أكد المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي مستورا، بشأن تنفيذ اتفاق الهدنة الروسي - الأميركي، أن الهدنة في البلاد تتماسك وعدد القتلى بسوريا انخفض بشكل ملحوظ .
و أمل دي ميمستورا في مؤتمر صحافي الخميس، بإيصال المساعدات إلى شرق حلب و حث الحكومة السورية على السماح بدخول المساعدات الإنسانية فورا للمناطق المحاصرة و أن وصول المساعدات هو ما يحدث الفرق للسوريين، مشيرًا الى أن موسكو و واشنطن اتفقتا على إنشاء نقاط تفتيش على طريق الكاستيلو شمال حلب لمنع عرقلة مرور المساعدات
وبين دي مستورا أن "الأمم المتحدة تمكنت من الاتفاق مع كافة الأطراف على إدخال 40 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية الى مناطق حلب الشرقية دون تفتيش وتنتظر تصريح المرور وحصلنا على تطمينات من موسكو وواشنطن بخصوص تصاريح الدخول".
وأعلنت قيادة الجيش الروسي في سورية، أن "القوات النظامية السورية مستعدة لانسحاب مرحلي متزامن مع انسحاب قوات المعارضة من طريق الكاستلو قرب حلب، اعتبارًا من الساعة التاسعة صباح اليوم الخميس".
وذكرت مصادر أمنية عن حشود لمقاتلي "جند الأقصى" و"جند الشام الشيشان" وفصائل أخرى في ريف حماة، بالتزامن مع قصف لطائرات حربية استهدف عدة مناطق في مدينة دير الزور وريفها، و استهدف أيضًا ريف إدلب الجنوبي، واشتباكات في ريف حمص الشرقي وقذائف على ريفها الشمالي، واستمرار نحو 15 شخصاً في الإضراب عن الطعام ومطالبة قوات الأسايش بالإفراج عن عشرات المعتقلين لديها.
ففي محافظة حلب، فتحت القوات النظامية نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في الطريق الواصل إلى كفرناها وأورم الكبرى وأماكن أخرى قرب جمعية المهندسين في ريف حلب الغربي، ومناطق أخرى في ريف حلب الشمالي، دون تسببها بخسائر بشرية، كما سقطت 4 قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق في الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة حلب من جهة 1070 شقة، دون معلومات عن خسائر بشرية.
وفي محافظة حمص، استمرت الاشتباكات في محيط حقل الآرك وفي محيط الصوامع ببادية تدمر في ريف حمص الشرقي، بين عناصر تنظيم "داعش" من جهة، وقوات النظام وقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كما قصفت قوات النظام بقذيفتين على الأقل، مناطق في بلدة الغنطو، بريف حمص الشمالي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، فيما أطلقت الفصائل قذيفتين على مناطق في بلدة كفرنان تي تسيطر عليها قوات النظام في ريف حمص الشمالي، ولا أنباء عن إصابات.
أما في محافظة ريف دمشق، فقد استهدفت قوات النظام بنحو 5 قذائف أماكن في مزارع تل كردي بغوطة دمشق الشرقية، دون تسببها بخسائر بشرية، كما سقطت قذيفة على منطقة واقعة بين مزارع الريحان ومدينة دوما، بالتزامن مع سقوط قذيفتي هاون على مناطق في محيط بلدة حوش نصري بالغوطة الشرقية، وكانت قوات النظام استهدفت اليوم مناطق في بلدتي حزرما والنشابية بمنطقة المرج في الغوطة الشرقية بثلاث قذائف تسببت بأضرار مادية، دون معلومات عن إصابات.
وفي محافظة إدلب، استهدفت الطائرات الحربية بالرشاشات الثقيلة أماكن في المنطقة الواقعة بالقرب من بلدة التمانعة من جهة خان شيخون، دون تسببها بخسائر بشرية إلى اللحظة. أما في محافظة دير الزور، فقد قصفت طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي أماكن في محيط مدينة البوكمال، حيث استهدفت المنطقة بعدة ضربات صاروخية، دون معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن، كذلك استهدفت الطائرات الحربية مناطق في حيي العمال والحميدية ومنطقة البانوراما بمدخل مدينة دير الزور الجنوبي، ومعلومات عن سقوط جرحى في الغارات على مدينة دير الزور، فيما كانت طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي ضربات استهدفت فجر اليوم جسرين بالقرب من قرية الدوير بريف دير الزور الشرقي، بالإضافة لضربة أخرى استهدفت الطريق العام بمنطقة الصالحية في ريف دير الزور الشرقي، ما أدى لانقطاع الطريق نتيجة إحداث الضربات لحفر كبيرة في الطريق منع عملية الانتقال عليه، كذلك ارتفع إلى 3 بينهم طفل ومواطنة عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف لتنظيم "داعش" بقذائف لهاون على مناطق في حيي الجورة والقصور بمدينة دير الزور.
