لندن - زكي شهاب
فتح إعلان رئيسة وزراء بريطانيا، ليز تراس (47 عاماً)، استقالتها من منصبها وذلك بعد ستة أسابيع على توليها المنصب المنافسة بين عدد من المرشّحين . و منذ اللحظة التي ابتعدت فيها ليز تراس عن المنصة، بدأت التكهنات المحمومة حول من يمكن أن يخلفها في قيادة حزب المحافظين ورئاسة الوزراء.ويبدو منافسها السابق ريشي سوناك المرشح المفضل لتولي المنصب، تليه السياسية بيني موردونت ووزير الدفاع بن والاس.
واستبعد وزير المالية جيريمي هانت بالفعل من السباق، في حين أن رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون سيكون رابع مرشح للعودة إلى داونينج ستريت (مقر الحكومة البريطانية).
ويمكن لثلاثة نواب محافظين كحد أقصى خوض سباق رئاسة حزب المحافظين لاختيار خلف لليز تراس، قبل أن يتخذ النواب وربما أعضاء الحزب قرارهم، بموجب القواعد التي قدمها حزب المحافظين الخميس.
وصرح مسؤول الأغلبية غراهام برادي للصحافة أن "المرشحين سيحتاجون إلى دعم ما لا يقل عن 100 عضو (من 357 نائباً محافظاً)". ويتعين جمع الأصوات الداعمة بحلول الاثنين الساعة 14,00 بالتوقيت المحلي (13,00 ت غ) تمهيداً لعملية الاختيار بحلول الجمعة التالي
وكانت تراس قد قالت أمام حشد من الصحافيين إنها تتنحّى من منصبها، في وقت يشهد عدم استقرار كبير على صعيد الاقتصاد وعلى المستوى الدولي.
وأضافت: "في ظل الوضع الحالي لا يمكنني إتمام المهمة التي انتخبني حزب المحافظين للقيام بها".
وقالت إن البلاد عانت من نمو اقتصادي منخفض لفترة طويلة، وإنها انتخبت من حزبها بـ "تكليف لتغيير هذا الوضع".
وأضافت تراس أن حكومتها وفت بوعدها فيما يتعلق بفواتير الطاقة وبتخفيض نسبة التأمين الوطني، وصاغت رؤية لاقتصاد "قائم على النمو المرتفع وخفض الضرائب".
ومضت تراس في القول إنها التقت برئيس "لجنة 1922" (لجنة الحسم في حزب المحافظين) السير غراهام برادي اليوم، وإنهما اتفقا على إجراء انتخابات على قيادة الحزب من جديد خلال الأسبوع القادم.
هذه العاصفة السياسية أثارت ردود فعل في خضم الحرب في أوكرانيا.
فقد وعد الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس بمواصلة "التعاون الوثيق" مع الحكومة البريطانية بعد استقالة تراس التي شكرها. وقال في بيان "أشكر رئيسة الوزراء ليز تراس على هذه الشراكة" ، مؤكدا أن الصداقة "الطويلة الأمد" و"قوة" التحالف بين البلدين سيبقيان بلا تغيير.
،و قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يأمل في أن تستعيد المملكة المتحدة "بسرعة" الاستقرار".
أما الخارجية الروسية فقد سخرت من استقالة ليز تراس، مشيرة إلى أن هذا البلد "لم يشهد مثل هذا العار يوماً".
و في أسواق المال العالمية، كانت هناك استجابة صامتة بعد أن أعلنت ليز تراس أنها ستستقيل من منصبها.
وارتفع الجنيه الإسترليني في البداية في أعقاب البيان مباشرة، قبل أن يستقر مرة أخرى حول 1.12 دولار.
وقبل أن تدلي ببيانها، قال أحد المحللين إن الأسواق "تراقب الأحداث السياسية في نوع من الرعب الصريح والذهول".
و دعا حزب العمال والحزب الديمقراطي الليبرالي والحزب الوطني الاسكتلندي إلى إجراء انتخابات عامة على الفور.
وقال زعيم حزب العمال كير ستارمر "لقد أظهر حزب المحافظين أنه لم يعد لديه تفويض للحكم".
وأضاف "بعد 12 عاماً من فشل حزب المحافظين، يستحق الشعب البريطاني ما هو أفضل بكثير من باب الفوضى الدوّار هذا".
وقال إن المحافظين تركوا البلاد "أضعف وأسوأ". وتابع: "ليس لديهم تفويض لوضع البلاد أمام تجربة أخرى - بريطانيا ليست إقطاعتهم الشخصية لإدارة ما يحلو لهم. يجب أن نحظى بفرصة لبداية جديدة. نحن بحاجة إلى انتخابات عامة - الآن".
وقرر حزب المحافظين تجنب إجراء انتخابات تشريعية مبكرة مع تقدم المعارضة العمالية في استطلاعات الرأي.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
ضغط نواب المحافظين يجبر ليز تراس على الإستقالة من رئاسة الوزراء وتقّر بفشلها
تراس تقبل مستساراً لها من منصبه بعد نقل عنها قولها أن الوزير جاويد " مقرفاً"
أرسل تعليقك