، في وقت يستعد الرئيس الصيني لاستقبـال شركائه في شيامين (جنوب شرق) لعقـــد قمة تاسعة، إذ إن التصدع الذي يشهده تكتل الدول الخمس التي تفصل بينها أنظمة سياسية واقتصادية شديدة الاختلاف، لم تكن يوماً بعيداً من الظهور إلى العلن.
وغادر الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس الأحد، متوجهًا إلى مدينة شيامين الصينية في مستهل زيارة تستمر ثلاثة أيام، للمشاركة في اجتماعات الدورة التاسعة لقمة دول "بريكس" للدول ذات الاقتصادات الأسرع نموا بالعالم، تلبية لدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، لتسليط الضوء على أداء الأقتصاد المصري.
ومن المتوقع أن يبحث السيسى مشاركة الشركات الصينية فى بعض المشروعات الكبرى بمصر فى محور تنمية قناة السويس وتطوير حي الأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتخطيط لبناء ناطحات سحاب ومبان كبرى بتكلفة 3.22 مليار دولار. كما يفتتح السيسي "معرض الصين- الدول العربية"، الذى يعقد فى مقاطعة نينجشيا ذاتية الحكم بعد قمة البريكس.
وتستضيف الصين قادة كل من البرازيل وروسيا والهند وجنوب أفريقيا في قمة سنوية خيمت عليها مواجهة عسكرية في الآونة الأخيرة بين الصين والهند حول حدود متنازع عليها.
ولفت محللون إلى أن قلة تماسك المجموعة انكشفت في الأشهر الأخيرة. ورأى الخبير الاقتصادي كريستوفر بالدينغ الاستاذ في جامعة بكين، أن من الصعب ملاحظة أدنى تماسك بين دول "بريكس"، أي قواسم مشتركة هناك بينها؟. وقــال إن هذه الدول تفعل كل شيء بطريقة مختلفــة، سواء اقتصادياً أو تجارياً أو مالياً، لا نرى كيف يمكن أن تتقاطع الأمور بينها.
وعن نقاط التلاقي بين الاقتصاد الصيني الذي يُعتبر ثاني أكبر اقتصاد في العالم، لفت أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الشعب في بكين شي يينهونغ، إلـى عــدم إمكان توقع الكثـير فـي مثل هذا الوضع، من قمة سيسعى المشاركون فيهـــا أولاً إلـــى إخفاء الخلافات بينهم. والإنجاز الملموس الوحيد لمجموعة "بريكس" هو "بنك التنمية الجديد" الذي أنشأته الدول الخمس ليكون بديلاً للبنك الدولي، الذي يُعتبر خاضعاً لسيطرة الغربيين. ومقر "بنك التنمية" الجديد في شنغهاي، حيث يبدو منافساً لـ "البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية" الذي يتخذ مقراً له في بكين.
وعلى الصعيد التجاري، تحقق الصين فائضاً كبيراً في ميزانها التجاري مع شركائها الأربعة، وتتهمها الهند بممارسة المنافسة غير النزيهة. لكن بكين نفت أن تكون الملفات الجيوسياسية الكبيرة الراهنة، مثل البرنامج النووي الكوري الشمالي ستطغى على قمة "بريكس".
أرسل تعليقك