تستعد الحكومة المصرية بكثافة لأعياد الربيع وشم النسيم الأسبوع المقبل، والذي يمثل أهمية قصوى وتاريخية للشعب المصري، كونه عيد حلول فصل الربيع رسميًا، والذي يرجع الاحتفال به إلى عصر "الفراعنة"، حيث شهدت أسعار الأسماك المملحة ارتفاعًا مع اقتراب الاحتفالات، وارتفع سعر الكيلوغرام من الملوحة بمختلف أنواعها ما بين 10 و15%، مقارنة بأسعار العام الماضي، إذ بلغ سعر كيلو الملوحة البلدي 120 بدلًا من 100 جنيه، فيما تراوح سعر كيلو الفسيخ بين 120 إلى 170 جنيهًا، بدلًا من 100 و150 جنيهًا، وسجل كيلو السردين 60 بدلًا من 45 جنيهًا، فيما وصل كيلو الرنجة الهولندي إلى 55 جنيهًا، و"رنجة الغلابة" 35 جنيهًا.
وقامت "مصر اليوم" بجولة ميدانية في أسواق بيع الفسيخ والرنجة والملوحة، حيث رصدت ارتفاع أسعارها، بحسب ما أكده الباعة أيضًا، مرجعين ذلك إلى ارتفاع أسعار الأسماك التي يتم تمليحها وتخزينها، وقال رمضان صالح، صاحب أحد محال الفسيخ في منطقة إمبابة، إن سعر كيلو الملوحة البلدي وصل إلى 120 جنيهًا، ووصل الفسيخ إلى 170 جنيهًا، والسردين 60 جنيهًا.
وأوضح صابر علي، صاحب محل فسخاني في قليوب، أن ارتفاع أسعار الأسماك المملحة لهذا العام يأتي نتيجة ارتفاع أسعار الأسماك نفسها التي يتم تمليحها، مبينًا أن سعر كيلو الرنجة يصل إلى 55 جنيها، والفسيخ إلى 170 جنيها، بينما يبلغ السردين من 60 إلى 65 جنيهًا.
وقالت اعتماد بسيوني، صاحبة محل فسخاني في منطقة حلوان، إن سعر ما تسمى "رنجة الغلابة" ارتفع من 25 إلى 35 جنيهًا، مقارنة بالعام الماضي، مشيرًا إلى وجود ارتفاع ملحوظ في أسعار الأسماك ذاتها، وهناك من يشتريها ويملحها في المنزل، خوفًا من حالات التسمم التي تنتشر في هذا الوقت.
وأبرز عادل سعيد، موظف، أن عيد الربيع يعد من المناسبات الشعبية التي يحتفل بها المصريون، ولا غنى فيه عن شراء الملوحة والفسيخ والرنجة باختلاف أنواعها، مهما ارتفعت أسعارها، مضيفًا أن أغلب المواطنين يتجهون إلى شراء الرنجة لانخفاض أسعارها مقارنة بأسعار الملوحة البلدي والفسيخ والسردين.
بدوره، قال رئيس شعبة الأسماك في اتحاد الغرف التجارية، أحمد جعفر، إن ارتفاع الأسعار تراوح بين 10 و15%، مقارنة بأسعار العام الماضي، نظرًا لزيادة أسعار سمك البوري قبيل شم النسيم، نتيجة الإقبال والتخزين من منتجي أنواع الملوحة، حيث بلغ سعر الكيلو في الجملة 42 جنيهًا إلى 60 جنيهًا، مع قلة المستورد بسبب ارتفاع أسعارها.
وأضاف جعفر، أن وزارتي التموين والزراعة تطرحان الأسماك بأسعار مخفضة في المجمعات الاستهلاكية، لتخفيف العبء عن المواطنين بما يقرب من 24 طنًا يوميًا، لافتًا إلى أن الشعبة ستتقدم بمذكرة للجهات المعنية توضح أهم المشاكل التي تواجه القطاع والحلول المقترحة، لوضع إستراتيجية للنهوض بقطاع الثروة السمكية.
وتابع جعفر "المعروض تراجع على مدار الأعوام العشرة الماضية بنسبة 40%، بسبب التلوث والصيد الجائر، ومصر تعد المستورد الأول للرنجة على مستوى العالم، بنحو 110 آلاف طن سنويًا بمبلغ مليار جنيه".
