القاهرة - محمود حساني
تنطلق أعمال "مؤتمر الأزهر العالمي للسلام"، في القاهرة، الخميس المقبل، وذلك في حضور عدد من القيادات الدينية من أنحاء العالم في مقدمتهم البابا فرنسيس الثاني بابا الفاتيكان، الذي من المقرر أن يلقي كلمة في ختام المؤتمر، عقب زيارته الرسمية للإمام الأكبر في مشيخة الأزهر الشريف.
ويناقش المؤتمر 4 محاور رئيسية، تتمثل في: معوقات السلام في العالم المعاصر، المخاطر والتحديات، إساءة التأويل للنصوص الدينية وأثره على السلم العالمي، الفقر والمرض بين الحرمان والاستغلال وأثرهما على السلام، ثقافة السلام في الأديان بين الواقع والمأمول.
ويُوجِّه المؤتمر، الذي يُنعقد على مدار يومين، رسالةً مشتركةً للعالمِ كُلِّه بأنَّ رموز وممثلي الأديانِ المجتمِعِين في رِحابِ الأزهرِ الشَّريفِ يُجمِعون على الدَّعوةِ إلى السَّلام بينَ قادةِ الأديانِ والمُجتَمَعاتِ الإنسانية كافة، ويُؤكِّدونَ انطِلاقًا من الثِّقةِ المُتَبادَلةِ بينَهم، على دعوةِ أتباعِ الأديانِ للاقتِداءِ بهم، والعمَلِ بهذه الدَّعوَةِ يَدًا واحدةً من أجلِ نَبْذِ كُلِّ أسبابِ التَّعصُّبِ والكراهيةِ، وتَرسِيخِ ثَقافةِ المحبَّةِ والرحمةِ والسَّلامِ بين الناس.
ويأتي هذا في إطار الجهود الحثيثة التي يقودها شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، من أجل نشر ثقافة المحبة والتسامح والتعايش المشترك وتحقيق سلام عادل وشامل للبشرية جمعاء.
وأعلنت رئاسة الجمهورية المصرية ، في 18 آذار / مارس الماضي ، بأن البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية ورئيس دولة الفاتيكان سيقوم بزيارة رسمية إلى مصر في الأسبوع الأخير من شهر نيسان/ أبريل المقبل، تلبيةً للدعوة الموجهة إليه من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويتضمن برنامج زيارة البابا، زيارة مشيخة الأزهر للالتقاء بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وزيارة الكاتدرائية المرقسية للالتقاء بقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وكذالك زيارة الكنيسة الكاثوليكية.
وأعربت الرئاسة، في بيان لها في وقت سابق، عن ترحيبها بضيفها الكبير، وتؤكد تطلعها لأن تسهم تلك الزيارة الهامة في ترسيخ رسالة السلام وتعزيز روح التسامح والحوار بين البشر كافة من مختلف الأديان، فضلًا عن نبذ خطاب التطرف والتعصب وممارساته الآثمة، كما أشارت إلى أن السيسي يُكّن تقديرًا كبيرًا لشخص بابا الفاتيكان ومكانته المعنوية والروحية ومواقفه الشجاعة تجاه القضايا الدولية، حيث لمس سيادته هذه القيم النبيلة خلال لقائه مع قداسة بابا الفاتيكان في المقر البابوي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، كما أكد تطلعه للترحيب بالبابا فرانسيس في مصر في الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والفاتيكان.
وأجرى شيخ الأزهر الشريف، في 21 أيار/ مايو من عام 2016 ، زيارة إلى الفاتيكان، استقبله البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، وبحث الجانبان جهود نشر السلام والتعايش المشترك في زيارة هي الأولى من نوعها في تاريخ المؤسستين الدينيتين ، كما ناقشا تنسيق الجهود بين الأزهر الشريف والفاتيكان من أجل نشر ثقافة الحوار والتعايش بين الشعوب والمجتمعات.
أرسل تعليقك