c سوق الحمير في مصر البيع والشراء بعقود وخبراء تثمين - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 19:35:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سوق الحمير في مصر البيع والشراء بعقود وخبراء تثمين

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - سوق الحمير في مصر البيع والشراء بعقود وخبراء تثمين

سوق الحمير
القاهرة- مصر اليوم

تشتهر مصر بأسواقها المختلفة والمتعددة، والتي تكون محددة بأيام معينة بحسب كل قرية ومدينة ومحافظة، ولكن في محافظة الجيزة يوجد سوق يقصده الآلاف يوم الجمعة من كل أسبوع رغم أن سلعته هي "الحمير".مع بزوغ الفجر من كل جمعة يسارع المزارعون و"العربجية" وتجار الحمير إلى هذه السوق الموجودة بمنطقة البراجيل شمالي الجيزة، ولها شهرة واسعة بين راغبي بيع أو شراء الحمير.السوق مقامة على مساحة فدان ونصف الفدان وتستوعب ما يقرب من 1000 رأس من الحمير على وجه الخصوص وبعض الخيول، ويعود تاريخ إنشاءها لأكثر من 50 عاما حسب بعض المتعاملين بها.

وقت الذروة والتكدس وأوج عمليات البيع والشراء تكون في تمام السادسة صباحا وفق ما رصده موقع سكاي نيوز عربية. في هذا التوقيت تتعالى الأصوات، ويقف منادٍ على كل شادر يصفق وينادى، حتى يجذب الزبائن إلى البضاعة التي يصفها بعبارات مثل أجمل أنواع الحمير، أو حمير ذات أصل "متربية على الغالي"، "تعالى خد حمارك وهتشوف الفرق بين أرضك وأرض جارك".بمجرد الدخول إلى سوق البراجيل، تري الحمير متراصة عن اليمين وعن اليسار، وكل منها له لون وسن وحجم وسعر، ويتبارى أصحابها في تقديم أسعار تنافسية للفوز بعمليات البيع قبل بزوغ الشمس.

تجد في السوق بجانب قطعان الحمير، تزاحما بين راغبي الشراء والسماسرة وخبراء متخصصين في عملية تقييم السعر العادل وحقيقة سن الحمار ويستعين بهؤلاء الخبراء على وجه الخصوص من جاء السوق للشراء لأول مرة ويخشى أن يتم النصب عليه.الخبرة هنا لم تكن نتيجة دراسة في مدراس أو جامعات، ولكن ممارسة عبر حضور عمليات بيع وشراء للحمير على مدى عشرات السنين، حتى أصبح من يملكها يتكسب من ورائها 50 جنيها لكل عملية بيع يقوم بإتمامها ويتحملها المشتري.

وبينما تضج السوق بأصوات المنادين المختلطة مع صهيل الخيول ونهيق الحمير، يجلس المعلم سعداوي صابر (58 عاماً) أحد أكبر تجار الحمير بسوق البراجيل متذكرا أجمل أيامه هذه السوق، التي قال إنه جاء إليها منذ نعومه أظافره."أعمل بهذه المهنة منذ 40 عاماً، وكانت مهنة أبويا وجدي"، بهذه الجملة بدأ صابر ذو الأصول الصعيدية حديثه مع "سكاي نيوز عربية".وفقا لصابر فإن أسعار الحمير تتراوح تبدأ من 800 جنيه لتصل إلى 4 آلاف جنيه، وتنوع الأسعار يرضى جميع الشرائح حسب حاجة كل شخص.

وأكد أنه رغم أهمية الحمار الذكر في بعض الأعمال الشاقة وخاصة جر العربات الكارو الحمولات الكبيرة، فإن الأغلى ثمنا هي أنثي الحمار لأنها لا تكل عن العمل ولا تأكل كثيراً ويكثر الطلب عليها من الفلاح، علي عكس ذكر الحمار الذي يعمل ببطىء وكثير النشوذ والرفس.ويتابع أن الفرق في السعر حسب عمر الحمار وقوة البنية، حيث يتم التعرف علي عمر الحمار من "فحص الأسنان" وهذا الأمر الذي يحتاج خبرة كبيرة، بالإضافة لضرورة التأكد من عدم وجود جروح أو كدمات في جسم الحمار أثناء عملية البيع أو الشراء، وأن الكثير لا يفضل الحمير التي تعاني من جروح لأنه دليل على أن قواها قد خارت.

