قرر محافظ القاهرة، المهندس عاطف عبد الحميد، تغيير اسم شارع سليم الأول في الزيتون بناءً على ما تقدم به الدكتور محمد صبري الدالي أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة حلوان، بأنه لا يصح إطلاق اسم أول مستعمر لمصر، الذي أفقدها استقلالها وحولها لمجرد ولاية من ولايات الدولة العثمانية إلى جانب قيامه بقتل آلاف المصريين خلال دفاعهم عنها وأعدم آخر سلطان مملوكي (طومان باي) وحل الجيش المصري، على أن يتم إجراء حوار مجتمعي تحت رئاسة رئيس حي الزيتون مع أهالي الحي وأصحاب المحلات والمهتمين من المثقفين والمؤرخين لاختيار الاسم المناسب.
جاء ذلك خلال اجتماع لجنة التسميات بالمحافظة برئاسة المحافظ وحضور اللواء هاني شنيشن، مدير مديرية الإسكان وممثلي وزارتي الداخلية الدفاع، والعميد محسن صلاح السكرتير العام المساعد وممثلو هيئة البريد والتربية والتعليم والأبنية التعليمية وعدد من قيادات المحافظة .
ووافق محافظ القاهرة خلال الاجتماع على إطلاق أسماء ضحايا الوطن من أبناء القوات المسلحة والشرطة على عدد من المدارس والمحاور والشوارع الجديدة، يأتي عرفاناَ وتقديراَ من المحافظة لما بذلوه من عطاء وتضحية في سبيل الوطن وتخليداً لذكراهم وفخراً للمدارس بإطلاق أسماء شهداء الوطن عليها.
وأقرت اللجنة إطلاق اسم البطل محمد أحمد غنيم، على مدرسة الزيتون الإعدادية بنات بحى الزيتون، واسم البطل عماد أمير رشدي على مدرسة القطامية بنين في القاهرة الجديدة، واسم البطل علي أحمد شوقي على مدرسة المعادي الثانوية بنات بحي المعادي، كما وافقت اللجنة على مقترح اطلاق اسم البطل عادل مصطفى عبد الرحمن على مدرسة جزيرة دار السلام الابتدائية، والبطل شادي علاء العاصي على مدرسة حدائق القبة القومية في حدائق القبة، واسم البطل إسلام محمد علي مشهور على مدرسة المقطم الرسمية لغات في حي المقطم والبطل صابر أبو ناب علي المدرسة الثانوية بنات بحلوان.
كما وافقت اللجنة خلال الاجتماع على إطلاق مجموعة من أسماء فقداء الوطن على عدد من الشوارع وجاءت كالآتي:
إطلاق اسم البطل هشام الدين عزب على شارع المنتزه المتفرع من ميدان هليوبوليس بحي النزهة، واسم البطل زياد محمد جاد على شارع شباب المهندسين من شارع النصر بحي شرق مدينة نصر، وتم اطلاق اسم البطل أيمن حاتم عبد الرحيم، على شارع جبارس في مصر الجديدة ، واسم البطل محمد عاشور علي سعد على شارع خليل عويس متفرع من شارع عمرو بن العاص في مصر القديمة ، كما تم الموافقة على مقترح اطلاق اسم الدكتورة توحيد عبد الرحمن على شارع الحمام في حي مصر الجديدة كأول طبيبة مصرية وظفت بالحكومة المصرية سنة 1932 ( كبيرة طبيبات وزارة المعارف) .
من جانبهم، رحب عدد من المواطنين بحي الزيتون، بتغيير اسم شارع سليم الأول، مؤكدين أنها خطوة تأخرت كثيرًا، بخاصة وأن العثمانيين هم المحتلون الأوائل لمصر في العصر الحديث. وقال محمد إبراهيم، إننا طالبنا كثيرًا حي الزيتون والمحافظة بضرورة تغيير الاسم لأنه يثير السخرية لنا، خاصة مع المواقف التركية الحالية من الدولة المصرية. وأكد سعد شحاتة، أن تغيير اسم شارع سليم الأول كان ضرورة حتمية، لأنه محتل غاصب أفقد مصر استقلاليتها وهدم جيشها، داعيا لإطلاق اسم أحد شهداء مصر على الشارع الأكبر في منطقة الزيتون.
ويعتبر السلطان الغازى سليم الأوّل القاطع هو تاسع سلاطين الدولة العثمانية وخليفة المسلمين الـ74، وأوّل من حمل لقب "أمير المؤمنين" من آل عثمان". وصل سليم إلى قمة السلطنة بعد انقلاب قام به على والده، "بايزيد الثاني"، بدعم من الإنكشارية وخاقان القرم، ونجح بمؤازرتهم في مطاردة إخوته وأبنائهم والقضاء عليهم الواحد تلو الآخر، حتى لم يبق له منازع في الحكم.
وبعد أن انتصر السلطان سليم على المماليك في سورية، فُتحت أمامه الطريق نحو فلسطين ومصر، ولما وصل خبر موت السلطان الغوري إلى مصر، انتخب المماليك "طومان باي" خلفًا له. وأرسل السلطان سليم يعرض على طومان باي الصلح بشرط اعترافه بسيادة الباب العالي على القطر المصري، فلم يقبل وقتل المبعوثين العثمانيين.
واستعد طومان باي لملاقاة الجيوش العثمانية عند الحدود، وبناءً على هذا، عزم السلطان سليم على قتال طومان باي، فاشترى عدّة آلاف من الجمال وحمّلها مقادير وافرة من المياه ليشرب منها جنده وهم يجتازون الصحراء إلى الأراضى المصرية.
وبعد المعركة ببضعة أيام، تحديدًا في يوم 23 يناير سنة 1517، الموافق في 8 محرم سنة 923هـ، دخل السلطان سليم مدينة القاهرة في موكب حافل وقد أحاط به جنوده الذين امتلأت بهم شوارع القاهرة، يحملون الرايات الحمراء شعار الدولة العثمانية، ولم يكد السلطان يهنأ بهذا الفتح حتى باغته طومان باي في "بولاق"؛ واشترك معه المصريون في هذه الحملة المفاجئة، وأشعلوا في معسكر سليم الأول النيران.
وظن المصريون أن النصر آت لا محالة على السلطان سليم الأول، واستمرت مقاومة المماليك أربعة أيام وليال. وسرعان ما لجأ الجنود العثمانيون إلى سلاح البنادق، وأمطروا به الأهالي من المآذن، فأجبروهم على الفرار، وفرَّ طومان باي إلى "البهنا" التي تقع غرب النيل في جنوب القاهرة. وذهب ضحيّة تلك المعارك من العثمانيين والمماليك وأهالى المدينة ما يبلغ خمسين ألف نسمة.
وأمر السلطان بقتل طومان باي شنقًا، فنُفذ أمره في 13 أبريل/نيسان سنة 1517، بباب زويله، ودُفن الجثمان في القبر الذي كان السلطان الغوري قد أعدّه لنفسه، وبذلك انتهت دولة المماليك وسقطت الخلافة العبّاسية، وأصبحت مصر ولاية عثمانية.
أرسل تعليقك