c شيخ الأزهر يؤكد أن ادعاءات اليهود بعدم أحقية المسلمين والمسيحيين - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 12:15:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوضح أن الكيان الصهيوني زُرع كخنجر في خاصرة العالم العربي للقضاء عليه

شيخ الأزهر يؤكد أن ادعاءات اليهود بعدم أحقية المسلمين والمسيحيين في القدس زائفة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - شيخ الأزهر يؤكد أن ادعاءات اليهود بعدم أحقية المسلمين والمسيحيين في القدس زائفة

شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب
القاهرة- مينا جرجس

 أعلن شيخ الأزهر الشريف، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، أن ادعاء اليهود بأن المسلمين ليس لهم حق في القدس وأنها لم تذكر في القرآن الكريم هو من قبيل الترَّهات التي تخلو من أي مضمون علمي أو تاريخي، والمشكلة في أننا كعرب ومسلمين غير مهيئين للتعامل مع القضية بالجدية الواجبة، وسبب ذلك هو الأمية الثقافية التي وقع فيها شباب العرب والمسلمين في مقابل شباب صهيوني لديه الحظ الوافر من المعلومات بغض النظر عن كونها صحيحة أو مضللة أو مغلوطة، ولكنها كونت لديه رؤية وصورة ذهنية على أسس تاريخية، جعلت عنده استعداد للدفاع والتضحية من أجل قضيته، بينما شبابنا لا يعرف شيئًا عن هذه القضية، ولذلك ذكرنا في حلقة سابقة أنه لا بد من التركيز على مشكلة القدس في المراحل التعليمية المختلفة، بحيث يستنير الطالب العربي مسلمًا كان أو مسيحيًّا بمعلومات يستطيع من خلالها أن يكتشف زيف الصهيونية وادعاءاتها في عدم أحقية المسلمين والمسيحيين في مدينة القدس، والكتب في هذا الشأن كثيرة جدًا، ولكنها لا تصل للقاعدة العريضة من الشعب القارئ.

وأضاف في حديثه الأسبوعي الذي يذاع على الفضائية المصرية، اليوم الجمعة، أن الكيان الصهيوني زُرع كخنجر في خاصرة العالم العربي للقضاء عليه، ولكي تبقى لهذا الكيان الغاصب الكلمة الأخيرة في المنطقة ، وقد ذكرنا سابقًا كيف أن كلينتون استيقظ واطمأن أن الحل الجديد للدولتين لا يصطدم مع السفر اليوشعي، كما أشرنا إلى كتاب اسمه "الكتاب المقدس والاستعمار" ألفه القس مايكل برير  الذي عاش في فلسطين، وهذا العنوان ذو دلالات عميقة، وهو ليس من تأليف العرب والمسلمين، وإنما هو عنوان المؤلف، وهو يوضح أن التوراة كانت وراء الاستعمار، ومن يقرأ فهرسه بسرعة نرى كيف تحدث عن الأرض وقيمتها في التوراة في سفر يوشع وأسفار أخرى.

وبين الإمام الأكبر أن هذه النصوص هي وراء هذا الاستعمار، فالتفسير المغلوط لنصوص معينة من التوراة هي التي أذاقت العالم الويلات، وهي التي بررت استعمار الغير، وأخيرًا استعمار فلسطين، وهناك كتاب آخر لمحمد جلال إدريس، قدم فيه القدس أو أورشليم ليس من وجهة نظر المسلمين أو المسيحيين ولكن من وجهة نظر الفكر الديني الإسرائيلي سواء من خلال التوراة أو شروحها، واعتمد في إثبات أن القدس عربية وليست إسرائيلية وأن إسرائيل ليس له أي حق بها، على الكتب الدينية اليهودية، ونحن بحاجة لترويج مثل هذه الأفكار.

وأكد الإمام الأكبر أن من يقول إن القدس لم تذكر باسمها في القرآن ويستدل بذلك على عدم أحقية المسلمين بالقدس، فإن كلامه يشبه كلام هذيان محقق، فالقدس فعلًا لم تذكر باسمها وهو من علامات إعجاز القرآن الكريم، ولكنها ذكرت في القرآن بالوصف :" سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" أي أنها بلدة مباركة، فالقرآن لم يذكرها باسمها لسبب بسيط جدًا وهي أنه لو استعرضنا أسماء القدس على مدار التاريخ من أول اليبوسيين ذكرت بعدة أسماء وكان الاسم يتغير حسب الاستعمار، فقد استعمرت من الفرس والبابليين والرومان حتى العهد الإسلامي، فذكرت مرة باسم إيلياء وباسم يبوس وباسم مدينة داوود.

وأوضح أن مدراش اليهود ينص على أن مدينة القدس لها سبعون اسمًا في المدراش، وسوف نخصص بعض الحلقات لوصف الكتاب المقدس في العهد القديم حتى يكون لدى أبنائنا فكر عن هذا الموضوع، ولذلك لم يذكرها القرآن باسم أو اثنين من السبعين وإنما ذكرها بوصفها المستمر الذي لا يتغير، أما مكة مثلًا ذكرت باسم بكة ومكة، ولم يتغير اسمها حتى الآن، فذكرها باسمها لأنه لما ذكرها به عرف الناس هذا المكان، لكن لو اختار أي اسم من السبعين، التي يذكرها اليهود وليس المسلمين أو العرب، ألم يكن ذلك يقدم حجة لليهود على أن يستمسكوا بأكاذيبهم، وأن القدس ليس فيها للمسلمين موطئ قدم، فذكرها بوصفها لأن الوصف ثابت،  أما الأسماء تتغير من جيل إلى جيل ومن استعمار إلى استعمار.

