دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لحضور العرض المسرحي "سلم نفسك" داخل دار الأوبرا المصرية، على هامش زيارته لمصر التي بدأها الأحد، وذلك للتأكيد على أن الدولة المصرية الجديدة تشجع الشباب والمبدعين في المجالات كافة ، خصوصًا الأعمال التي تحافظ على هوية الدولة وتنتشل الشباب من براثن التطرّف والتخلف والإرهاب.
تعد مسرحية "سلم نفسك" عمل إبداعي متكامل، ونموذج ملهم في الإتقان وتوظيف الطاقات، حيث نجح المخرج خالد جلال بطلبة مركز الإبداع فى إيصال الرسالة وإبهار أكبر النجوم، بهذا العمل الفني الكبير.
وحققت مسرحية "سلم نفسك"، للمخرج خالد جلال منذ انطلاقها خلال الأشهر الماضية نجاحًا كبيرًا جذب إليها نجوم الفن والمجتمع والساسة ليستمتعوا بعروضها اليومية التي لا تخلو من الشخصيات العامة.
ويبدو أن الإقبال على المسرحية الأهم في العام ٢٠١٧، سيبلغ ذروته الإثنين، حيث من المقرر أن يحضر العرض الرئيس عبدالفتاح السيسي، والأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، خلال الزيارة التي يقوم بها إلى مصر وتستمر 3 أيام.
وكشفت مصادر مطلعة لـ"مصر اليوم"، أن هذا الترشيح جاء من الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة التي شاهدت العرض وأبدت إعجابها الشديد به، وطالبت المخرج خالد جلال بضرورة أن يتجول هذا العرض في المحافظات المختلفة.
خلال المسرحية طوال ساعتين بالتمام والكمال، تختلط المشاعر وتتضارب، ما بين الشجن و السعادة، وما بين الخوف والترقب، في مركز الإبداع الفني.
وقدمت مسرحية "قهوة سادة" في نفس المكان عام 2009، بطلبة مركز الإبداع أيضًا، وتبعه عدد من العروض الأخرى التي استوحت نفس "التيمة" ، مثل "هبوط اضطراري" و"أيامنا الحلوة" و"بعد الليل" وغيرها جاء "سلم نفسك"، ليكون وثبة إبداعية جديدة في نفس الاتجاه، و تجلى نجاح العمل في قدرته على جذب مزيد من نجوم الفن والإعلام بشكل يومي.
تكمن أهمية "سلم نفسك" في أنه يتناول مشاكل الوطن بشكل ساخر في لوحات واسكتشات متتالية لا تكاد معها تلتقط أنفاسك، وفي عروض مركز الإبداع غير مسموح بالتوقع لأن العروض أفكارها جديدة تماما، سواء في الارتجال أو في الإضاءة الخاطفة والمتنوعة والمبهرة أو عناصر العمل المختلفة التي تمنحه سينوغرافيا بصرية لن تجدها إلا فى مركز الإبداع.
ولم تختلف القضايا التي تناولها "سلم نفسك" كثيرًا عن التي تناولها خالد جلال في عروضه السابقة، وإنما جاءت مكررة بنفس الترتيب تقريبًا، إلا أن أسلوب تقديمها وتناولها مختلف وهنا تكمن المفارقة عن طريق سقوط شخص من كوكب الأرض بما يحمله من أمراض اجتماعية في مجتمع مثالي، واختلفت الآراء حول طريقة التعامل معه هل يقتل أم يعالج.
وتناول العرض حالة التشتت الجماعى التى يعانيها المجتمع منذ ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، والشائعات التى تضرب الكثير من الأمور بالإضافة إلى تناول ظاهرة التحرش والتى تهدد نصف المجتمع، وتناول أزمة الإرهاب بشكل هزلي مستغلًا أحد الإعلانات القديمة لينسج منها أغنية تظل تيمة هذا المشهد اللافت وهى "لو نفسك تدخل الجنة.. وحاسس إنك محتار.. اتصل بنا تتهني"، وغيرها الكثير من القضايا.
يقوم العرض على أفكار يطرحها المخرج خالد جلال، ويقوم فريق العمل معه من الممثلين على الارتجالات ثم يقوم هو كمخرج للعرض بصياغتها بشكل مسرحي، كتابةً وإخراجًا، وهذه مدرسة يتميز بها المخرج خالد جلال عن بقية المخرجين في مصر.
وحاز من خلال هذه المسرحية أكثر من 25 فنانًا صاعدًا شهادة معتمدة لوجودهم بالوسط الفني من كوكبة مختارة من نجوم الفن والإعلام، اتفقوا جميعا فيما بينهم على جودة وأهمية المسرحية التي جاءت نتاج مادة الارتجال لقسم التمثيل للدفعة الثالثة من بطولة طلبة مركز الإبداع وأزياء مروة عودة والمخرج المنفذ علا فهمي، وإعداد وإخراج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي.
وعانت مصر لسنوات، من إشكالية إهمال المسرح التي ظلمت الإبداع وأهله، خاصة ما ينتجه مسرح الدولة من أعمال إبداعية هادفة، ووضعته في قالب مهمش، منطوٍ علي نفسه، فقيراً أمام الملايين المنهمرة التي يتحصلها ممثلو السينما والدراما.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ اليوم الأول لتوليه رئاسة الجمهورية، على يكون المجتمع علي قدر المسؤولية، وأن تكون أجهزة الدولة كلها داعماً لهذه المسيرة من استعادة الهوية الثقافية والمجتمعية لمصر، ومحاربة الأفكار المتطرفة والهدامة، وتحويل الطاقات السلبية إلي إيجابية ومنتجة في المجالات كافة.
أرسل تعليقك