عمان ـ ايمان يوسف
اختلفت العادات والتقاليد في الأردن خلال شهر رمضان المبارك بين الماضي والحاضر، في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا والخيم الرمضانية. ويلجأ الأردنيون لتزيين بيوتهم من الداخل والخارج فيبدأون بوضع الفوانيس والأهلة المضاءة بألوان مختلفة على المنازل والنوافذ، كما يلجأ التجار إلى استيراد المواد الخاصة بزينة رمضان، كما تتزين الأسواق التجارية بالألوان المختلفة من الأهلة والفوانيس، التي انتشرت في الأردن في السنوات الأخيرة.
وما زال السهر ولعب أوراق الشدة وشرب الأرجيلة المختلف نكهاتها، من الطقوس الرمضانية المتبعة بعد الإفطار في الأردن. وأن ينهي الصائمون افطارهم ويتابعون برنامج المسابقات على القنوات المحلية والتي تعرض بالتزامن مع الإفطار، والتي اعتاد عليها الأردنيون لأعوام طويلة على الرغم من الانتقادات التي توجه لمقدمي هذه البرامج كل عام، فإنهم يتوجهون إلى المقاهي والخيم الرمضانية التي انتشرت بشكل كبير في الأردن، وتقدم هذه المقاهي المشروبات الرمضانية كالخروب والسوس والتمر هندي.
ويتزامن مع لعب أوراق الشدة تناول المشروبات الرمضانية كالخروب وعرق السوس والتمر هندي، إضافة إلى تناول الترمس والبليلة "الحمص المسلوق"، والفول المسلوق والتي تعتبر من التسالي الرمضانية. وتسيطر الولائم الرمضانية، عند موعد الافطار في أغلب البيوت الأردنية في هذا الشهر حيث تتنوع الأطعمة ما بين المنسف، وهي الطبق الشعبي الأردني، والمسخن والمعجنات والسلطات، وتلجأ ربات البيوت إلى الاستعانة بالمطابخ الإنتاجية الظاهرة التي بدأت بالانتشار في رمضان، حيث لم تكن هذه الظاهرة معروفة من قبل حيث تطلب السيدات من هذه المطابخ مساعدتها في إعداد سفرة رمضان.
وتتسابق المطاعم والفنادق والمقاهي لتقديم العروض المختلفة للزبائن والمسلية لهم، من خلال تقديم الطرب الشرقي أو المسرحيات الكوميدية سواء العربية أو المحلية. ولا يخلو رمضان في الأردن من موائد وطرود الخير التي يوزعها المحسنين على الفقراء والمحتاجين، إضافة إلى حملات التطوع المختلفة للشبان والشابات الذين يوزعون التمر والماء على السائقين المتأخرين عن موعد الإفطار.
وتزدحم الأسواق بالسلع الرمضانية التي يتناولها الصائمون كقمر الدين والقطايف الحلويات الرمضانية الأشهر في الأردن، والمكسرات والحلويات. وينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي البضائع المختلفة، فقد أصبح بعض التجار يلجأون إلى هذه المواقع لتسويق منتجاتهم المنزلية من الأطباق والأكواب الخاصة برمضان والمزدانة بألوان تناسب الشهر الفضيل. ولم تكن منتشرة في السابق عادة انتشار الملابس التراثية التقليدية للنساء، حيث أصبحت السيدات يتسابقن في اختيار ملابس خاصة لاستقبال ضيوفهم وتلبية لدعوات الأصدقاء والأقارب، فأصبح ارتداء العباءات المطرزة سمة للسيدات في هذا الشهر.
ولم تختف ظاهرة المسحراتي في الأردن، فما زال المسحراتي يتجول بين البيوت وفي الحارات لإيقاظ الناس على السحور. واختفت ظاهرة تبادل أطباق الأطعمة بين الناس عند وقت الإفطار، حيث كان في السابق يتبادلون الأطعمة التي يطبخونها في بيوتهم.
أرسل تعليقك