يسود هدوء حذر هذا الصباح، شوارع العاصمة الليبية طرابلس، بعدما توقفت الاشتباكات العنيفة التي شهدتها في اليومين الماضيين والتي أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والحرحى وحركة نزوح كبيرة. وأكد مصدر من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني أن المجلس أنجز اتفاقًا يقضي بالوقف الفوري لإطلاق النار وخروج كافة الكتائب والتشكيلات المسلحة من العاصمة طرابلس وفق بند الترتيبات الامنية الوارد في الاتفاق السياسي، وتكليف الحرس الرئاسي التابع للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بتأمين وحماية مقر قصر الضيافة.
كما أكد الاتفاق على تشكل لجنة تابعة لوزارة الدفاع في حكومة الوفاق لمتابعة تنفيد خروج كل الكتائب والتشكيلات المسلحة خارج العاصمة وفى مدة لا تتجاوز 30 يومًا ويلتزم فيها الحاضرون بتطبيقه مع التشكيلات و الكتائب التابعة لهم او محسوبة عليهم. وجاء الاتفاق بعد اجتماع عقد في مقر المجلس الرئاسي برئاسة عضو المجلس أحمد حمزة وحضور وزير الدفاع العقيد المهدي البرغثي ووزير الداخلية عارف الخوجة و آمر الحرس الرئاسي العميد نجمي الناكوع وعضو مجلس النواب فتحي باشاغا وعميد بلدية طرابلس المركز وعميد بلدية سوق الجمعة و عميد بلدية مصراتة و امر المنطقة العسكرية طرابلس و مجلس اعيان بلدية مصراتة للشورى والاصلاح و مجلس اعيان طرابلس الكبرى للمصالحة و عدد من امراء التشكيلات المسلحة من طرابلس ومصراتة على راسهم هاشم بشر وعبدالسلام زوبي.
وتضمن الاتفاق ما يلي:
1 الايقاف الفوري لاطلاق النار ومن كافة التشكيلات.
2 خروج كافة الكتائب والتشكيلات المسلحة من العاصمة طرابلس وفق بند الترتيبات الامنية الوارد بالاتفاق السياسي .
3 تكليف الكتيبة 301 ومديرية امن طرابلس لتامين وزارة الداخلية التي تم اجتياحها .
4 تكليف قوة الشرطة القضائية التابعة لوزارة العدل بتامين وحماية وزارة العدل التي تم اجتياحها ايضًا.
5 يكلف الحرس الرئاسي بتامين وحماية مقر قصور الضيافة التى تم اجتياحها ايضا .
6 تشكل لجنة تابعة لوزارة الدافع بحكومة الوفاق, لمتابعة تنفيد خروج كل الكتائب والتشكيلات المسلحة خارج العاصمة , وفى مدة لا تتجاوز 30 يومًا ,, ويلتزم فيها الحاضرون بتطبيقه مع التشكيلات و الكتائب التابعة لهم او محسوبة عليهم ..
وأعلن مجلس بلدية طرابلس، أن الاشتبكات التي وقعت أمس في العاصمة أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين. وأضاف في بيان مقتضب نشره على "الفيسبوك"، أن الاشتباكات التي شهدتها طرابلس هذه الأيام تسببت في مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين (دون توضيح هوية القتلى والجرحى) وذلك بعد التواصل مع المستشفيات العامة".
وسيطرت قوة تابعة لحكومة الوفاق، المعترف بها دولياً، امس الاربعاء على قصور الضيافة التي تتخذها حكومة "الإنقاذ"، مقرًا لها في العاصمة، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات موالية للأخيرة . وبثت قوة "الردع والتدخل" المشتركة التابعة للوفاق، مقطع فيديو، على "فيسبوك" يظهر سيطرة القوة على قصور الضيافة بشكل كامل، بعد اشتباكات مع "مجموعة مسؤولة عن عدة جرائم خطف وسرقة بالإكراه مثبتة لدى النيابة العامة"، بحسب قوة الردع.
في السياق ذاته، قالت كتيبة ثوار طرابلس (تابعة لحكومة الوفاق) إن العمليات الأمنية في العاصمة "لم يكن القصد منها أية مدينة أو مكون ثقافي أو اجتماعي". وأوضح البيان المنشور على صفحة الكتيبة في "فيسبوك"، أمس، أن الهدف من العمليات الأمنية "هم الخارجون عن القانون والمتسببون في الفوضى والمعطلون لعمل مؤسسات الدولة الشرعية".
وأعلن الهلال الاحمر الليبي فرع طرابلس عن نقل المستشفى الميداني إلى موقعه الجديد في جزيرة دوران القدس "باب العزيزية" لتقديم الخدمات العاجلة للمواطنيين. وقال مدير مكتب الإعلام والنشر في الأمانة العامة بالهلال الأحمر الليبي، بهاء الكواش صباح اليوم الخميس، إن المستشفى الميداني نقل الى أقرب مكان أمن لتقديم الخدمات الصحية والرعاية اللازمه، وتحسبًا لآي طارئ قد يحدث. وأوضح الكواش، أن تم أخراج 17 عائلة عالقة من منطقة حي الأندلس ليلة البارحه، محذرًا العائلات العالقة والموجودة بمحيط مناطق الاشتباكات عدم الخروج من بيوتهم الا بعد فتح ممرات آمنه لهم، ووصول فريق الهلال الأحمر الليبي طرابلس.
وأصيب المواطن رمضان عمر عوض (43 عامًا) جراء انفجار لغم في محيط بلدة التميمي غربي مدينة طبرق شرق البلاد. وقالت مسؤولة مكتب الإعلام في مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث فاديا البرغثي اليوم الخميس، إن المصاب أحد سكان مدينة طبرق وجاء الى المنطقة لغرض صيد الأرانب وسقط داخل المنطقة المحظورة، فتعرض لكسر في الكتف واليد اليمنى والفك وأصيب أصابة بسيطة في العين، مشيرة الى أن اللغم الأرضي زرع منذ سنوات طويلة جدًا أبان الحروب التي شهدتها ليبيا في تلك الفترة.
وأعرب المبعوث الاممي الي ليبيا مارتن كوبلر عن قلقله ازاء الاشتباكات الجارية في المناطق المكتظة بالسكان في طرابلس والتي تشكل تهديداً خطير لسلامة المدنين. وطالب بالوقف الفوري للنار والعودة الى الحوار لحل الأزمة.
أرسل تعليقك