وفي محافظة حماة، تدور اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى في محيط قرية كوكب بريف حماة الشمالي الشرقي، بالتزامن مع غارات للطائرات الحربية على مناطق في قرية كوكب وسط غارات استهدفت مناطق في قرية أم حارتين بريف حماة الشرقي، دون معلومات عن تسببها في خسائر بشرية.
وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ريفي حماة الشمالي الغربي والشمالي الشرقي يشهدان تحشدات عسكرية من قبل جنود الشام بقيادة مسلم الشيشاني وجبهة فتح الشام وفيلق الشام وجند الأقصى وأجناد الشام وفصائل مقاتلة وإسلامية أخرى، للبدء بهجوم واسع يستهدف معان وقمحانة وجبل زين العابدين، حيث استقدمت الفصائل تعزيزات عسكرية من آليات وعتاد وخيرة ومقاتلين، تمهيداً لبدء المعركة في أية لحظة، بعد التقدم الواسع الذي أحرزته الفصائل وجند الأقصى خلال الأيام االتي سبقت سريان وقف إطلاق النار، في ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي وسيطرتها على عدد كبير من القرى والمزارع والبلدات.
وفي محافظة الحسكة، لا يزال نحو 15 شخصاً بينهم مواطنات مستمرين في الإضراب الذي ينفذونه للمطالبة بالإفراج عن عشرات المعتقلين لدى قوات الأمن الداخلي الكردي "الأسايش"، من الحزب الديمقراطي الكردستاني وأحزاب أخرى، ممن اعتقلتهم قوات الأسايش في أوقات سابقة، ونفذ المعتصمون إضرابهم في مدينة القامشلي، وسط مطالبات لقوات الأسايش بالإفراج عنهم، والكشف عن مصيرهم.
ونقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن جنرال روسي قوله مساء الأربعاء، إن وقف إطلاق النار في سوريا جرى انتهاكه 60 مرة على مدى الساعات الثماني والأربعين التي أعقبت بدء سريانه، وإن معظم الانتهاكات ارتكبتها جماعة "أحرار الشام" المسلحة. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن اللفتنانت جنرال فيكتور بوزنيخير من القيادة العامة للجيش الروسي قوله للصحافيين، إن "روسيا تؤيد تمديد وقف إطلاق النار لثماني وأربعين ساعة أخرى".
وفي باريس، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت أن وصول المساعدات الإنسانية إلى المدن المحاصرة في سورية هو "محك أساسي لنجاح الهدنة السارية في هذا البلد بموجب اتفاق أميركي روسي، محذرا أيضا من أي استهداف للمعارضة المعتدلة.
وقال إيرولت للصحافيين خلال زيارة إلى كييف إن "المحك هو وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان المناطق المحاصرة. هذا أمر حاسم وخصوصا في حلب وإذا لم يتحقق فإن الإعلان عن هدنة لن يكون ذا مصداقية".
وأبدى الوزير الفرنسي حذرا إزاء الاتفاق الأميركي الروسي، مشيرا إلى أن واشنطن لم تطلع حلفاءها على تفاصيل الاتفاق، ومحذرا من أن تنفيذ الاتفاق يجب أن لا يتم على حساب المعارضة المعتدلة. وقال "لا يمكن للروس أن يستمروا بشكل أحادي في شن غارات قائلين: "نحن نضرب الجماعات الإرهابية".
