أدَّت غارات الطيران الحربي السوري على حي الوعر المحاصر، مقتل وجرح أكثر من 26 مواطنًا، بالتزامن مع قصف صاروخي مكثف من قبل القوات النظامية استهدف حي القابون الدمشقي ومناطق في مضايا المحاصرة، وقذائف تستهدف مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية في ريف حلب الشمالي، وقصف جوي على ريف إدلب الجنوبي، واستمرار الاشتباكات في الريف الشرقي لحماة وجرحى، في حين يسود مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري على خلفية قرار الأخير تسليم القوات النظامية قرى على خطوط التماس مع فصائل عملية "درع الفرات".
وأفادت مصادر أمنية أن استياءً واسعًا يسود مدينة منبج وريفها، الواقعة في ريف حلب الشمالي الغربي، وذلك في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات مجلس منبج العسكري، على خلفية عزم الأخير تسليم قوات النظام، مناطق واقعة على تماس مع مناطق سيطرة قوات عملية "درع الفرات" المدعومة من القوات التركية، وأبلغت مصادر أهلية المرصد السوري لحقوق أن الاستياء جاء بسبب هذا القرار وسط توتر يسود المنطقة من تطورات الأحداث في الساعات والأيام المقبلة، في حين أكدت مصادر موثوقة للمرصد أن هذا الاتفاق على تسليم عدد من القرى الواقعة على خط التماس في ريف منبج الغربي الذي تسيطر عليه قوات مجلس منبج العسكري، مع قرى شرق منطقة الباب خاضعة لسيطرة فصائل عملية "درع الفرات" المدعمة بالقوات التركية، جاء بناءً على اتفاق روسي تركي، يقضي بنشر عناصر من قوات النظام على قرى واقعة على خطوط التماس هذه، في حين رجحت المصادر أن تشارك قوات وعناصر روسية في عملية الفصل هذه واستلام هذه القرى.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الخميس أن قوات مجلس منبج العسكري تمكنت بعد تنفيذها هجوماً معاكساً خلال ساعات الليلة الفائتة، من استعادة السيطرة على قريتي تل تورين وقارة ومواقع أخرى في المنطقة، التي تقدمت إليها وسيطرت عليها قوات عملية "درع الفرات" في ريف منبج الجنوبي الغربي، وترافقت الاشتباكات مع عمليات قصف متبادل بين طرفي القتال، واستهدافات خلفت خسائر بشرية، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 6 مقاتلين على الأقل من الفصائل العاملة في "درع الفرات" جثث عدد منهم لدى قوات المجلس، بالإضافة لمقاتل من مجلس منبج العسكري وعدة جرحى، قضوا وأصيبوا جميعهم في القصف المتبادل والاشتباكات العنيفة التي شهدتها الساعات الـ 24 الفائتة في الريف الجنوبي الغربي لمدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، كما تمكن مقاتلو المجلس من الاستيلاء على دبابة تعود لفصائل "درع الفرات"، خلال الاشتباكات التي شهدتها المناطق ذاتها.
وجاءت هذه الاشتباكات في إطار السعي المستمر لقوات عملية "درع الفرات" العاملة في ريف حلب والمدعمة بالقوات التركية وطائراتها، لتوسعة مناطق سيطرتها في ريف حلب بعد أيام من سيطرتهاعلى مدينة الباب وبلدتي قباسين وبزاعة وقرى أخرى في محيطها، بعد عملية عسكرية استغرقت عدة أسابيع، فيما تهدف عملية "درع الفرات" إلى الوصول إلى العريمة بالإضافة الى محاولتها فصل مناطق سيطرة المجلس العسكري لمنبج عن مناطق سيطرة النظام.
