القاهرة – علي السيد
رحب رئيس البرلمان العربي، الدكتور مشعل السلمي، بممثل الأمين العام للأمم المتحدة ريتشارد دكتس، شاكرًا له تلبية دعوته لإلقاء كلمة الأمين العام للأمم المتحدة أمام اجتماع البرلمان العربي، وتبادل وجهات النظر بين البرلمان العربي ومنظمة الأمم المتحدة، حول مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يخدم السلم والأمن في المنطقة العربية والعالم.
وأكد رئيس البرلمان العربي خلال كلمته التي ألقاها الاثنين، أمام الجلسة الخامسة من دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الثاني للبرلمان العربي، أن "المسؤولية التي تقع على عاتقهم كممثلين للشعب العربي، كبيرة، تُحتم عليهم البحث عن أفضل السبل، لإسهام البرلمان في النهوض بمجتمعنا العربي، واتخاذ القرارات وإصدار التوصيات اللازمة، للارتقاء بالعمل العربي المشترك وتفعِيله، معلنًا دعمه وتضامنه الكامل مع الأسرى الفلسطينيين وتضحياتهم وما يعانوه من انتهاكات عنصرية قمعية في سجون الكيان الصهيوني"، حيث طالب من أعضاء البرلمان العربي والحضور الوقوف دقيقة احترامًا وتقديًرا وتضامنًا مع هؤلاء السجناء الأبطال الذين بدأوا إضرابًا عن الطعام (إضراب الكرامة)، كما أعلن عن تسمية جلسته هذه بجلسة "التضامن مع الأسرى الفلسطينيين".
وأدان السلمي استمرار الخطط الاستيطانية التي يقوم بها الكيان الصهيوني في الأراضي العربية المحتلة، رغم قرارات الشرعية الدولية لوقفها، وآخرها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 الذي يُدين بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مجددًا مطالبته بإحياء عملية السلام، بناء على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مؤكًدا دعمه للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية كافة، للدفاع عن حق شعبنا العربي الفلسطيني في استرداد حقوقه المسلوبة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، قائًلا "هذا ما عملنا عليه من خلال الرسالة التي أرسلناها إلى رئيس مجلس العموم البريطاني، التي طالبنا فيها بتصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبته المملكة المتحدة، وإيقاف الاحتفال بالذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم، والاعتذار للشعب الفلسطيني والاعتراف بدولة فلسطين".
وأضاف رئيس البرلمان العربي أن من أخطر التحديات التي تواجه أمتنا العربية ظاهرة التطرف، التي زادت مظاهرها وتداعياتها، مما يستلزم تبنى إستراتيجية عربية موحدة تقوم على التعرف على الأسباب الحقيقية المؤدية إلى انتشار هذه الظاهرة ومعالجتها، ومن يقف خلفها، ومن يدعم ويمول المتطرفين، معربًا عن دعمه الكامل لما تقوم به الدول العربية من خطوات لاجتثاث هذه الظاهرة المقيتة، ومشددًا على أن هذه العمليات الجبانة لن تزيد الشعب العربي إلا قوة وعزيمة وصلابة، لتفويت الفرصة على هؤلاء المجرمين والتصدي لإجرامهم، مُعزيًا جمهورية مصر العربية رئيسًا وحكومة وشعبًا، في الحادث الجبان الذي استهدف الكنائس في مدينتي طنطا والإسكندرية.
وأشار إلى أن "ما يتعرض له الشعب السوري، خاصة ما جرى أخيرًا من جريمة بشعة في القصف بالغازات السامة الذي استهدف مدينة خان شيخون، وأدى إلى مقتل وإصابة مئات المدنيين بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، يدعونا للطلب من جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة، اتخاذ خطوات جادة وفاعلة تمنع تكرار مثل هذه الجرائم البشعة وتقديم مرتكبيها إلى محكمة الجنايات الدولية"، مشددًا على أهمية وقف الحرب في سورية وإخراج القوات الأجنبية كافة منها والدخول في عملية سلمية تلبي تطلعات الشعب السوري وتحافظ على وحدة سورية واستقلالها وعروبتها.
وأكد دعمه لدولة العراق في حربها على التطرف وانتصاراتها على تنظيم "داعش" المتطرف، وشدد على ندائه لإغاثة النازحين من العمليات العسكرية في مدينة الموصل، معلنًا دعم تفعيل الحوار الوطني بين أبناء الشعب العراقي، ومنوهًا إلى ضرورة أن تكون العلاقات بين الدول العربية ودول الجوار قائمة على مبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون العربية، وفي هذا السياق، طالب الجمهورية الإيرانية، بإنهاء احتلال الجزر الإماراتية الثلاث، كما طالبها بالكف عن الأعمال والتصريحات العدوانية تجاه مملكة البحرين، معلنا دعمه الكامل لمملكة البحرين بما تقوم به للحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها.
ونوه أن "التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها وطننا العربي، لا تقل أهمية عن التحديات السياسية والأمنية، ولذلك عقد البرلمان العربي ندوة التكامل الاقتصادي العربي بمشاركة خبراء ورجال أعمال عرب ورؤساء اللجان الاقتصادية في المجالس والبرلمانات العربية، وسوف ترفع توصيات الندوة إلى المسؤولين في جامعة الدول العربية والدول العربية ونتابع تنفيذها معهم، مع تسجيلنا الشكر والتقدير للجنة الشؤون الاقتصادية والمالية في البرلمان العربي على الإعداد لهذه الندوة الهامة، داعيًا الله أن يحفظ العالم العربي آمنًا مستقرًا، تسود فيه روح التضامن والأخوة العربية، ويتحقق فيه التقدم والرقي".
أرسل تعليقك