القاهرة - سهام أبوزينة
سلكت سفينة "فينتا ميرسك" مضيق برينغ الأسبوع الماضي، وذلك قبل إطلاق أولى رحلاتها عبر القطب الشمالي، مما قد يخفض الوقت المستغرق في الرحلة بالمقارنة مع الإبحار عبر قناة السويس. أنه وبفضل الاحتباس الحراري يمكن الآن الإبحار عبر القطب الشمالي خلال الفترة ما بين يوليو/تموز وأكتوبر/تشرين الأول، في حين أن قناة السويس مفتوحة طوال العام، والمسار الجديد يبلغ طوله 7200 ميل بحري، بالمقارنة مع 10500 ميل تقطعها السفن في رحلتها من آسيا إلى أوروبا عبر قناة السويس، إلا أن الوقت المستغرق ينخفض إلى 23 يوما، بالمقارنة مع 34 يومًا من خلال مسار قناة السويس.
وأضافت صحيفة "واشنطن بوست" في تقريرها، أن المسار الجديد حاز على اهتمام العديد من شركات الشحن البحري الروسية والصينية، وقالت شركة "روس آتوم" الروسية، والتي تمتلك أكبر أسطول سفن يدار بالطاقة النووية إن المسار الجديد ليست به طوابير انتظار وليست به قراصنة، في إشارة إلى التهديدات التي يمثلها القراصنة في خليج عدن خلال السنوات القليلة الماضية، ولكن لحسن الحظ فإن هناك نزاعات حدودية بمنطقة القطب الشمالي والمسارات البحرية بها وهو ما يمكن أن يؤجل خطط الاستفادة من تلك المسارات.
وذكر خبراء ملاحيون أن مخاطر اقتصادية عدّة مثل الرسوم التي ستفرضها روسيا على الإبحار ودعم كاسحات الجليد المصاحبة للسفن نتيجة أن الطريق يقع بمحاذاة المنطقة الاقتصادية الروسية، ومن ناحيه السلامة والمخاطر، فإنه في حاله وقوع أي مشكله من أي نوع، فإن بُعد الطريق عن المناطق المأهولة تعظم المخاطر كما أن مسارات الطريق لا يمكن توقع أي حدث فيها مثل انهيار جبل ثلجي، أو تسرب غاز أو نفط، مما سيرفع تكلفه الإنقاذ والتأمين.
وعلى الرغم من كل ما سبق فإن هناك شبه إجماع على أن هذا الطريق لن يمثل منافسًا قويًا لقناه السويس خلال العقدين القادمين على الأقل، للوقوف تمامًا على تأثير التغير المناخي على المسار الجديد من جانب، ونجاح الدول المعنية به في إعداده وتأمينه، وتحويله إلى مشروع اقتصادي حقيقي، من جانب آخر، وأوصى الخبراء، هيئة قناة السويس، بالاستعداد وإجراء الدراسات والأبحاث اللازمة لمواجهة تصاعد المنافسة الدولية بصفة عامة، والمسار الجديد بصفة خاصة.
أرسل تعليقك