تمر عملية الشراء والبيع في السوق تحت رقابة المجلس المحلي للقرية، وهو المسؤول عن وضع أسعار استرشادية للسوق، ويحصل على 5 جنيهات عن كل عملية بيع أو شراء، وفقا لبعض تجار السوق.وكما هو الحال في شراء سيارة أو فإن بيع أو شراء الحمير يتم داخل السوق عبر ورقة تشبه التعاقد حفظا للحقوق."مفيش حمار بيتباع من غير ورقة المبايعة وهذا ضمان للمشتري خشية أن يكون الحمار مسروقا. وهذه الورقة تحمل اسم البائع ورقم بطاقته الشخصية"، هكذا قال سعداوي صابر.

منبع الحمير القوية والعفية هو صعيد مصر، حيث يهتم أصحابها بأكلها ورعايتها جيدا، مما يجعل الصعيد مقصدا للعديد من التجار يشترون الحمير الجيدة من هناك ويأتون بها لسوق البراجيل لبيعها وتحقيق مكاسب، وفقا لسعداوي الذي أكد أنه يفعل هذا الأمر منذ أكثر من 25 عاما.كارم السيد، يعمل عربجي، وحضر إلى السوق لشراء حمار يجر عربته، قال لـ"سكاي نيوز عربية" إن أسعار الحمير ترتفع في مواسم الحصاد، حيث يعتمد الفلاح علي الحمير بشكل كبير في تحميل المحاصيل وكذلك تسميد وحرث الأرض.
 وأضاف كارم أن الحمار يكلفه 200 جنيه شهرياً نظير طعامه، مؤكدا أنه تعود على تقدير تعب الحمار وتحمله الظروف والعمل الصعب ولذلك لا يتأخر عنه في طعام أو شراب.الدخول إلى السوق يتم بدون رسوم ولكن دخول السوق ليس كالخروج منها، فموظفي بوابة السوق التابعين للمجلس القروي يحصلون عن كل حمار خارج 5 جنيهات كرسوم استخدام لمرفق من مرافق القرية.

ومن أجل تلبية لوازم الحمير أو الخيول فإن السوق يوجد بها منطقة مخصصة لبيع إكسسوارات وزينة الحمار من "بردعة ولجام"، وكذلك يوجد قصاصون "حلاقون" يقومون بعمل قصات مميزة تعطي جمالا لشكل الحمير قبل أن يعود به مشتريه إلى بيته، مقابل 10 جنيهات للقصة.انتقد سعداوي سوء رعاية الحمار عند مالكه وعدم الرقابة البيطرية، قائلاً: "منذ 10 سنوات تقريباً كان يوجد بالسوق طبيب بيطري يقوم بالكشف على الحمير، ولكن هذا الأمر اختفى الآن مما أثر بالسلب على صحة الحمير وجودتها".وكما هو الحال في الأسواق العالمية التي تأثرت بفيروس كورونا، فإن سوق الحمير في البراجيل بالجيزة تأثرت هي الأخرى من تداعيات الفيروس التاجي، حيث أصبحت تعاني ركودا كبيرا لدرجة دفعت بعض التجار لخفض الأسعار بشكل كبير وصل إلى 500 جنيه في بعض الأحيان من أجل الحفاظ على استمرار حركة البيع والشراء بالسوق وعدم توفقها تماما، وفقا لما ختم به سعداوي صابر حديثه مع "سكاي نيوز عربية".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الحكومة الدنماركية تتخلى عن قانون طاري لإعدام حيوانات المنك

الدنمارك تعدم مئات الآلاف من حيوانات المنك

    
    
    

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوق الحمير في مصر البيع والشراء بعقود وخبراء تثمين سوق الحمير في مصر البيع والشراء بعقود وخبراء تثمين



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
  مصر اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 08:16 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
  مصر اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:02 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الفرنسي هيرفيه رونار يعود لتدريب منتخب السعودية

GMT 17:24 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

جهاز مبتكر ورخيص يكشف السرطان خلال ساعة

GMT 08:38 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس

GMT 08:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 08:11 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

GMT 23:15 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

كلام سيادتكم خاطىء

GMT 12:39 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ميلان يدرس تجديد عقد كيسي حتي 2026
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon