ركّز الملك عبدالله الثاني، خلال فعاليات "المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، على زيادة أُطر التعاون الاقتصادي والأمني بين الأردن وعدد من الدول المشاركة، خلال اللقاءات التي عقدها مع عدد من رؤساء الدول وكبار المسؤولين المشاركين في المنتدى الذي عُقد في البحر الميت.
وأكد الملك الثاني، على أهمية إنجاز الاتفاقات الاقتصادية بين الأردن وجمهورية مقدونيا، خلال اللقاء الذي جمعه مع رئيس جمهوريتها جورجي إيفانوف، كما تناول اللقاء جهود محاربة التطرف، ضمن إستراتيجية شمولية، ما جرى تأكيده أيضًا خلال لقاء الملك مع رئيس جمهورية كوسوفو هاشم ثاتشي، إضافة إلى تأكيد أهمية تعزيز التعاون في المجال السياسي بين البلدين.
وبحث الملك الثاني، مع كلّ من رئيس جمهورية النيجر محمد يوسفو ورئيس جمهورية قبرص نيكوس أناستاسيادس، آليات تعزيز العلاقات بين البلدين، وسبل تطويرها، وتطرق اللقاء مع أناستاسيادس إلى الأعباء المتزايدة التي يتحملها الأردن جراء استضافة اللاجئين السوريين.
ومن جانبه، دعا الرئيس القبرصي المجتمع الدولي إلى دعم المملكة لتمكينها من الاستمرار في تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية للاجئين، مشيدًا بجهود الأردن في هذا المجال، كما جرى بحث علاقات التعاون مع رئيس وزراء جورجيا جيورجي كفيركاشفيلي، وسبل تطويرها في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية، إضافة إلى التطورات التي تشهدها المنطقة، وجهود الحرب على التطرف.
وتناول اللقاء أهمية فتح خط جوي مباشر بين الأردن وجورجيا، والذي من شأنه أن يساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياحية، وبناء شراكات بين مؤسسات القطاع الخاص في البلدين.
وخلال لقائه الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، بحث الملك علاقات التعاون والشراكة الإستراتيجية بين الأردن والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى القضايا الإقليمية الراهنة، وأكدت موغيريني أن الأردن عامل استقرار مهم في منطقة الشرق الأوسط، مشيدة بالدور الذي تقوم به المملكة في ما يتعلق بالملف السوري، كما تم استعراض الأعباء الناجمة عن استضافة الأردن للاجئين السوريين والضغوط التي نتجت على موارده.
إضافة إلى ذلك، التقى الملك بحضور الملكة رانيا العبدالله، وزير الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندي أحمد حسين، وجرى تناول آفاق التعاون بين الأردن وكندا، وسبل تعزيزها، خصوصًا في المجالات الإغاثية والإنسانية، فضلًا عن استعراض أعباء أزمة اللجوء السوري على الأردن، والجهود التي تبذلها المملكة في تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم.
وأشاد الوزير الكندي بدور الأردن في استضافة اللاجئين السوريين، مؤكدًا استعداد بلده لتقديم الدعم للمملكة لمساعدتها على تحمّل أعبائهم، واستضافة كندا مزيد من اللاجئين السوريين الموجودين في الأردن، كما جرى تأكيد التعاون التجاري والاقتصادي والسياحي بين الأردن وكوستاريكا خلال اللقاء مع وزير الخارجية غونزاليس سانز، وأهمية الاستفادة من تجربة البلدين المتقدمة في مجالات الطاقة المتجددة، وكذلك الاستفادة من خبرات كوستاريكا في مجال التأقلم مع التغيّر المناخي.
وناقش الملك مع وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين، الأوضاع الإقليمية، لا سيما في سورية والعراق، إضافة إلى الجهود الإقليمية والدولية في محاربة الإرهاب ضمن إستراتيجية شمولية، وكذلك سبل تعزيز عمل التحالف الدولي في هذا الخصوص.
والتقى الملك الثاني، وزير خارجية النروج بورغ براند، وجرى بحث علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وآليات تطويرها، إضافة إلى مجمل القضايا الإقليمية الراهنة. والتقى المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي.
وفي إطار آخر، استقبل الملك عددًا من الأطباء الأردنيين المتميزين في الولايات المتحدة، الذين يشاركون في اجتماعات المنتدى، وأعرب عن فخره واعتزازه بجميع الكفاءات الأردنية في الخارج، وما تُحققه من إنجازات في الميادين المختلفة، مؤكدًا أهمية التواصل مع المغتربين الأردنيين من أصحاب الكفاءات المتميزة، لا سيما في المجال الطبي، للاستفادة من خبراتهم في تنمية القطاع الطبي والصحي في المملكة، وزيادة تنافسيته، وخصوصًا قطاع السياحة العلاجية.
واستقبل الملك مجموعة من الشباب الأردنيين الذين تم اختيار شركاتهم من ضمن 100 شركة عربية ناشئة، للمشاركة في اجتماعات المنتدى، والمهندسة الأردنية عبير صيقلي، التي ابتكرت وصممت خيمًا للاجئين تستمد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وتعمل على جمع مياه الأمطار وتخزينها لاستخدامها في ما بعد.
إلى ذلك، حضر الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله جلسة "أردن الريادة والإبداع"، التي ركزت على نماذج لقصص نجاح في الطباعة الثلاثية الأبعاد، والتصميم والعمارة، والريادة الاجتماعية، والتمويل للشركات الصغيرة والمتوسطة، وتطوير البرمجيات.
وشارك في الجلسة رئيس مجموعة "إكسبيديا" العالمية أمان بوتاني، والرئيسة التنفيذية لشركة "كامن" ريم خوري، والرئيس التنفيذي لشركة "لوا" أحمد مور، والمديرة المشاركة في أسبوع عمان للتصميم عبير صيقلي، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "أسبير" جو كوشل شاه، والشريك المؤسس لشركة "ميكسد دايمنشنز" مهند تسلق.
وسلطت الجلسة الضوء على قصص النجاح والخطوات الواجب اتخاذها لتشجيع الرياديين الشباب، وتطوير البنية التحتية والقوانين الداعمة لبيئة الإبداع، وتكثيف نشاط حاضنات الأعمال ومسرعاتها، وكيفية دخول الأسواق العالمية وجذب استثمارات من رأس المال المغامر.
وخلال الجلسة أعلن أمان بوتاني افتتاح مجموعة "إكسبيديا" مكتبًا لتطوير البرمجيات في العاصمة عمّان سيضم 250 مطورًا ضمن خطط الشركة لضمّ المواهب الأردنية إلى فريق الهندسة في المجموعة ذات الانتشار العالمي.
أرسل تعليقك