شهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، بدء فعاليات الندوة التثقيفية الـ 29 للقوات المسلحة تحت عنوان "أكتوبر- تواصل الأجيال" داخل مركز المنارة للمؤتمرات في القاهرة، بحضور الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ورئيس الوزراء مصطفي مدبولي وعدد من كبار رجال الدولة وقادة وضباط القوات المُسلّحة والشرطة.
وبدأت الفعاليات بعرض فيلم تسجيلي عن أبطال حرب أكتوبر/تشرين الأول ومشاهد من المعركة، ولحظة عبور القوات المسلحة المصرية لخط بارليف ، والإنجازات والتنمية التي تشهدها سيناء حاليًا في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، مثل كوبري أحمد منسي وقناة السويس الجديدة والأنفاق وعمليات البناء والتعمير المستمرة
وأكّد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر لم تفقد الإرادة مهما كانت الصعاب,مشيرًا أن الفرق بين الإيمان وعدم الإيمان، هو أن الإيمان يؤسس على الفهم الحقيقي .
وأوضح أن الوعي المُزيّف أو المنقوص هو العدو الحقيقي لمصر، الذي يُعاني منه الكثيرين وعليهم أن يدركوا الصورة الكلية للواقع الذي نعيش فيه".
وأشار إلى عاصر هزيمة 67 متذكرًا كل التفاصيل وكل ما كتب آنذاك عن تلك الهزيمة التي عاشتها مصر في هذا الوقت رغم صغر سنه، مشيرًا أنه في الوقت الحالي نخوض معركة قوية ولكن الفرق أن 67 كنا على علم بالخصم والعدو.
وأشاد السيسي، خلال كلمة له بالندوة التثقيفية الـ29 للقوات المسلحة، بالبطولات التي حققها الجيش المصري خلال حرب أكتوبر، على الرغم من إمكانيات الخصم الضخمة وقتها، وإن الهزيمة الكبرى التي ألحقها الجيش المصري بالخصم كانت أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت إسرائيل لقبول السلام، مشيرًا إلى سقوط آلاف القتلى والمصابين في صفوف العدو.
وأكّد أن الجيش المصري الذي استطاع تحقيق النصر وهزيمة إسرائيل وإلحاق الخسائر الفادحة بها وهو قادر على أن يفعلها مرة أخرى، قائلًا "هوريكم دولة تانية خالص في 30 يونيو/حزيران عام 2020"،وتعهد بإحراز تقدم كبير في المجالات كافة، وحدوث تغير كامل في الدولة بحلول العام 2020، مطالبًا المواطنين ببذل المزيد من الجهد والعمل لإحراز التقدم.
وعلّق الرئيس السيسي، خلال كلمته، على توقيف هشام عشماوي، قائلًا إن الفرق بين هشام عشماوي ، وأحمد المنسي، إن هذا إنسان وهذا إنسان، والاثنين ضباط ، وكانوا يخدموا في الجيش المصري، الفرق بينهم إن حد منهم إن أحداهم خان وطنه وجيشه، والاخر استمر على العهد للحفاظ على الدولة المصرية.
و قال قائد الفرقة 19 مشاه، يوسف عفيفي، أحد قادة الفرق الخمس التي عبرت قناة السويس يوم السادس من أكتوبر 1973 إن نصر أكتوبر سيبقى صفحة مضيئة في تاريخنا جيلًا بعد جيل، مضيفًا أن اجتماعنا يؤكّد أن الحب الحقيقي للوطن يكون في استحضار لحظاته الإيجابية، نحن هنا باقون نبني ونزرع ونقاتل ونستشرق آمال المستقبل.
وأضاف عفيفي، أنه عندما خلصت النوايا والعزائم والهمم وتوحدت الأهداف تحقق النصر المبين الذي أعاد للأمة العربية الجريحة مجدها وعزتها.
