القاهرة - محمد التوني
بدأ رئيس مجلس النواب المصري، الدكتور علي عبد العال، الجلسة العامة الطارئة للبرلمان اليوم الإثنين، بإلقاء كلمة حول الحادث المتطرف الذي وقع يوم الجمعة الماضي، وراح ضحيته 305 شهداء وعدد من المصابين.
وقال علي عبد العال: بسم الله الرحمن الرحيم (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ). وتابع: في يوم الجمعة الماضي، وجهت يد الإرهاب الآثم طعنة غادرة إلى مواطنين أبرياء، حين استحلت دماء حرمها الله، معرضةً عن التعاليم السمحة التى نادت بها جميع الأديان السماوية، والقيم الإنسانية كافة، واغتالت مجموعة من الآمنين العزل أثناء سجودهم لله، فى مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء في حادثة تجسد الغدر فى أحط صوره، فنتج عن الحادث هذا العدد من الشهداء والمصابين.
وأكد رئيس المجلس، أن هذا العمل الإرهابي الجبان لا تقوم به إلا فئة باغية عميلة وممولة، لا تمت للدين الإسلامي الحنيف بصلة من قريب أو بعيد، هي فئة باعت ضمائرها للشيطان، واشترت دنياها بدينها، لا مبدأ لها ولا هدف سوى الخراب والدمار، ولا ولاء لها إلا لمن يمولها ويقدم لها الدعم. وأشار إلى أن هؤلاء الجبناء الذين يطعنون الأبرياء في ظهورهم أثناء الصلاة، لا يقصدون إلا كسر إرادة المصريين، وإحباط عزائمهم بعد النجاحات والضربات المتتالية التي تتم كل يوم ضدهم من الجهات الأمنية.
ووجه رسالة للإرهابيين قال فيها: من ثوابت التاريخ أنه لم يحدث أن هزم إرهاب دولة بأكملها خاصة إذا كانت دولة راسخة عبر العصور. وقال: هذا الفعل الخسيس المشين لن ينال من إرادتنا وعزيمتنا، بل سيزيدنا- نحن المصريين- صلابة وتلاحماً، وإصراراً على الاصطفاف خلف قيادتنا السياسية، ومؤسساتنا الوطنية، وفى مقدمتها الجيش المصرى العظيم، والشرطة الباسلة حتى نستأصل جذور الإرهاب، ليس فقط من تربة مصر الطيبة، بل ومن المنطقة والعالم بأسره.
وتابع: رغم مرارة الحادث وآلامه التي أصابت قلوب المصريين، إلا أن هذا الحادث الأليم كشف أمام العالم أن هؤلاء القتلة يوجهون أسلحتهم وكراهيتهم إلى المسلمين قبل غيرهم. وقال: لعلكم تتفقون معي في أن الضمانة الأهم في مواجهة الإرهاب هو الاقتناع والوحدة والاصطفاف بين الشعب وقيادته السياسية وعدم السماح بوجود فرقة أو اختلاف أو فراغ. وأشار إلى أن غرض الإرهاب هو زرع بذور الفتنة بين المواطنين، وإفقادهم الإيمان والثقة فى قيادتهم، والنيل من روحهم المعنوية بحيث يكون الرد على العنف بالعنف فى متواليات متكررة، فيختل النظام العام وتقع البلاد في الفوضى.
وأكد على ثقته وثقة جميع نواب مصر، بأن الشعب المصري العظيم بقيادته وجيشه وشرطته قادرون على الانتصار في معركته ضد هذه القوى الظلامية، قائلا: سنبذل كل ما فى وسعنا لتوفير كل الدعم لقوات إنفاذ القانون للانتصار فى هذه المعركة، لا يثنينا عن هذا أية شعارات جوفاء، أو مثاليات عبثية، لهذا فإن مصر، وحماية أمنها القومى، وأمن شعبها هو دليلنا وبوصلتنا وهدفنا الوحيد.
واختتم كلمته في الجلسة العامة للبرلمان: أقول إن الله لن ينصر أهل الشر مهما فعلوا وإن وعد الله حق، بأنه لن يصلح عمل المفسدين وهو وعد ربانى لا يخلف أبداً، ولا يسعني إلا أن أتوجه بخالص العزاء وأصدق المواساة لأسر الشهداء، سائلا المولى - عز وجل - أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين. ووقف البرلمان دقيقة حدادًا ترحمًا على أرواح الشهداء.
أرسل تعليقك