وأضاف أن "الاتفاق مع الأميركيين الذي لا نعرف كل تفاصيله -وهذه مشكلة أخرى- ينص على أن يتحقق الأميركيون والروس بدقة، موقعا موقعا على الخرائط، أين يتواجد الإرهابيون الذي يجب الاستمرار في محاربتهم". ولفت إلى أنه "إذا كان هناك التباس يكون هناك خطر بأن يتم ضرب المعارضة المعتدلة"، مضيفا أنه "في وقت ما سيطلبون منا دعما أكبر للخطة الأميركية الروسية، وكي نتمكن من أن نقوم بذلك بثقة يجب أن تتوفر لدينا كل المعلومات".
وحتى الساعة لم تتحرك قوافل المساعدات التي يفترض أن تؤمن الإمدادات إلى المناطق المحاصرة في سورية رغم أن الهدنة المتفق عليها والتي دخلت حيز التنفيذ منذ الاثنين أدت إلى تراجع ملحوظ في أعمال العنف، وفقا لفرانس برس.
وتشهد حلب شمال سورية وضعًا إنسانيا كارثيا. وللمرة الثانية في شهرين، فرضت قوات النظام حصارا على الأحياء الشرقية في المدينة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.
وبعد مفاوضات ماراثونية، أعلنت موسكو حليف نظام بشار الأسد وواشنطن التي تدعم المعارضة المعتدلة اتفاقا على هدنة في سوريا بدأت مساء الاثنين في أول أيام عيد الأضحى.
وكان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون دعا الأربعاء واشنطن وموسكو إلى المساعدة في إزالة العوائق أمام تسليم المساعدات الإنسانية إلى المدن المحاصرة في سوريا حيث لا تزال الهدنة سارية بشكل عام بعد أكثر من 48 ساعة على دخولها حيز التنفيذ.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنه يجري محادثات مع موسكو وواشنطن لتضغطا على جميع الأطراف في سوريا من أجل ضمان أمن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة مستعدة للتوجه إلى مدينة حلب السورية.
وصرح بان كي مون أمام صحافيين أن الأمم المتحدة "مستعدة تماما" اعتبارا من الأربعاء لإرسال عشرين شاحنة محملة بالمساعدات إلى حلب، إلا أن الوضع الأمني لا يسمح بذلك في الوقت الحالي، مضيفا أن الشاحنات "ظلت على الحدود" مع تركيا.
وشدد على أنه "من الضروري جدا ضمان الترتيبات الأمنية اللازمة" من أطراف النزاع لتتمكن الشاحنات من التحرك، كما ذكرت فرانس برس. وأضاف أنه يعول على روسيا من جهة لممارسة ضغوط على النظام السوري وعلى الولايات المتحدة من جهة أخرى لإقناع الفصائل المقاتلة.
وفي موسكو أُعلن أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، طالب في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري، بضرورة تنفيذ واشنطن وعدها بفصل المعارضة المعتدلة عن "جبهة النصرة" ومجموعات متحالفة معها. وقالت الوزارة، في بيان، إن الطرفين بحثا خلال اتصالهما، الأربعاء سير تنفيذ الاتفاقات الروسية الأميركية بشأن تثبيت الهدنة في سورية وضمان الوصول الإنساني إلى هناك، والتعاون بين موسكو وواشنطن في محاربة الإرهابيين من تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة".
وأفاد البيان بأن الوزيرين تطرقا كذلك إلى قضايا دولية ملحة أخرى، بما في ذلك ضرورة تطبيق وثيقة "مجموعة الإجراءات" الخاصة بتسوية النزاع في شرق أوكرانيا، وضمان الأمن في شمال شرق آسيا، وإعداد الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة وبعض جوانب العلاقات الروسية الأمريكية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول، أن القوات الروسية أحبطت هجوما لـ"داعش" على تدمر في سورية بعملية أسفرت عن مقتل 250 إرهابيا وتدمير العشرات من مركباتهم.
وقال الفريق فيكتور بوزنيخير، النائب الأول لرئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، خلال مؤتمر عقد عبر جسر الفيديو إن القوات الفضائية الجوية الروسية أغارت الثلاثاء على مواقع شمالي تدمر حيث تجمع إرهابيو "داعش" استعدادا لشن هجوم على هذه المدينة، مضيفا أن المعركة أدت إلى مقتل 250 عنصرا في التنظيم الإرهابي وتدمير نحو 15 مركبة مزودة بمدافع رشاشة كبيرة العيار والرشاشات المضادة للطائرات.
أرسل تعليقك