القاهرة - أحمد عبدالله
انتاب غضب عارم مختلف نواب ولجان البرلمان المصري، على إثر إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل مقر السفارة الأميركية للقدس المحتلة. واستنكر مجلس النواب برئاسة علي عبد العال، وقرار الإدارة الأميركية بنقل سفارتهم إلى القدس، وحذر مجلس النواب من عواقب هذا القرار غير المدروس، وتلك الخطوة التي ضلت الطريق القويم، وما يجره كل ذلك من عواقب يأتي في مقدمتها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، والإخلال بالوضع القانوني للقدس بالمخالفة لكل ما أرسته القرارات الدولية ذات الصلة، وما يترتب على ذلك من انفجار الأوضاع وتصعيد لغة الإرهاب، ويغذي بيئة عدم الاستقرار في منطقتنا بما لا يحمد عقباه.
وأكد مجلس النواب أن مصر تعتبر القضية الفلسطينية هي لب الصراع العربي الإسرائيلي، ومفتاح الاستقرار والأمن في المنطقة، وأن محاولات الجانب الإسرائيلي المتكررة في تغيير معالم القدس وتركيبتها الديمغرافية لن تنجح في طمس هويتها الإسلامية والعربية. وطالب مجلس النواب الإدارة الأميركية التراجع عن هذا القرار الذي يعد نكبة جديدة للشعب الفلسطيني الشقيق، الذي تتبنى مصر ثوابت قضيته العادلة .
وعلى الفور اعتبرت لجنة العلاقات الخارجية القرار تحد سافر وتأجيج للموقف العربي والإسلامي دونما إكتراث أو أخذ في الاعتبار بما سيسفر عنه ذلك القرار من نتائج وخيمة تهدد الأمن العربي في منطقة الشرق الأوسط.
وقال رئيس اللجنة النائب طارق رضوان :" لما كان ما صدر عن القيادة السياسية المصرية من ضرورة الإلتزام بالقرارات الأممية والوضع القانوني للقدس وما هو مستقر بهذا الشأن من معاهدات ومواثيق دولية، وهو ما تؤكد عليه لجنة العلاقات الخارجية للبرلمان المصري إستنكارا وشجبا بإعتبارها خرقا لمواثيق دولية معتبرة قانوناً فضلاً عما تشكله من تحد سافر للمشاعر العربية والاسلامية تهدد السلام في المنطقة وهو ما يتعارض مع ما سبق ان تعهدت به الولايات المتحده في عهد سابق بضرورة الحفاظ على استقرار السلام والأمن في الشرق الأوسط.
فيما قال الكاتب الصحافي أسامة شرشر، عضو مجلس النواب، إن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية لإسرائيل، يمثل أول مسمار في نعش الهيمنة الأميركية على العالم، مشيرا إلى أن واشنطن فقدت بهذا الإعلان مصداقيتها إلى الأبد كوسيط نزيه في مفاوضات حل الدولتين وعودة اللاجئين الفلسطينين ووقف بناء المستوطنات.
وطالب شرشر بعقد جلسة طارئة للبرلمان المصري لاتخاذ موقف قوى ومعلن ضد القرار الأميركي بالاعتداء على القدس العربية، الذي يخالف قرار الأمم المتحدة بعدم نقل السفارات إلى القدس، منوها إلى أن الرئيس الأميركي يحكم العالم من خلال تغريداته الجنونية، ويضرب عرض الحائط بالمواثيق الدولية، والقانون الدولي. وأكد عضو مجلس النواب، أن تل أبيب هي المتسبب الحقيقي لكل الصراعات الحالية في المنطقة العربية، ولا عزاء للدول الإسلامية والدول الداعمة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
ووصف محمد فرج عامر رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل سفارة الولايات المتحدة القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل بـ " الكارثة والطامة الكبرى"، مؤكدا أن إقدام أميركا على هذه الخطوة الخطيرة والباطلة يعنى أن اميركا تحكم على مسيرة السلام بالموت.
وقال عامر في بيان رسمي إن هذا القرار غير الشرعي سيكون له، مردود وتأثيرات سلبية لا حصر لها على استقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط بأسرها ، لأن هذه الخطوة تعتبر اعترافًا وتكريسًا للاحتلال الصهيوني الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة، مطالبا المجتمع الدولي بأسره سرعة التحرك لمواجهة هذا القرار غير الشرعي والذي يخالف قرارات الشرعية الدولية.
وتابع أن الواقع والتاريخ يؤكدان القدس من الأراضي الفلسطينية التي قامت اسرائيل باحتلالها كما ان العالم كله وبجميع منظماته خاصة الأمم المتحدة تعلم حقيقة القدس وأنها مدينة تحتلها سلطات الكيان الصهيوني، وقال النائب أنه يجب على المجتمع الدولي أن يتدخل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكامل التراب الفلسطيني حتى يحصل الفلسطينيون على كامل حقوقهم المشروعة وفي مقدمتها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
أرسل تعليقك