القاهرة – علي السيد
اهتمت عدد من الصحف العُمانية والمصرية بمتابعة أصداء زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى عُمان، وركزت صحيفة الوطن العُماني على لقاء السيسي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، حيث أعرب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء عن أهمية الزيارة التي يقوم بها والوفد المرافق له للسلطنة لما لها من آثار إيجابية على صعيد العلاقات الوطيدة القائمة بين البلدين الشقيقين، مشيدًا بدور مصر الدائم في تدعيم أواصر الأخوة والصداقة مع السلطنة.
وشدّد أحمد الجار الله، رئيس تحرير "السياسة الكويتية"، على الأهمية السياسية لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الحالية لسلطنة عُمان، مؤكدًا أنها تأتي في وقتها، وتعكس التقدير الخليجي للسياسة المصرية. وكتب الجار الله، عبر حسابه علي "تويتر"، "زيارة الرئيس السيسي لعُمان مهمة، عُمان بلد خليجي مهم، من المنظومة الخليجية فهي تتسم بالسياسة المتأنية، وهذه الزيارة المصرية لعُمان تعكس التقدير الخليجي، لسياسة مصر تجاه دول مجلس التعاون".
وأضاف "عُمان الدولة الوحيدة التي نأت بنفسها من مقاطعة مصر، عندما هاج ضدها ثوري العالم العربي أثناء حكم السادات". وقال الكاتب محمد الهواي في مقال له في صحيفة الأخبار المصرية، "منذ قيام النهضة العمانية وتولي السلطان قابوس مقاليد الحكم وتحظى مصر والمصريون بمكانة خاصة من لدنه، وحرص في أكثر من مناسبة على تأكيد عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، ويكفي أن أول حوار صحافي أجراه مع جريدة عربية كان مع صحيفة الجمهورية المصرية عام 1973م، والذي وجه من خلالها كلمة للشعب المصري في نهاية حواره قال فيها "أود أن أؤكد إننا هنا في عمان نكن للشعب المصري ولحكومته كل تقدير واحترام".
وأشار إلى أن الزيارة الحالية التي يقوم بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لعُمان والذي حل ضيفًا على أخيه السلطان قابوس بن سعيد، تتوج مسيرة طويلة من علاقات التآخي والتعاون بين البلدين العريقين اللذين يمتلكان تراثًا حضاريًا تليدا تمتد جذوره إلى فجر التاريخ، فمن يزر المعابد الفرعونية بالبر الغربي لمدينة الأقصر بصعيد مصر، ستقع عيناه على لوحة جدارية تصور رحلة أسطول الملكة حتشبسوت الذي أرسلته منذ حوالي 3500سنة إلى مدينة ظفار للتبادل التجاري مع عمان، والتي خلد أحداثها النحات المصري القديم على جدران معبد الدير البحري، حيث تظهر جبال ظفار تكسوها الخضرة وأشجار اللبان السامقة وصور الحيوانات البرية ؛ بعدما سعت حتشبسوت للحصول على الأشجار لتزيين واجهة معبدها واللبان لتعطير معابدها الجنائزية بالبخور الظفاري الفريد.
وقال الكاتب المصري عماد أديب "نحن نتحدث عن الدولة التي تحتل المرتبة الثالثة في المساحة في الجزيرة العربية، ويبلغ تعداد سكانها 5٫5 مليون، وصاحبة واحد من أقوى جيوش منطقة الخليج تدريبًا وكفاءةً وتسليحًا، ونحن نتحدث عن دولة فرضت عليها صفات الموقع الجيوسياسى أهمية استراتيجية مؤثرة للغاية في أمن المنطقة، تحدها من الشمال السعودية، ومن الغرب اليمن، ومن الشمال الشرقي دولة الإمارات، وتشترك في حدودها البحرية مع باكستان وإيران والإمارات واليمن".
وأوضح أديب "لدى عُمان موقع شديد التأثير على أمن مضايق الخليج وأمن البحر الأحمر، لأن لديها ساحلاً ممتدًا على بحر العرب في الجنوب، وما يعرف ببحر عُمان من الشمال، وهذا الموقع الحساس والفريد هو العنصر الحاكم في تشكيل السياسة الخارجية العمانية، وفي تقدير طبيعة علاقاتها بجيرانها، ومن هنا يكتشف المحلل المتابع أن مواقف عمان كانت دائمًا تتبع الحكمة السياسية، وتغليب المصالح العليا للبلاد دون الانزلاق إلى المواقف التصادمية أو الصراعات".
وتابع أديب "يلاحظ أيضًا أن عمان كانت مستقلة في رأيها حينما لم تستجِب لمؤتمر قمة بغداد الذي دعا إلى قطع العلاقات مع مصر عقب اتفاقات كامب ديفيد مع إسرائيل، ويلاحظ أيضًا أنها لم تنضم لمحور السعودية والإمارات والبحرين في مقاطعة قطر، ولم تدخل طرفًا في الصراع الخليجي - الإيراني في الحرب الأهلية الدائرة الآن في اليمن".
أرسل تعليقك