وأشار إلى أن مقاتلي الفرقة 19 مشاه إحدى تشكيلات الجيش الثالث الميداني ممن تحلّوا بالشرف والانتماء والإخلاص والوفاء والذين شرفت بقيادتهم والذين خضت بهم ومعهم معارك ضارية شرسة كان لهم نصيب كبير من تلك الإنجازات وأن اسم كل مقاتل في هذه الملحمة جدير بأن يحفر في قلب كل مصري محاطًا بأعمق مشاعر الحب والتقدير والاحترام وسوف تظل دماء القتلى الأبرار التي تدفقت على أرض سيناء الطاهرة تضيء لنا الطريق.
وبيّن أن الفرقة 19 مشاه قد سبق لها إدارة حرب ضارية للردع والاستنزاف كمرحلة انتقالية نحو معارك التحرير الكبرى وأحرزت سلاسل انتصارات وأصبح الجندي المصري مقاتلًا متنافسًا فعالًا مع الجندي الإسرائيلي الذي ظن وادعى أن جيشه لن يقهر.
وأوضح أن الجندي المصري يواجه العدو دون أسلحة ثقيلة أو دبابات بعد عبور الساتر الترابي، لافتا إلى أن المعارك الطاحنة استمرت يوميًا حتى يوم 29 أكتوبر دون توقف، مشيرًا إلى أن حرب أكتوبر أثبتت شجاعة الجندي المصري المؤمن بربه وبعدالة قضيته، مؤكدًا أننا مطالبون بالعمل على استثمار نصر أكتوبر بروح أكتوبر وهي الإيمان بالله وإخلاص النية لله في العمل الصالح.
و أهدى يوسف عفيفي قائد الفرقة 19 مشاه أحد قادة الفرق الخمس التي عبرت قناة السويس يوم السادس من أكتوبر 1973 ,الرئيس عبدالفتاح السيسي كتابًا تحت عنوان "رجال الفرقة 19 مقاتلون فوق العادة. حقيقة عارية".
و قال محمود محمد مبارك أحد أبطال رجال القوات المسلحة، الذي فقد بصره خلال عمليات مكافحة التطرف في سيناء "إنه رغم فقده لبصره إلا أنه يشعر بالفخر كونه أحد جنود مصر الذين يقدمون كافة التضحيات لمكافحة التطرف وتخليص سيناء من خطر التطرف".
وأضاف أنه تم تجنيده في الإسماعيلية في العام 2014، وقضى بها 7 أشهر، ثم نقل إلى أرض العمليات في رفح بكمين هندسي تم نصبه للمتطرفين. وروى البطل مبارك قصة أبطال مصر الذين يضحون بحياتهم من أجل الوطن ومنهم الفقيد الملازم أول "محمود محمد أصلان" والمقدم مصطفى قائد الكتيبة 38 عمليات.
وأشار أن الكمين كان يضم أبناء مصر من بقاعها كافة من "صعيد مصر والوجه البحري ومسلمين ومسيحيين"، لافتًا إلى أنه في العام 2015 أطلقت قوات المسلحة عملية حق القتيل للأخذ بالثأر للشهداء، حيث تم الاشتباك مع المتطرفين وتم إيقاع خسائر فادحة بهم.
وأوضح أنه فقد بصره خلال اكتشاف عبوة ناسفة أثناء قيامه بعملية اكتشاف عبوة ناسفة خلال دورية تمشيط هناك، حيث انفجرت العبوة في وجه وتم نقله من رفح إلى مستشفى العريش,مؤكّدًا أنه رغم فقده بصره فقد كسب روح الجندي المصري العظيم.
ووجه المقاتل تحية شكر وعرفان لكل أم شهيد ضحى نجلها على أرض سيناء الغالية من أجل مصر، كما وجه تحية إلى أبطال سيناء من محاربي ملحمة 73,و استأذن الجميع بالوقوف دقيقة؛ حدادًا على أرواح ضحايا مصر الأبطال.
أرسل تعليقك