القاهرة - محمود حساني
لا يخفي على أحد ، واقع الحياة في صعيد مصر ، إذ يُعاني من إهمال جسيم ، طال مناحي الحياة كافة ، فقد دفع أبناء هذا المجتمع مبكرًا ، إلى الهروب إلى العاصمة ، القاهرة ، والاستقرار فيها طيلة العمر ، نظرًا لما تتمتع به بما حرمه منه في بلادهم ، من تنمية اجتماعية واقتصادية ، وتوفير المرافق والخدمات .
وإنصافًا للحق ، فإن الإهمال الذي يُعاني منه صعيد مصر ، ليس وليد الوقت الراهن ، بقدر ما يعود إلى 60 عامًا ، شهدت خلالها مصر ، العديد من الأنظمة والحكومات المتعاقبة ، بدءًا من الزعيم الراحل أنور السادات مرورًا بالرئيس أنور السادات ، وصولًا إلى الرئيس الأسبق حسني مبارك ، إذ انصب إهتمامها على توجيه جهود التنمية نحو العاصمة ، مع قدر ضئيل تم توجيهه إلى صعيد مصر ، لا يُرقى بطموحات وأمال أبنائه ، ولا يتناسب حتى مع المساحة التي يشغلها ، والتي تُقدر بـ 60 % من مساحة مصر .
ومع انطلاق فعاليات المؤتمر الوطني الثاني للشباب ، والذي يتم تنظيمه لأول مرة في صعيد مصر ، أسوان بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي ، وكبار رجال الدولة والمسؤولين ، وفي حضور الآلاف من أبناء الصعيد ، يدخل الصعيد بصورة فعلية ، في حيز إهتمام القيادة السياسية ، إذ من المُقرر أن يتناول هذا المؤتمر المشاكل والأزمات التي يُعاني منها صعيد مصر والوقوف على طبيعية هذه المشاكل وأسبابها ، والاستماع إلى رؤى ومقترحات أبنائه ، والتباحث مع المسؤولين حول سبُل مواجهتها ، ومن المُقرر أن تتضمن الجلسة النهائية للمؤتمر ، مجموعة من التوصيات والتصورات الهامة ، التي من شأنها أن تجعل من صعيد مصر ، على خارطة التنمية .
وأكد سياسيون وبرلمانيون في تصريحات لـ "مصر اليوم" ، أنه طوال العهود السابقة ، كان إهتمام الأنظمة المتعاقبة في صعيد مصر ، يُكثر فقط غي المناسبات والاحتفالات السياسية ، لكن دون تنفيذ على أرض الواقع ، فالم نرى من قبل رئيس ، أو مسؤولًا حكوميًا ، توجه أو دعا إلى مبادرة للإهتمام بالصعيد وأزماته ، وهو ما جعل من الصعيد مرتعًا للفقر والبطالة والجهل ، لذا يعد الرئيس عبدالفتاح السيسي ، أول رئيس يهتم فعليًا بأزمات ومشكلات الصعيد على أرض الواقع .
وأشارو إلى أن تنظيم المؤتمر الثاني للشباب في أقصى صعيد مصر أسوان، له مدلول سياسي كبير تود أن توجهه القيادة السياسية ، يحمل بين طياته رسالة ، موجهة إلى الداخل ، مفادها ، أن صعيد مصر دخل إلى حيز الإهتمام ، كما أن اصطحاب الرئيس السيسي لزوجته ، والتنقل بها داخل أرجاء المحافظة ، رسالة أخرى ،غير أن هذه المرة موجهة إلى الخارج ، مفادها ، صعيد مصر يتمتع بالأمن والأمان والاستقرار.
وطالبوا بسرعة تفعيل التوصيات المُقرر أن يخرج بها هذا المؤتمر ، والتي ستكون بمثابة "روشتة" ، لعلاج الأزمات والمشاكل التي يُعاني منها الصعيد ، حتى يشعر المواطن ، بثمار التنمية والإهتمام .
أرسل تعليقك