القاهرة – أكرم علي
أوضح وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أنه تحدث مع نظيره الأوغندي سام كوتيسا، بشأن سبل مواجهة الإرهاب وآثاره المدمرة على شعوب الدول الأفريقية وكان هناك تطابقًا في الآراء إزاء القضايا المختلفة، وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك الإثنين، أنه استعرض مع الوزير الأوغندي ضرورة الالتزام باتفاق المبادئ بشأن سد النهضة الإثيوبي والاعتماد على الرئيس الأوغندي موسيفني في الإسهام في تقريب وجهات النظر والعمل على الوفاء بالالتزامات القائمة في إطار التعاون بين مصر وأوغندا اتصالًا بالمورد الهام وهو مياه النيل، كما تم بحث تعزيز المصالح المشتركة بين البلدين.
وتابع شكري "اتفقنا على تفعيل الأعمال وانعقاد اللجنة المشتركة كل عامين على أن يكون هناك اجتماع لكبار المسؤولين لتحضير الاجتماع والتأكد من تنفيذ الاتفاقات"، وكشف أن الجولة الأخيرة التي عقدت في أديس أبابا حول سد النهضة لم تتجاوز التعثر الذي يعرقل مسار المفاوضات، وذلك بسبب تحفظ السودان وإثيوبيا على التقرير الاستهلالي لدراسات آثار سد النهضة، وإن جولة المباحثات تناولت الأمور تفصيليًا".
وأكد شكري أن مصر طرحت عددًا من الأطروحات لكسر هذا الجمود، وكان آخرها تدخل البنك الدولي في مسار المفاوضات، وإن الموضوع علميًا غير قابل لأي تأويل سياسي، وإنه بالرغم على عدم خروج الجولة الأخيرة بنتائج إيجابية، نأمل أن يكون هناك حلًا عن طريق قبول التقرير الاستهلالي والذي يأتي بشكل محايد ومتسق بالموضوعية من قبل شركة عالمية كانت محل ثقة الدول الثلاث.
وأشار شكري إلى أن هناك اجتماعًا آخر في إثيوبيا منتصف الشهر الجاري، وأن مصر سوف تواصل العمل مع الجانب الإثيوبي والسوداني من أجل الخروج بنتائج إيجابية تنفيذًا لاتفاق المبادئ بين الدول الثلاث، وأن مصر مستمرة في جهودها للتوصل إلى حل وفق القانون الدولي الذي يمنع الاضرار البالغ بدول مصب الإنهار الدولية.
وشدد شكري على أن مصر تتعامل بمرونة في هذا الملف، وأن مصر على استعداد مسبق للقبول بأي دراسات فنية لأن أمر السد علمي ويجب إبعاده عن الاعتبارات السياسية، مؤكدًا أن مصر تتعامل بمرونة في ملف مبادرة حوض النيل واتفاقية عنتيبي وتعمل الآن على بناء الثقة مع دول حوض النيل للوصول إلى حل يضمن مصالح كافة الأطراف، وأضاف أن مصر عرضت حلولًا ضمن مشاركتها في قمة زعماء حوض النيل في أوغندا العام الماضي.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأوغندي إنه بحث مع نظيره المصري القضايا الثنائية والإقليمية وهي قضايا حيوية وتحدثنا عن عمل المشترك بين مصر وأوغندا، مبينًا أنه ناقش مستقبل الاتحاد الأفريقي وكيفية تقوية العلاقات بين دول الاتحاد، حتى تصبح مصر رئيسًا للاتحاد الأفريقي العام المقبل لتعزيز الإصلاحات الخاصة بالاتحاد وحل كافة القضايا الخاصة بالسلم والأمن.
وأعلن وزير الخارجية الأوغندي، سام كوتسيا، إن الرئيس الأوغندي يوري موسيفينى يزور مصر الثلاثاء، بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدًا أن زيارة السيسي الأخيرة لأوغندا، تحمل ذكريات رائعة للتعاون بين البلدين، وأضاف أنه بحث مع نظيره المصري سامح شكري عقد منتدى مشترك للأعمال مع مصر والاتحاد الأفريقي خلال العام المقبل، مشيرًا إلى أن بلاده أكدت دعم مصر الكامل فى حربها ضد الإرهاب، كما تم التشاور حول الجهود المبذولة لدعم الاستقرار في جنوب السودان، مشددًا على أن مصر تلعب دورًا مهمًا في توحيد الشعوب الأفريقية وتنفيذ كل الإصلاحات الخاصة بالاتحاد الأفريقي، وحل كل القضايا الخاصة بالسلم والأمن.
ولفت كوتسيا، أن هناك اجتماعات للجنة المشتركة بين البلدين خلال الفترة المقبلة، ستناقش الموضوعات الخاصة حول المياه وتكنولوجيا الاتصالات، وشدد على حق مصر في الاستفادة من حصتها الكاملة من مياه النيل، دون تعرضها لأي خطر أو تهديد، مشيرًا إلى أن ملف النيل يتعدى مجرد الحماية البيئية، ويجب التفكير في مستقبل النهر، وقال إن بلاده موافقة على كافة بنود اتفاقية عنتيبي ما عدا مادة واحدة في طور المناقشة بين دول حوض النيل.
أرسل تعليقك