بدورها، استعدت منافذ قطاع الإنتاج بوزارة الزراعة لأعياد شم النسيم، بطرح 12 طنًا من الرنجة بجودة عالية بسعر يبدأ من 30 إلى 36 جنيهًا بأسعار تقل عن الأسواق الخارجية بنسبة 15% مع مراعاة الصلاحية، وطرح 15 طنًا من الدواجن سعر الفرخة المستورد 27.5 جنيه، وعروض خاصة للفراخ المحلي 24 جنيهًا للكيلو، وطرح 100 طن من الأرز البلدي بسعر7.5 جنيه للكيلو.
وشملت خطة وزارة الزراعة المصرية أيضًا، طرح 4 ملايين بيضة من إنتاج فلاحي الإصلاح الزراعي بمناسبة الاحتفال بأعياد الربيع وشم النسيم بأسعار مخفضة تطرح بمنافذ وزارة الزراعة، وذلك في إطار مساهمته فلاح الإصلاح بدعم الأمن الغذائي المصري والسيطرة على أسعار المنتجات الأساسية للمواطنين.
في سياق متصل، بدأت وزارة الزراعة ممثلة في الإدارة المركزية للصحة العامة والمجاز بالهيئة العامة للخدمات البيطرية، حملات تفتيشية مكثفة على الأسواق الخاصة بالأسماك "الطازجة، المجمدة، المملحة" استعدادًا لشم النسيم، وكذلك منافذ ومحلات عرض وبيع الأسماك، لضبط الأسماك غير الصالحة قبل بيعها للمواطنين، وإعدامها مع تحرير محضر للتاجر المخالف، بالتنسيق مع المحليات وجهاز الشرطة.
وأشار الدكتور إبراهيم محروس، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، إلى أن هناك تكليفات مشددة بإعلان حالة الطوارئ ورفع درجة الاستعداد بجميع مديريات الطب البيطري في محافظات الجمهورية، لاستقبال أعياد القيامة وشم النسيم، وتشديد الرقابة على المجازر وأسواق اللحوم، وتكثيف الحملات التفتيشية بالاشتراك مع مباحث التموين والجهات المعنية الأخرى، للمرور على أماكن تقديم الأطعمة ذات الأصل الحيواني والمحلات والفنادق والمطاعم، وذلك لتوقيف المخالفين ومنتهي الصلاحية، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، حفاظًا على الصحة العامة للمواطنين.
فيما كشف تقرير الخدمات البيطرية، أن هناك عددًا من الإجراءات المتبعة والحملات المكثفة على أسواق اللحوم للحد من بيع اللحوم غير صالحة للاستهلاك المحلي، أو تداول عبوات لحوم مجهولة المصدر أو بدون بيانات معتمدة، خاصة مع زيادة طلب الاستهلاك في الأعياد والمناسبات، وحملات مكثفة على الأسواق المفتوحة ومحلات الجزارة لتوقيف المخالفين، ومتابعة تداول المنتجات الحيوانية بالأسواق لضمان سلامتها للاستهلاك الآدمي، ومتابعة الثلاجات وأماكن عرض وتداول المنتجات الغذائية ذات الأصل الحيواني.
وتابع التقرير، أن هناك تنسيقًا دوريًا مع الوزارات المعينة ومديريات الطب البيطرى بمحافظات الجمهورية، لشن حملات مكثفة على محلات عرض وبيع اللحوم الطازجة والمجمدة، للتأكد من صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، وتحرير المحاضر في حالة ثبوت عدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، والتشديد على تنفيذ القواعد الخاصة بالتفتيش على اللحوم والدواجن ومنتجاتها للحد من تلاعب التجار وضبط المغشوش، وتدعيم أجهزة التفتيش على اللحوم بالمديريات بالأطباء الأكفاء، ونشر الوعي الصحي بخطورة التعامل وشراء اللحوم المعروضة في الطرق العامة والمجهولة المصدر.
وأكد التقرير، أن الأطباء البيطريين تتلقى جميع بلاغات المواطنين والتأكيد على إتباع القواعد الخاصة بالمواصفات القياسية المصرية للأسماك، وذلك لتقديم الغذاء الصحي الآمن للمواطنين خاصة مع وجود الأسواق المفتوحة، وذلك مع أهمية الدور الرقابي الذي تقوم به الهيئة في الحفاظ على الصحة العامة وسلامة الإنسان من تناول منتجات ذات أصل حيواني قد تكون محملة بمسببات مرضية، موضحًا أن تشديد الرقابة على أسواق اللحوم والدواجن والأسماك وتكثيف الحملات بالتنسيق مع أجهزة وزارة التموين والداخلية، لضبط أي محاولات لعرض لحوم بيضاء أو حمراء غير صالحة للاستهلاك الآدمي، خاصة الأسماك المملحة والمدخنة.
أرسل تعليقك