شهد اليوم الثاني من لقاء يوجين الأميركي لألعاب القوى، المرحلة الثالثة من الدوري الماسي، سيطرة أميركية شبه مطلقة باستثناء سباقات المسافات الطويلة، فيما أكد العداء البريطاني محمد فرح أنه سيكرس نفسه للماراثون ولن يشارك في أولمبياد 2020. إضافة إلى إحراز المركز الأول أو المراكز الأولى في معظم سباقات ومسابقات السبت، تجلت السيطرة الأميركية في تسجيل بعض الارقام اللافتة ومنها ما حققه كريستيان تايلور في الوثبة الثلاثية (18.11 م) مسجلا أفضل رقم لهذا الموسم وثالث أفضل رقم في تاريخ المسابقة.
شهدت منافسات السبت أيضا تسجيل أفضل 7 أرقام لهذا العام، أبرزها نزول ستة من أصل ثمانية متسابقين تحت حاجز الـ10 ثوان في سباق 100 م تصدرهم الأميركي روني بيكر (9.86 ث)، لكن رقم تايلور خطف الأضواء. وكانت المنافسة شديدة بين تايلور ومواطنه ويل كلاي (18.05 م) اللذين تقدما بفارق كبير على صاحب المركز الثالث الصيني دونج بين (17.27 م).
وفي المقابل، تقدم بيكر على مجموعة معروفة من أصحاب الخبرة مثل مواطنيه جاستن جاتلين الخامس (9.97 ث) ومايكل رودجرز السادس (9.98 ث)، والكندي اندريه دي جراس الرابع (9.96 ث)، فيما جاء الصيني بينج تيان سو ثانيا (9.92 ث) أمام البريطاني تشيجيندو اوجاه (9.95 ث). واستيقظ الأميركي لاشون ميريت من كبوته في المرحلتين السابقتين (الدوحة وشنغهاي)، وحل في المركز الأول في سباق 400 م بزمن 44.79 ثانية، وحل مواطنه راين كروزر أول في مسابقة رمي الكرة الحديد (22.43 م). وكان سباق 110 م حواجز صناعة جامايكية بوجود عمر ماكليود (13.01 ث) ورونالد ليفي (13.10 ث)، واكتفى الأميركيان ديرون آلن وآريس ميريت بالمركزين الثالث والرابع على التوالي.
فرح ينقل بندقيته
كما هو متوقع، حسم العداء البريطاني محمد فرح سباق 5 آلاف م بأفضل توقيت للموسم (13.00.70 دقيقة)، واكتفى البحريني ألبرت روب بالمركز الخامس بفارق كبير عنه (13.04.82 د). وقرر فرح أن ينقل بندقيته من كتف إلى آخر حيث أكد أنه سيكرس نفسه لسباق الماراثون بعد انتهاء موسم 2017، وأنه لن يشارك في أولمبياد 2020 في طوكيو. وأوضح فرح، أول عداء يحقق الثنائية (5 آلاف و10 آلاف م) مرتين متتاليتين في أولمبيادي لندن 2012 وريو 2016، "لدي شعور بأني لم أحقق بعد ما أردته على الطريق، وسأستمر في المحاولة". وأضاف فرح الصومالي الأصل (34 عاما) "على الطريق (الماراثون)، اعتقد بأن المسيرة ستكون مشابهة، أي أنها ستكون صعبة".
بدأ فرح مشواره على الطريق بتجربة اولى عام 2014 في ماراتون لندن حيث حل ثامنا بزمن ساعتين و8 دقائق و21 ثانية، واحرز المركز الثالث في بطولة العالم لنصف الماراتون عام 2016 في كارديف عاصمة ويلز. وطالب أنصاره بالصبر، وقال "لم أصل إلى النتائج الحالية في سباقات المضمار بين ليلة وضحاها. لقد شاهدتموني جميعا وأنا في حالة من التعب. حللت سادسا وسابعا في بطولات العالم (في الماراثون)، ولم أبلغ النهائي الأولمبي".
