لندن ـ سليم كرم
نجحت الصفقة الرابحة لمانشستر يونايتد التي حصل عليها الفريق الإنكليزي العريق من الآرسنال مقابل 24 مليون جنيه إسترليني الصيف الماضي المهاجم الهولندي روبين فان بيرسي في الاستيلاء على كامل ثقة المدير الفني للفريق السير أليكس فيرغسون، الذي وصف صفقة انتقاله بأنها أفضل صفقة انتقال في تاريخ النادي بما في ذلك اللاعب كانتونا، ووصف هدفه الذي أحرزه من كرات الهواء بأنه "هدف القرن" بينما يصف
المهتمون هدف اللاعب الهولندي (29 سنة) بأنه هدف الموسم.
وبعد أن اتضحت الرؤية وأثبت روبين فان بيرسي أنه جدير بالثقة وجدير بالملايين التي دُفعت من أجل الحصول عليه، كشف أليكس فيرغسون عن عبارة قالها المدير الفني للآرسنال آرسين فينغر أثناء إتمام الصفقة، وهي أن فان بيرسي سوف يظهر أداءً أفضل بكثير إذا ما ارتدى قميص مان يونايتد.
وذهب فيرغسون إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير عندما قال إن اللاعب الهولندي هو أفضل صفقة انتقال في تاريخ النادي بما في ذلك اللاعب كانتونا، الذي مثل المحرك الأساسي لتربع مان يونايتد على عرش الكرة الإنكليزية بلا منازع في التسعينات من القرن العشرين.
يتضح للجميع من خلال مشاهدة الوضع الحالي للدوري الإنكليزي أن مهاجم اليونايتد والمهاجم الهولندي الدولي روبين فان بيرسي تجاوز بخطوات واسعة لويس سواريز في السباق نحو الحذاء الذهبي للدوري الإنكليزي.
وكان من بين تصريحات فيرغي بخصوص اللاعب أن هناك الكثير من اللاعبين المميزين، خاصةً المهاجمين الذين أثروا إيجابًا على الفريق العريق لكرة القدم، ودفعوا بأولد ترافورد إلى الأمام على رأسهم اللاعب كانتونا، رائد التقدم إلى الأمام في مان يونايتد في التسعينات، إلا أنه لا يزال يرى أن أثر فان بيرسي يفوق أثر كل هؤلاء بمن فيهم كانتونا نفسه، حيث أحرز أهدافًا، وصنع أخرى، ودفع بالنادي إلى الأمام بشكل يفوق الخيال.
كما أشار إلى أن مان يونايتد كانت لديه توقعات بخصوص اللاعب، إلا أن بيرسي تجاوز تلك التوقعات، وذهب بعيدًا عنها بآلاف الأميال في ما يتعلق بالإنجازات.
كما أكد المدير الفني لليونايتد أن فان بيرسي لم يخذل الفريق قط، وقام بكل ما هو متوقع منه وأكثر، لذا يعتبر لاعبًا مذهلًا ورائعًا إلى أبعد الحدود.
وأشاد فيرجي بقوة تحمل اللاعب، وقدرته على الاستمرار في مسلسل الإنجاز الذي بدأه الصيف الماضي، حيث كانت هناك فترة صام فيها اللاعب الهولندي عن التهديف منذ 11 شباط/ فبراير الماضي وحتى ليلة الأربعاء ليعود بهدفين. صحيح أن لكل جواد كبوة ولكل مهاجم فترات يصمت فيها عن التهديف، إلا أن العودة القوية للتهديف بهدفين شيء خاص جدًا لم يره فيرغسون في أي من المهاجمين الذين دربهم على مدار العقود التي أمضاها في قيادة مان يونياتد.
واستمر فيرغسون في الإثناء المفرط على فان بيرسي، حيث ذهب إلى أن هناك أسلوبًا فريدًا اتبعه اللاعب أثناء إحرازه الهدف الثاني ليلة الأربعاء، حيث صعد إلى كرة الهواء التي مُررت إليه، وتعامل معها بأسلوب التصويب من أعلى، حيث ارتقى إلى ارتفاع يعلو ارتفاع الكرة، وهوى عليها برأسه لأسفل لتستقر في المرمى، وهي طريقة غير مسبوقة في تسجيل كرات الرأس.