وافاد مصدر أمني أن العملية العسكرية للقوات النظامية في الريف الشمالي الشرقي لحلب، تتواصل على محاور شرق اوتستراد حلب - الحسكة المار من منطقة الباب، بعد تمكن النظام أمس الأول الـ 27 من شباط / فبراير من العام الجاري 20177، من رسم حدود تقدم القوات التركية وفصائل عملية "درع الفرات"، عبر تقدم مباشر أوصل قوات النظام إلى تماس مع قوات مجلس منبج العسكري المسيطرة على مدينة منبج وريفها، وقطع طريق التقدم نحو ريف حلب الشرقي أمام القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية المدعومة منها، وبخاصة بعد التعليمات والأوامر الروسية لقوات النظام والقوى الموالية لها العاملة على خطوط التماس مع القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية لـ "درع الفرات"، بعدم الاحتكاك أو الاشتباكات مع الأخيرة لأي سبب كان، وعدم الرد على أية إطلاقات نارية تأتي من طرف قوات عملية "درع الفرات".
كذلك فإن عملية توسيع السيطرة من قبل النظام في حال استكملت نحو 200 كلم مربعًا من المناطق الموازية لحدود سيطرة مجلس منبج العسكري، ستؤمن طريق الانتقال لمن يرغب بين محافظة الحسكة ومنطقة عفرين ومحافظة حلب، كما ستؤمن عملية توسع قوات النظام في مثلث أبو منديل - الخفسة - دير حافر، منطقة التواصل بين مناطق سيطرة النظام والمجلس العسكري لمنبج، من هجمات محتملة لتنظيم "داعش" مستقبلاً، في حين أن إعادة وصل المناطق بين عفرين وحلب من جهة ومناطق الرقة ودير الزور والحسكة من جهة ثانية، بمناطق خارجة عن سيطرة تنظيم "داعش"، قد يخفف من صعوبات عملية الانتقال التي عانى منها المواطنون في وقت سابق خلال نحو 3 سنوات مضت، حيث اضطر المئات من المواطنين المتنقلين بين مناطق شمال شرق سورية وبين عفرين، إلى العبور بواسطة مهربين للجانب التركي من الحدود، ومن ثم معاودة اجتياز الحدود نحو الجانب السوري، فيما تشهد مناطق الخفسة وريف حلب الشرقي، نزوحاً من قبل عشرات العائلات نحو مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري في منطقة منبج بالريف الشمالي الشرقي لحلب.
وفي محافظة دمشق، تستمر القوات النظامية بقصفها لمناطق في حي القابون عند أطراف العاصمة، في إطار التصعيد الذي تواصله قوات النظام على أحياء شرق العاصمة، في محاولة للسيطرة عليها إما عسكرياً أو عبر فرض "مصالحات وتسوية أوضاع" على غرار ما جرى في قدسيا والهامة ووادي بردى وسرغايا والتل وريف دمشق الغربي والغوطة الغربية، حيث استهدفت الحي منذ صباح اليوم بأكثر من 8 صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض، ولم ترد معلومات عن إصابات حتى اللحظة.
وحصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على معلومات من عدة مصادر موثوقة، أكدت أن لواءً مقاتلاً ينشط في حي برزة الدمشقي، عمد إلى إفشال عملية واسعة متجهة إلى داخل العاصمة دمشق، وفي التفاصيل التي أُبلغ بها المرصد السوري، فإن حي برزة الدمشقي الواقع في الأطراف الشرقية للعاصمة، شهد اليوم استنفاراً لمقاتلي هذا اللواء، بالتزامن مع استنفار لحواجز القوات النظامية المحيطة بالحي، على خلفية إبلاغ قسم من مقاتلي اللواء لحواجز النظام، بوجود تحرك لفصائل إسلامية من أبرزها هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام وجيش الإسلام، لتنفيذ عمل عسكري كبير، يتخذ من برزة نقطة انطلاق له، حيث سيقوم مقاتلو هذه الفصائل الذين جرى تهيئتهم مسبقاً لهذه العملية، بالتحرك من حي برزة، والالتفاف على الحواجز المحيطة ببرزة والتي يتمركز عليها عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، ومن ثم سيهاجمون بغية التقدم إلى داخل العاصمة دمشق. وأكدت المصادر أن العمل العسكري للفصائل كان من المقرر أن ينطلق صباح اليوم، ومع دخول آلاف المقاتلين إلى حي برزة، عمد مقاتلون من اللواء العامل في برزة والذي دخل في "مصالحة" مع النظام منذ العام 2014، ويتمركز مقاتلون منه في حواجز مشتركة مع النظام، في محيطحي برزة، عمدوا إلى إبلاغ حواجز النظام بوجود عمل عسكري في الحي نحو العاصمة دمشق وبتفاصيله، ليبدأ استنفار حواجز النظام في محيط برزة، بالإضافة لاعتلاء قناصة هذا اللواء أسطح المباني ورصده لكافة الشوارع والمحاور الرئيسية في حي برزة.