سيدافع بطل العالم 5 مرات عن لقبيه في 5 و10 آلاف م خلال بطولة العالم المقبلة في لندن (5 إلى 13 أغسطس/آب)، وأكد أنه لن يشارك في سباق الماراثون خلال أولمبياد طوكيو عام 2020. وقال في هذا الصدد "إنه بعيد جدا، افتقد عائلتي وأولادي يكبرون بسرعة هائلة. أغيب عن البيت 6 أشهر في السنة من أجل التدريب، وهذا يجعلني حزينا لعدم رؤيتهم وهم يكبرون".
دوبلانتيس نجم صاعد في الزانة
من جانبه، تلقى بطل مسابقة القفز بالزانة الفرنسي رينو لافيلني أول هزيمة هذا الموسم، لكنه أكد أنه ليس "قلقا". وحل لافيلني، صاحب الرقم القياسي للمسابقة (6.16 م)، ثانيا (5.81 م) بفارق المحاولات أمام البولندي بيوتر ليسيك، وخلف الأميركي سام كيندريكس (5.86 م). وحل السويدي من أصل أميركي أرماند دوبلانتيس ابن السابعة عشرة في المركز الرابع (5.71 م) متقدما بفارق المحاولات على بطل العالم 2015 في بكين، الكندي شون باربر.
ولد دوبلانتيس وترعرع في الولايات المتحدة الأميركية حيث لا يزال يقيم في لويزيانا، لكنه فضل الدفاع عن ألوان السويد بلد والدته، لاعبة السباعية والكرة الطائرة سابقا. وقال "قبل بطولة العالم للشباب عام 2015 في كولومبيا، لم أكن أعرف أي بلد سأمثل، لكن والدتي قالت لي أشياء كثيرة وجميلة عن الاتحاد السويدي لألعاب القوى، وشقيقي الأكبر اندرياس الذي هو قدوتي، مثل السويد".
وأضاف "هذا سيكون أفضل بالنسبة إلى مسيرتي نظرا للمنافسة الشرسة في الولايات المتحدة الأميركية حيث يتعين إحراز أحد المراكز الثلاثة الأولى في الاختبارات القوية جدا من أجل المشاركة في البطولات العالمية والأولمبية". وضمن دوبلانتيس المشاركة في بطولة العالم في لندن، وقال "سأخسر بعض أيام الدراسة وهذا ليس أمرا خطيرا لأن المدرسة ليست أولويتي في الوقت الراهن. لقد أحببت القفز بالزانة التي يتحكم بها العقل وانا املك تركيزا ذهنيا لا يؤثر عليه أي شيء"، مشيرا إلى أنه بدأ مسيرته في حديقة المنزل حيث نصب له والده الأدوات اللازمة لإجراء التمارين. وحذر قائلا "كان باستطاعتي تقديم الأفضل السبت. لا أريد أن اقول أني أفضل من كيندريكس أو لافيلني، لكني اعتقد بأني أملك فرصة منافستهما خلال بطولة العالم المقبلة".
وكانت لسيدات الولايات المتحدة الأميركية اليد الطولى في سباقات السبت فجاءت مورولايك أكينوسون أولى في 100 م (10.94 ث)، وتوري بويي في 200 م (21.77 ث أفضل رقم للعام الحالي)، وحلت 7 أميركيات من أصل 8 مشاركات في المراكز الأولى في سباق 100 م حواجز تقدمتهم جاسمين ستوارز (12.59 ث). واكتفت البطلة الأولمبية الجامايكية ايلين طومسون بالمركز الثالث في سباق 200 م، ووصيفتها الهولندية دافني شيبرز بالمركز الرابع، فيما كانت بويي صاحبة البرونزية في ريو 2016.
وحجزت الجنوب أفريقية كاستر سيمينيا لنفسها المركز الأول في سباق 800 م بزمن 1.57.78 دقيقة أمام الكينية مرغريت وامبوي والبوروندية فرانسين نيونسابا. وكما هي الحال لدى الرجال في المسافات الطويلة، كانت كينيا حاضرة وفازت فايث كيبيجون في سباق 1500 م (3.59.67 د) وتفوقت على مواطنتها هيلين اوبيري والبريطانية لاورا موير، فيما جاءت المغربية رباب العرافي رابعة (4.01.75 د).
أرسل تعليقك