أما فان بيرسي، فأعرب عن سعادته الغامرة، الثلاثاء، بما قدمه للفريق، حيث اعتبر الهدفين من أهم العوامل التي قربت مان يونايتد من الحصول على اللقب.
ووصف الهدف الثاني بأنه أفضل هدف سجله في حياته، وأن توقيته كان سليمًا، إلا أنه لم ينس أمرين أولهما أن الهدف لم ينتج عن مجهود شخصي منه هو وحده، بل كانت تمريرة واين روني الأكثر من رائعة هي السبب في إحراز الهدف، وأن كل ما فعله هو إجادة توقيت الارتقاء والتسديد بالرأس.
أما الأمر الثاني فهو أن هذا الهدف هو الذي عدل النتيجة إلى 2-0 حيث اقترب به الفريق خطوة إضافية من الفوز بالبطولة.
كما أشاد روبين بالمجهود الكبير الذي يقوم به الفريق ككل من خلال العمل الجماعي، مؤكدًا أن البطولة التي استمتع بها كثيرًا وعدها أفضل أوقات حياته المهنية على الإطلاق ليست بطولة لاعب واحد أو عنصر واحد من عناصر الفريق، بل هي بطولة من صنع الجميع؛ اللاعبين والجهاز الفني والجهاز الطبي وكل من أسهم بعمل ولو صغير في ظهور مانشستر يونايتد بمظهر يليق باسم أولد ترافورد العريق في مدرسة الكرة الإنكليزية والعالمية.
وأكد اللاعب الهولندي أيضًا أن حصوله على لقب للمرة الأولى مع مان يونايتد يمثل الكثير بالنسبة إليه، علاوةً على المذاق الخاص الذي يتمتع به هذا اللقب، حيث إنه اللقب رقم 20 لمان يونايتد.
كما أثنى على أداء زملائه من اللاعبين في مان يونايتد من الشباب على رأسهم رافاييل وفيل غونز، في الوقت الذي لم ينس فيه اللاعبين المخضرمين من أمثال غونز، فردناند، وفيديك، واصفًا إياهم بأعظم المدافعين في الدوري الإنكليزي، مع تأكيده على أن ذلك لا يقلل من شأن مدافعين عظماء في أندية إنكليزية أخرى.
وأوضح فان بيرسي أن الحنين إلى الماضي هو السبب فيما يردده البعض طوال الوقت من أن الأشياء القديمة دائمًا ما تكون أفضل من الحديثة، وأن الفرق القديمة دائمًا ما تكون أفضل من الفرق التي تنزل إلى المستطيل الأخضر في الوقت الجاري، مؤكدًا أن الفريق الحالي لكرة القدم في أولد ترافورد هو الفريق الأفضل على الإطلاق حتى الآن، وأنه ستأتي أجيال من اللاعبين الشباب ليغيروا هذا الواقع، ويكونوا هم الفريق الأفضل على الإطلاق في المستقبل.
وعن المباراة، أكدة فيرغسون أن المنافسة قوية باستمرار بين الجارين مان يونايتد ومان سيتي وأن تعليقات المدير الفني لمانشستر سيتي مانشيني كانت شبه صحيحة عندما قال إن لاعبيه كانوا هم الأفضل، وكانوا هم من يستحقون الفوز بالمباراة.
لذا اعتبر فيرغي كلمات مانشيني صحيحة بنسبة 50%، حيث قال إنه حتى على فرض أن سيتي كان الأفضل في هذه المباراة، فقد تناسى روبرتو مانشيني أن مان يونايتد، إن لم يكن هو الأفضل في هذه المباراة، إلا أنه كان الأفضل في عدد كبير من المباريات أمام فرق أخرى في الدوري.
وأضاف فيرغسون أن للحصول على اللقب مذاقًا خاصًا وأن المكان أو الزمن الذي يتم الحصول فيه على اللقب لا يشكل فارقًا كبيرًا، حيث إن الأهم هو الحصول عليه.
يُذكر أن فان بيرسي لم يحصل على أي لقب مع اليونايتد من قبل، لذا فاللاعب متعطش للحصول على لقب الدوري الإنكليزي مع الفريق للمرة الأولى، وهو ما يتوقع أن يكون في أعقاب فوز مانشستر يونايتد على سوانسي في الثاني عشر من أيار/ مايو المقبل في استاد أولد ترافورد.
أرسل تعليقك