القاهرة - سهام أبوزينة
كشف موقع "بلومبيرغ الإخبارى الأميركى فى تقرير له الأربعاء أن قبرص تقترب الآن من توقيع اتفاق لبيع الغاز لمصر، وذلك فى ثاني أكبر صفقة كبيرة محتملة من هذا النوع يتم الإعلان عنها فى غضون أسبوع واحد، وهو ما سيجعل مصر مصدرًا إقليميًا للطاقة فى منطقة الشرق الأوسط، عقب بدء عملية التشغيل الفعلية لحقل ظهر المصري للغاز.
ونقل موقع بلومبيرغ عن جيورجيوس لاكوتريبيس وزير الطاقة القبرصي أن بلاده تسعى إلى بيع الغاز لمصر وإمدادها به من حقل «أفروديت» الذى اكتشفته شركة "إينك" للطاقة مؤخرًا في قبرص، والذي يحتوى على 4٫5 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وأضاف أن منشأتي دمياط وإدكو للغاز الطبيعى المسال في مصر تبعدان فقط 400 ميل بحري أى ما يعادل 645 كليومترا مربعا - عن جنوب قبرص، وهو ما يعني أن عامل قرب المكان سيمكن مصر من إعادة تصديره عقب استيراده من هذا البلد نظرا لانخفاص تكلفة نقله.
وأوضح التقرير أن مصر التي اعتادت تصدير الغاز إلى إسرائيل والأردن عبر خطوط الأنابيب من المتوقع أن تفي باحتياجاتها كافة من الوقود فى وقت لاحق العام الجاري بفضل بدء عملية الإنتاج الفعلية من حقل ظهر».
وأضاف أن الأمر من شأنه تمكين مصر، الدولة الأكبر سكانًا في العالم العربي، من تصدير هذا النوع من الطاقة للخارج مرة ثانية، وأشار إلى أن القانون المصري يسمح للشركات الخاصة العاملة في مجال الطاقة كشركة "دولفينوس" القابضة باستيراد الغاز وبإعادة تصديره من منشآت الغاز الطبيعي المسال الموجودة داخل البلاد.
ونقل الموقع عن وزارة البترول المصرية أن مصر تمضي قدمًا في تنفيذ خطتها الرامية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى بنهاية العام الجاري وتحقيق فائض يمكن تصديره بدءً من العام المقبل 2019، ثم التحرك باتجاه أن تصبح مصر مركزا إقليميًا للطاقة فيما بعد»، وأضاف "أن هذا الأمر يتضمن استيراد الغاز الآن من دول شرق المتوسط، من بينها إسرائيل وقبرص» وإعادة تصديره.
يذكر أن شركتى "نوبل إينرجي" الأميركية ومقرها ولاية تكساس ونظيرتها الهولندية "رويال داتش شل بي.إل.سي" تمتلكان نسبة تقدر بنحو 35% من أسهم حقل «أفروديت» القبرصي، بينما تسيطر شركة "ديلك" الإسرائيلية على إجمالى ما تبقى منه، وقد اقترحت الأخيرة ونوبل إينرجي تصدير 64 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعى إلى شركة "دولفينوس" المصرية القابضة بدءً من 2020، وتتوقع "ديلك" الإسرائيلية للطاقة أن حقل ظهر المصرى سيلبى كل احتياجاتها من الغاز بحلول 2023.
و نقل الموقع عن ستيفين فوليرتون أحد المحللين الاستراتيجيين فى مجال الطاقة بشركة "وود ماكينزي" الأميركية لأبحاث واستشارات الطاقة والمعادن والتعدين قوله فى اتصال هاتفى إنه : «يجرى الآن التنقيب عن العديد من الاكتشافات الجديدة فى المياه القبرصية، ومن المرجح العثور على مزيد من حقول الغاز الطبيعى بها، وفى حالة الحصول على مزيد من اكتشافات الغاز الطبيعى فى المياه القبرصية، فإن ذلك الأمر سيجعل من الضرورى لقبرص أن تبحث عن طريق لتصديره، ومصر هى الخيار المحتمل وبمعدلات كبيرة فى مثل هذه الحالة لكي تكون مسارًا للتصدير».
أرسل تعليقك