وأكدت مصادر أمنية أن مجموعات من اللواء المقاتل العامل في برزة، كانت موافقة على هذا العمل، بيد أن مجموعات أخرى غير موافقة على هذا العمل، عمدت لإبلاغ النظام بوجود عمل عسكري يهدف لتنفيذ هجوم واسع والدخول إلى العاصمة دمشق، فيما قدر عدد المقاتلين المجهزين للعملية والذين دخلوا إلى الحي بنحو 55 آلاف مقاتل من الفصائل الإسلامية، وأشارت المصادر الموثوقة، أن هذه هي المرة الثانية التي يقوم بها هذا اللواء العامل في حي برزة، بإفشال عمل واسع كان يهدف لدخول ضاحية الأسد والسيطرة عليها مع تمكن جيش الإسلام من السيطرة على مرتفعات قريبة من الضاحية وبأطراف غوطة دمشق الشرقية.
وفي محافظة ريف دمشق، فقد نفذت الطائرات الحربية غارتين على مناطق في مدينة دوما، وأربع غارات أخرى على مناطق في مدينة عربين بالغوطة الشرقية، ما أدى لسقوط جرحى، فيما تعرضت مناطق في مدينة مضايا في ريف دمشق الشمالي الغربي، لقصف من قبل قوات النظام، ولم ترد معلومات عن إصابات، في حين قصفت الطائرات الحربية مناطق في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية، ما أدى الى سقوط جرحى، في حين سقطت عدة قذائف هاون اطلقتها الفصائل الاسلامية على مناطق في ضاحية الأسد قرب مدينة حرستا في الغوطة الشرقية ولم ترد معلومات عن إصابات.
أما في محافظة حماة، فقد دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في محور قرية بري الشرقي في الريف الشرقي لمدينة سلمية، وسط تقدم لقوات النظام ومعلومات مؤكدة عن سيطرتها على عدة نقاط في المنطقة، كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة كفرزيتا بريف حماه الشمالي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في أطراف مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، ولم ترد معلومات عن إصابات. أما في محافظة حمص، فقد استشهد مواطنان اثنان وأصيب أكثر من 24 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، جراء تنفيذ الطائرات الحربية ما لا يقل عن 6 غارات، على مناطق في حي الوعر بمدينة حمص ظهر اليوم، ولا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة، بينما سقطت قذائف على مناطق في حي الزهراء وسط مدينة حمص، ما تسبب في سقوط عدة جرحى ومعلومات مؤكدة أن أحدهم قضى في سقوط القذائف هذه،فيما قصفت الطائرات الحربية مناطق في قرى المحطة وسنيسل وجوالك بريف حمص الشمالي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، في حين قضى 3 مقاتلين من الفصائل الإسلامية خلال اشتباكات صباح اليوم، في محيط حاجز القطري بريف حمص الشمالي. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد صباح اليوم بأن اشتباكات عنيفة دارت منذ ما بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس وحتى صباح اليوم في محاور على طريق حمص - السلمية ومحيط قريتي عين الدنانير وعيون حسين، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب آخر، إثر هجوم نفذته الفصائل الإسلامية والمقاتلة على المنطقة، حيث تقدمت الفصائل وسيطرت على حاجز القطري في المنطقة، عقبه تمكن قوات النظام من استعادة السيطرة عليه صباحاً، وأسفرت الاشتباكات المتواصلة والمترافقة مع استهدافات متبادلة عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
وفي محافظة حلب، قصفت الفصائل الإسلامية والمقاتلة بقذائف الهاون تمركزات لقوات سوريا الديمقراطية في قرية الشيخ عيسى وبلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي، وأنباء عن خسائر بشرية فيصفوف الوحدات.
أرسل تعليقك