القاهرة - مينا جرجس
تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، اتصالًا هاتفيًا من نظيره القبرصي نيكوس أنستاسيادس. وكشف السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأنه تم خلال الاتصال بحث سبل دعم العلاقات الوثيقة التي تجمع البلدين على مختلف الأصعدة.
وأعرب الرئيس القبرصي عن حرص بلاده على تعزيز التعاون المشترك سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي بين كل من مصر وقبرص واليونان، بما يساهم في الدفع قدما بالتعاون المتميز بينهم، فضلاً عن مواصلة التشاور المكثف حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس أكد من جانبه قوة وتميز العلاقات التي تربط بين البلدين، واعتزاز مصر بعلاقات التعاون البناء مع قبرص وما تشهده من تطور إيجابي، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي مع اليونان. وأكد الرئيس حرص مصر على الارتقاء بمختلف جوانب التعاون بين البلدين بما يساهم في تحقيق مصالح الشعبين الصديقين.
ويأتي ذلك في وقت احتدم فيه الصراع بين تركيا وقبرص اليونانية مؤخرًا حول ثروات الغاز في البحر المتوسط، الأمر الذي يمهد لصراع بين قوى أوروبية وتركيا، خاصة بعد تكثيف أنقرة نشاطها العسكري قبالة سواحل قبرص.
ورغم ذلك، فإن قبرص نجحت في كسر تعنت أردوغان، خاصة في المنطقة الاقتصادية الخالصة، حيث أعلنت شركة إيني الإيطالية التزامها باستكمال تنقيبها عن الغاز قبالة سواحل الجزيرة الواقعة شرقي البحر المتوسط، وذلك بموجب عقود للتنقيب الاستكشافي في 6 مناطق. وحصلت قبرص على الدعم الكافي من أجل تنفيذ مخططها، خاصة من حليفتها مصر التي سارعت للتأكيد على الاتفاق المبرم بين البلدين من أجل تصدير الغاز من نيقوسيا إلى القاهرة، وذلك عبر مصانع الإسالة الموجودة بمصر.
ففي هذا الإطار، زار سامح شكري وزير الخارجية المصري، قبرص، وأكد الاهتمام الذي توليه مصر لتطوير التعاون مع قبرص في مجال الغاز الطبيعي، وأهمية إنهاء الإجراءات الخاصة بالتوقيع على الاتفاق الحكومي لمد خط أنابيب بين البلدين، لما سيساهم به في تحفيز الشركات الدولية الراغبة في مد هذا الخط بعد توفير المظلة الحكومية لعمل تلك الشركات.
وبينما تبذل مصر وقبرص جهودا مريرة من أجل استكمال خطط التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، خرجت تصريحات من مالكي حقوق التنقيب الإسرائيليين بجوار حقل غاز "أفروديت" القبرصي، تطالب حكومة بنيامين نتنياهو بالتدخل من أجل منع توقيع قبرص اتفاقًا مع مصر بهدف استيراد القاهرة للغاز من الجزيرة في جنوب شرق المتوسط.
ويُذكر أن هذا التقارب المصري القبرصي يأتي وسط اعتراض تركي كبير، ورفض للاتفاقية الثنائية المُوقّعة بين مصر وقبرص اليونانية عام 2013، لترسيم الحدود البحرية
أرسل تعليقك