واشنطن - مصر اليوم
تطلق منصة «غوغل آرت آند كلتشر» الجمعة ملفات تصويرية ثلاثية الأبعاد لـ17 موقعا تاريخيا مهددا بالانهيار حول العالم، ويقول مطورو التقنية إنها ستكون وسيلة لتسجيل وحماية مواقع التراث العالمي المهدد بالفناء.
وكانت التقنية قد استخدمت في عام 2017 لتقدير آثار زلزال مدمر أصاب كاتدرائية مدينة مكسيكو سيتي وهي أكبر مبنى من نوعه في أميركا الجنوبية. وجاءت التقنية الحديثة لتغني علماء الآثار عن اللجوء للوسائل التقليدية مثل استخدام السلالم الخشبية وغيرها من الوسائل التقليدية لتقدير حالة المبنى الذي يعود للقرن السادس عشر. التقنية التي طورتها شركة أميركية استخدمت لحصر وتسجيل أجزاء من الكاتدرائية لرصد التشققات التي قد تكون نجمت من الزلزال وجاء المسح الرقمي باستخدام كاميرات وضعت في الطابق الأرضي وتم توصيلها بكاميرات درون.
وطبقت التقنية على 17 موقعا أثريا عالميا من قائمة الآثار العالمية المهددة، وجاء إطلاق الأرشيف الإلكتروني على منصة «غوغل آرت آند كلتشر» في الأسبوع نفسه الذي دمر فيه الحريق أجزاء من كنيسة نوتردام في باريس، وهو ما يؤكد أهمية التقنية التي يمكن أن تقدم خدمة في غاية القيمة في حالات طارئة مثل حريق نوتردام وذلك حسب ما نقلت صحيفة «ذا غارديان» عن جون ريستفسكي، المدير التنفيذي لشركة «سايارك» التي وثقت النماذج الـ17.
اقرأ أيضًا:
علماء يتوصلون إلى بناة نصب "ستونهنج" الشهير في بريطانيا
وحسب تقرير الصحيفة، فقد خضعت نوتردام للمسح التقني منذ أعوام قام بها فريقان من جامعة كولمبيا وفاسار وهو ما قد يفيد عمليات البناء الترميمية القادمة للكنيسة.
وسيتمكن الأكاديميون ومصممو برامج الواقع الافتراضي من تنزيل النماذج الـ17 والموضوعة على «غوغل آرت آند كلتشر»، كما يمكن للمدرسين والمهندسين الاستفادة منها أيضا، وإن كانت الفائدة الكبرى ستصب في مصلحة ترميم الآثار المهددة. وبالنسبة للزائر العادي والمهتم بالآثار والثقافة فهي فرصة ذهبية لدخول لمواقع مثل معبد أبوللو في اليونان أو البيمارستان النوري في دمشق والذي يعود للقرن الـ12. أو المرور بصريا على سطح نصب جيفرسون بواشنطن.
وقال ريستفسكي للغارديان: «توفر المسوحات التقنية نماذج دقيقة ثلاثية الأبعاد لكامل المبنى موضوع البحث وهو ما سيمكن المختصين من تنفيذ رسومات هندسية تساعد في الترميم المادي للأثر». وتنضم النماذج الجديدة إلى عشرات من النماذج الموجودة على منصة غوغل للفن والثقافة «أوبن هيرتاج بورتال»، التي تسجل آثارا أخرى قد تتعرض للخطر في أي وقت.
وساهمت مؤسسة «سايارك» منذ تأسيسها في عام 2001 في توثيق أكثر من 200 موقع حول العالم بالتعاون مع الجهات المسؤولة عنها وجاءت الفرصة لإطلاقها إلكترونيا وذلك لتعريف الجمهور بها حسب ما قال ريستفسكي، الذي أضاف للصحيفة: «كان لدينا هذا الكنز ولم تكن لدينا وسيلة للتعريف به وجاءت الفرصة الآن لوضعه على الإنترنت». ويشير إلى أن معظم هذه المواقع «معقدة في أبعادها الثلاثية وبالنسبة للمختصين فإن محاولة اختصار ذلك لرسومات بسيطة يعد أمرا غاية في الصعوبة».
المهم في التقنية أنها أيضا تمنح الفرصة للجيولوجيين للاطلاع على مبان صعب دخولها وفحصها، وتضم الملفات الجديدة مواقع مختلفة من سوريا أعدها مهندسون محليون تم إمدادهم بوسائل تقنية حديثة من قبل الشركة للمساهمة في عملية المسح الرقمي. تشمل تلك المواقع كنيسة القديس حنانيا بدمشق، التي وإن كانت لم تتعرض للتدمير في الحرب الدائرة، فإنها تضررت من جراء فيضان حديث وتم مسحها تحسبا لأي ضرر قد يحدث مستقبلا.
قد يهمك أيضًا:
السُلطات الفرنسية تحاول إنقاذ "حُماة" كنيسة نوتردام قبل انهيارهم
متحف "منحوتات تشييادا" يفتح أبوابه مجددًا في إسبانيا
أرسل تعليقك