القاهرة – علي السيد
تبادل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، رسائل عدة مع نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، في أول لقاء يجمع بينهما، شملت العلاقات الثنائية والوضع الإقليمي وإبراز وجهة نظر كل طرف حولها، وكانت أبرزها تركز على التطورات في القدس وتسوية القضية الفلسطينية، وثانية حول دعم الولايات المتحدة لمصر في محاربة الإرهاب وردع المتطرفين.
وأبلغ مايك بنس الرئيس السيسي، أن الولايات المتحدة ستدعم حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين إذا وافق الطرفان على ذلك، وذلك في مسعى لطمأنة حليف عربي رئيسي بشأن قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، مثمنًا دور مصر التاريخي في عملية السلام، وكذا مساهماتها الممتدة في الحفاظ على أمن واستقرار الشرق الأوسط.
ولأهمية القدس لدى شعوب المنطقة، وليس الفلسطينيين، شدد الرئيس السيسي في رسائله على موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية والداعم لشعبها في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأنه لا يمكن تسوية النزاع إلا من خلال المفاوضات القائمة على أساس حل الدولتين.
ونفيًا لاتخاذ واشنطن عقوبات بحق مصر بعد رفضها لقرارهم بشأن القدس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد بنس للرئيس السيسي أن العلاقات بين واشنطن والقاهرة صارت في أقوى حالاتها، مشددًا على حرص بلاده على تطوير التعاون مع القاهرة على الأصعدة كافة، في ظل أهمية ومحورية دورها في منطقة الشرق الأوسط، حيث تنظر إلى مصر باعتبارها شريكًا إستراتيجيًا مهمًّا، كما تعول عليها في مواجهة قضايا أزمات المنطقة.
ونقل بنس تحيّات ترامب للسيسي، لتنفيذه إصلاحات اقتصادية صعبة من أجل تحقيق التنمية، مؤكدًا مساندة بلاده لجهود مصر في إجراءات الإصلاح الاقتصادي، واستمرار دعم واشنطن لجهود التنمية في مصر، وهو ما يؤكد الدعم الأميركي الاقتصادي لمصر، واعترف أن مصر تخوض حربًا شرسة ضد قوى الإرهاب، مبينًا مساندة بلاده لجهود مصر في تلك المواجهة، حيث استعرض مع الرئيس السيسي الجهود المصرية في مواجهة الإرهاب الذي يدفع المصريون بسببه ثمنًا غاليًا.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الاجتماعات ركزت على التعاون الأمني والعلاقات الاقتصادية بين البلدين، فضلًا عن الجهود المبذولة لمحاربة تنظيم داعش، ووصف نائب الرئيس هذا الاجتماع بأنه "مثمر جدًا"، وقال إنه حث السيسي على قطع العلاقات الدبلوماسية مع كوريا الشمالية واحترام التنوع الديني، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ملتزمة بجهود السلام بين إسرائيل وفلسطين.
وأوضحت الصحيفة أن بنس اجتمع مع السيسي لمدة ساعتين ونصف الساعة، أشار خلالها إلى الجهود التي يبذلها الرئيس ترامب لإقامة علاقات قوية مع السيسي في العام الأول من توليه السلطة بعد الوقت التي كادت أن تنحرف فيه العلاقات بين البلدين.
فيما اعتبر مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير كمال عبدالمتعال، أن لقاء بنس والسيسي خرج برسائل واضحة من كلا الطرفين، حيث ركزت مصر على موقفها من القضية الفلسطينية دون أي تراجع وأنها ستظل على موقفها للوصول إلى حل يرضي كافة الأطراف، موضحًا أن الاجتماع في مجمله إيجابي، معربًا عن أمله في اتخاذ الولايات المتحدة خطوات تحقق مطالب الشعب الفلسطيني دون أي استفزاز للمنطقة العربية وتأجيج الوضع بها.
ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية مصطفى علوي، إن زيارة نائب الرئيس الأميركي لمصر للاستماع منها أكثر من مما يحمله من رسائل، وأنه جاء لمعرفة الموقف وتقديره وأن يضع ملفات أخرى أمام الرسائل التي تلقاها، وأوضح لـ"مصر اليوم" أن الجانب الأميركي سوف يستمع أيضًا من الجانب الأردني والجانب الإسرائيلي ليكون هناك تقييمًا شاملًا للموقف قد يتم اتخاذ خطوات على أساسها الفترة المقبلة، ولكنه أشار إلى الولايات المتحدة لن تتراجع عن قرارها بشأن القدس مهما حدث.
ونقلت تقارير صحافية أميركية عن بنس، أنه أبلغ الرئيس المصري أن الولايات المتحدة ستدعم حل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين إذا وافق الطرفان وذلك في مسعى لطمأنة حليف عربي رئيسي بشأن قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقال للصحافيين ”أصغينا باهتمام للرئيس السيسي“، مضيفًا أن الزعيم المصري وصف اعتراضه على قرار ترامب بأنه ”خلاف بين أصدقاء“، متابعًا أنه طمأن السيسي بأن الولايات المتحدة ستظل ملتزمة بالحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس وأنها لم تصل بعد إلى قرار نهائي إزاء الحدود بين الطرفين، مردفًا "تصوري أنه اطمأن لهذه الرسالة".
أرسل تعليقك