واستكمل الإمام الأكبر أن الادعاء بأن سيدنا عمر بن الخطاب لم يصل في الأقصى، سفسطة ضد التاريخ وضد الواقع وضد المصادر التاريخية المعتمدة، فقد صلى سيدنا عمر بن الخطاب في المسجد الأقصى، وذكر ابن كثير ذلك في كتاب البداية والنهاية في الجزء التاسع صفحة 655، تحت عنوان كبير "فتح بيت المقدس على يدي عمر بن الخطاب" يقول فيه: " وسار بالجيوش نحوهم ، واستخلف على المدينة علي بن أبي طالب ، وسار العباس بن عبد المطلب على مقدمته ، فلما وصل إلى الشام تلقاه أبو عبيدة ورؤوس الأمراء كخالد بن الوليد ، ويزيد بن أبي سفيان ، فترجل أبو عبيدة وترجل عمر ، فأشار أبو عبيدة ليقبل يد عمر ، فهم عمر بتقبيل رجل أبي عبيدة ، فكف أبو عبيدة ، فكف عمر . ثم سار حتى صالح نصارى بيت المقدس ، واشترط عليهم إجلاء الروم إلى ثلاث ، ثم دخلها إذ دخل المسجد من الباب الذي دخل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء . ويقال : إنه لبى حين دخل بيت المقدس ، فصلى فيه تحية المسجد بمحراب داود ، وصلى بالمسلمين فيه صلاة الغداة من الغد ، فقرأ في الأولى بسورة " ص " وسجد فيها والمسلمون معه ، وفي الثانية بسورة " بني إسرائيل " ثم جاء إلى الصخرة فاستدل على مكانها ... ثم نقل التراب عن الصخرة في طرف ردائه وقبائه" لأن الرومان كانوا يرمون عليه المزابل، وسيدنا عمر هو من نظف ذلك بنفسه ووضعه في ردائه، وطهر هذا المكان، وسنرى  في العهدة العمرية أنه أتاحها للمسيحيين وللمسلمين.

وكشف أن المسجد كان قائمًا ولكن الشبهة في أن مسجد قبة الصخرة بناه فعلا الوليد بن عبدالملك، ولكن هناك فارق كبير بين مسجد قبة الصخرة وبين المسجد الأقصى، فالمسجد الأقصى في ذلك الوقت لم يكن عليه بناء، وهذا مثل الكعبة، فالكعبة لم يبنها سيدنا إبراهيم وإنما أعاد بناءها "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل" فالقواعد كانت موجودة، وكل ما فعله سيدنا إبراهيم أنه رفعها، وهكذا كان المسجد الأقصى ثم بني بعد ذلك على قواعده، أي حدث له ما حدث للكعبة أو للبيوت المقدسة من زلازل وأمطار واعتداءات، فتهدم ثم تقام، وحينما صلى سيدنا عمر في هذا المسجد لم يكن عليه بناء، لكنه كان محددًا ومعروفًا،  فهناك المكان الذي دخل منه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والصخرة التي ركب عليها وركب البراق،  وكل هذا مسجل في تاريخ المسلمين، فعندما يأتي شخص مسلم أو غير مسلم ويقول: إن سيدنا عمر لم يصل في بيت المقدس  فهو إما جاهل بالتاريخ أو لا يفهم دلالات النصوص ولا يتذوق سياقاتها.

وبين الإمام الأكبر أن الذي يشجع هؤلاء على الظهور ونشر الأكاذيب هو ضحالة ثقافة الناس في مثل هذه المسائل، أما الأجيال السابقة فكانت أحسن حالا، متسائلًا عن سبب اهتمام الإعلام المصري بمثل هؤلاء وإفساح المجال لهم ليكذبوا على الناس في قضايا هي في منتهى الخطورة، داعيًا أن يكون هناك إعلام مقابل، يوضح الحقائق في مثل هذا الزيف الذي يقدم للناس ويزيف عقولهم بشكل يومي.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيخ الأزهر يؤكد أن ادعاءات اليهود بعدم أحقية المسلمين والمسيحيين في القدس زائفة شيخ الأزهر يؤكد أن ادعاءات اليهود بعدم أحقية المسلمين والمسيحيين في القدس زائفة



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:27 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني
  مصر اليوم - ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني

GMT 12:07 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب وراغب علامة في دويتو غنائي بحفل زفاف
  مصر اليوم - عمرو دياب وراغب علامة في دويتو غنائي بحفل زفاف

GMT 06:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
  مصر اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 10:39 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

إطلالات شرقية لرمضان من وحي فاطمة المؤمن

GMT 17:26 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

بايرن ميونخ يصف محمد صلاح بأنه "ميسي أفريقيا"

GMT 12:11 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ميلان يعلن إعارة كولومبو لـ كريمونيزي الأمريكى كولومبو

GMT 03:17 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيديو تفاعلي يتكيف مع حركة الجسم أثناء التمارين

GMT 16:43 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أخطاء تفعلها عند ارتداء الكمامات

GMT 03:12 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

المعهد الأميركي يكشف السيناريو المرعب لـ"كورونا"

GMT 07:29 2020 الخميس ,03 كانون الأول / ديسمبر

صلاح مع قطة تحصد نصف مليون إعجاب في ساعات

GMT 06:31 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الثلاثاء 13 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:06 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح ديكور هادفة إلى تنسيق حدائق منزلية

GMT 08:41 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وصلة رقص لـ ساويرس على أنغام رايحين نسهر لـ محمد رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon