أجمع عدد من الدول على رفض العملية العسكرية التركية في عفرين السورية، والتي أطلقت عليها تركيا اسم "غصن الزيتون"، ووصل الأمر إلى تهديد فرنسي بتصعيد المسألة إلى الأمم المتحدة، وهو ما ردت عليه تركيا باعتباره "اصطفاف مع الإرهاب"، ورصد موقع "سي إن إن" توالي وتعدد ردود الفعل الرافضة للتصرفات التركية، حيث قال الرئيس السوري، بشار الأسد، الأحد، إن "العدوان التركي الغاشم على مدينة عفرين لا يمكن فصله عن السياسة التي انتهجها النظام التركي منذ اليوم الأول للأزمة، والتي بنيت أساسًا على دعم الإرهاب والتنظيمات المتطرفة على اختلاف تسمياتها".
وجاءت تصريحات الأسد غداة إدانة وزارة الخارجية السورية للعملية العسكرية التركية، واعتبرت الخارجية السورية أن "هذا العدوان يمثل الخطوة الأحدث في الاعتداءات التركية على السيادة السورية"، مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات الواجبة لوقفه فورًا.
فيما جاءت الإدانة السورية الرسمية للعملية التركية أقل قوة من التهديد الذي وجهه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لتركيا، الخميس الماضي، قبل بدء العملية، إذ قال إنه "في حال المبادرة إلى بدء أعمال قتالية في عفرين، فإن ذلك سيعتبر عملًا عدوانيًا من قبل الجيش التركي على سيادة الأراضي السورية".
وأضاف المقداد أن "قوات الدفاع الجوية السورية استعادت قوتها الكاملة وهي جاهزة لتدمير الأهداف الجوية التركية في سماء سورية"، وتابع بالقول: "ستدافع القوات المسلحة عن الأراضي السورية بكل ما يتطلبه ذلك من شجاعة وإقدام معروفين عن الجيش السوري وعن القوات الحليفة له".
إيران
دعت وزارة الخارجية الإيرانية، الأحد، السلطات التركية إلى إنهاء العملية العسكرية في عفرين والامتناع عن التصعيد، محذرة من أن "استمرار الأزمة قد يؤدي إلى تقوية الجماعات الإرهابية مجددًا في المناطق الشمالية في سورية وإشعال نيران الحرب والدمار مجددًا في هذا البلد".
وشددت الخارجية الإيرانية على "ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واحترام السيادة الوطنية لهذا البلد والامتناع عن تصعيد الأزمة الإنسانية والحفاظ على أرواح السوريين الأبرياء"، وقال المتحدث باسم الوزارة بهرام قاسمي، إن إيران "تتوقع من جميع الدول لا سيما الحكومة التركية بوصفها أحد الأطراف الضامنة للالتزام بوتيرة التسوية السياسية للأزمة السورية، وخاصة محادثات أستانة، الاستمرار بدورها البناء ومهمتها الخطيرة للتسوية السياسية".
مصر
أعلنت وزارة الخارجية المصرية، الأحد، عن رفض مصر للعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات التركية في مدينة عفرين، معتبرة أنها "تمثل انتهاكًا جديدًا للسيادة السورية، وتقوض جهود الحلول السياسية القائمة وجهود مكافحة الإرهاب في سورية"، مؤكدة في بيان، على "موقف مصر الثابت الرافض للحلول العسكرية، لما تؤدي إليه من زيادة معاناة الشعب السوري الشقيق"، ودعت إلى "انخراط جميع أطياف الشعب السوري في مفاوضات جادة في إطار عملية سياسية تتسم بالشمولية والموضوعية دون إقصاء لأي طرف، مع ضرورة الحفاظ على سيادة ووحدة الأراضي السورية.
الولايات المتحدة الأميركية
كشفت وزارة الخارجية الأميركية، الأحد، أن الولايات المتحدة "قلقة جدًا بشأن الوضع شمال غرب سورية، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، في بيان: "نحن نتابع دعمنا في مواجهة المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا كحليف للناتو وشريك هام في جهود إلحاق الهزيمة بداعش، ولكننا نحث تركيا على ممارسة ضبط النفس، وضمان بقاء عملياتها العسكرية محدودة النطاق والمدة الزمنية، وأن تكون دقيقة في تجنب الخسائر المدنية".
وكانت الولايات المتحدة دعت تركيا إلى عدم شن العملية العسكرية في عفرين والتركيز على قتال تنظيم "داعش"، بينما اتهمت أنقرة واشنطن بأنها تسعى إلى تشكيل "جيش من الإرهابيين" على الحدود السورية التركية، وذلك إثر إعلان الولايات المتحدة عن تدريب قوة حدودية قوامها 30 ألف مقاتل، أغلبهم من مقاتلين أكراد تصنفهم تركيا كـ"إرهابيين" بينما دعمتهم أميركا في مواجهة "داعش".
وتخشى الولايات المتحدة على سلامة قواتها المتواجدة في مدينة منبج السورية، التي أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العملية العسكرية الجارية "ستشملها أيضًا في وقت لاحق"، وكان مصدران في الجيش الأميركي قالا، في تصريحات لـCNN، إن القوات الأميركية التي تقوم بدوريات مراقبة في منبج قد تكون معرضة للخطر إذ دخلت تركيا، مضيفان أن مهمة هذه القوات هي منع الاشتباكات ولكنها رغم ذلك تتعرض بشكل متكرر لإطلاق نار من مقاتلين سوريين مدعومين من تركيا.
روسيا
ذكر فرانز كلينتسفيتش، عضو لجنة الأمن في مجلس الاتحاد الروسي، إن بلاده ستدعم الموقف السوري من العمليات التي يقوم بها الجيش التركي، وذلك على الصعيد الدبلوماسي في الأمم المتحدة، وأضاف: "في الأمم المتحدة، لن تطالب سورية فقط بإنهاء هذه العملية، بل ستدعم روسيا هذه المطالب وتقدم المساعدة الدبلوماسية لسورية"، بحسب ما نقلته وكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الأعمال الأحادية الجانب للولايات المتحدة في سورية "قادت تركيا إلى الغضب الشديد"، وفقًا لما نقلته وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية الرسمية.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت، في بيان، أن "موسكو تلقت المعلومات عن عملية عفرين بقلق، وتتابع عن كثب تطورات الوضع"، مطالبة "الأطراف المتحاربة بضبط النفس"، فيما سحبت وزارة الدفاع قواتها من عفرين قبيل بدء العملية العسكرية التركية.
فرنسا
أبرز وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أن بلاده طلبت عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التطورات الجارية في عفرين وإدلب والغوطة، داعيًا عبر حسابه على "تويتر:، إلى وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سورية والسماح بمرور المساعدات الإنسانية.
أرسل تعليقك