القاهرة - سهام أبوزينة
أعلن المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة أن تنمية الابتكار وربط البحث العلمي بتطوير الصناعة، يأتي على رأس محاور استراتيجية وزارة التجارة والصناعة لتعزيز التنمية الصناعية والتجارة الخارجية 2020، مشيرًا إلى أن هذا الربط بين مخرجات البحث العلمي والقطاعات الصناعية أصبح أمرًا لا غنى عنه في ظل التطورات التكنولوجية الهائلة في كافة المجالات وهو الأمر الذي يتطلب بذل المزيد من الجهود للاهتمام بالبحوث والابتكار والتعليم لتحقيق التوافق مع توجهات الصناعة.
وجاء ذلك خلال زيارة الوزير لمقر الجامعة الألمانية بالقاهرة للاطلاع على أحدث مشروعات الجامعة في مجالات البحث العلمي والتصنيع، وقد رافق الوزير خلال الجولة الدكتور أشرف منصور رئيس الجامعة والمهندس أحمد عبد الرازق رئيس هيئة التنمية الصناعية . وقال الوزير إن الجامعة الألمانية بالقاهرة تمثل صرحًا كبيرًا للأنشطة الصناعية وتعد الأولى بين مختلف جامعات العالم التي تحتوى على مركز صناعي بحثي، لإنتاج وتصنيع الآلات بالمجمع الصناعي بالجامعة بإجمالي مساحة تبلغ 40 ألف متر مربع، مشيرًا إلى أن هذا المركز يمثل منصة ممتازة لتسليط الضوء على التكنولوجية المتقدمة والمستخدمة في الصناعة الألمانية والإمكانات والقدرات الهائلة، التي تتمتع بها هذه الصناعة لمساعدة المستثمرين المصريين والإقليميين في تنمية المنطقة العربية وأفريقيا.
وأضاف أن الجامعة الألمانية بالقاهرة تنفرد بإنشاء المجمع الصناعي البحثي بها منذ عام 2006 والذي يستهدف توطين التكنولوجيات العالمية الحديثة، من أجل إتاحتها على المستوى القومي على عدة محاور تتضمن تأهيل طلاب والدارسين من خلال التعرف على أحدث وسائل التكنولوجيا وطرح الحلول والمقترحات العلمية للمساهمة في حل مشكلات الإنتاج والتصنيع المحلي.
وأوضح قابيل أن الجامعة بصدد افتتاح مركز للتميز بحلول شهر أبريل/نيسان المقبل بالتعاون مع شركة دي إم جي موري الألمانية بهدف تقديم أحدث الوسائل التكنولوجية المستخدمة في مجال صناعة أدوات ماكينات التقطيع ومخارط السي إن سي والتكنولوجيا الخاصة بماكينات التفريز لخدمة المصنعين في مصر والعالم والعربي وقارة أفريقيا، لافتًا إلى أن الجامعة الألمانية بالقاهرة تتمتع بعلاقات وثيقة مع عدد كبير من شركاء التنمية وخاصةً الشركاء الصناعيين وعلى رأسهم رواد الصناعة الألمانية أمثال شركة فلدر وشركة والتر وشركة ترومف وزيك.
كما تفقد الوزير المدينة الشمسية بالجامعة والتي تم إنشاؤها بالتعاون مع شركة دي إم جي موري لحلول الطاقة باعتبارها إحدى الشركات الألمانية العالمية الرائدة في مجال إنتاج الطاقة الشمسية حيث أكد قابيل أن المدينة الشمسية تعكس الخبرة الألمانية الطويلة والمعرفة الشاسعة في مجال التكنولوجيا وتطبيقاتها المتنوعة، وتستهدف بناء القدرات المصرية لحل القضايا البحثية الخاصة بتوليد الطاقة خاصةً في ظل التحديات المناخية الراهنة فضلاً عن استكشاف التقنيات المبتكرة لتخزين الطاقة وتعظيم فوائدها، لافتاً إلى أن الجامعة تقدم لمصر والعالم نموذجا فريدا لمشروع متكامل للطاقة النظيفة يحول الحرم الجامعي إلى مصدر مستقل للطاقة المستدامة حيث لا يقتصر دور المحطة على الإنتاج فقط ولكنها تعد أيضا مخزن للطاقة لاستخدامها لاحقاً على نطاق واسع.
وأضاف قابيل أن المدينة الشمسية بالجامعة الألمانية بالقاهرة حظيت باهتمام دولي كبير حيث حضر المؤتمر التجريبي الذي انعقد خلال شهر أبريل/نيسان عام 2016 لإطلاق المدينة وفد دولي كبير برئاسة ستاتسكرتار أوي بكمير، نائب وزير الدولة لشؤون الاقتصاد والطاقة الألماني.
وزار الوزير خلال جولته بالجامعة مختبر لتصنيع آلات وروبوتات النانو وهو يمثل قلعة للتصنيع المحلي المعملي لأنظمة التحكم القائم على المغناطيس لآلات وروبوتات النانو تحت إشراف لفيف من أساتذة وباحثي كليات الهندسة والصيدلة والتكنولوجيا الحيوية، مشيرًا إلى أن هذا المعمل قد نجح في تطوير الأنظمة الكهرومغناطيسية للتحكم اللاسلكي ووسائل توصيل الدواء المغناطيسية بالجسم وذلك بالتعاون مع فرق المختبرات الأخرى من الولايات المتحدة وسويسرا وألمانيا.
وتفقد قابيل مختبر ARAtronics المعني بتطوير أجهزة الاستشعار الدقيقة الجديدة والمحركات للقياس والتحكم في نطاق تكنولوجيا النانو حيث يعتمد المعمل على تنوع مجالات العلوم لتطوير الحلول الممكنة لتطبيقات الميكاترونيكس في البحث والصناعة، لافتاً إلى أن المختبر يضم باحثين ذوي خلفيات أكاديمية وبحثية متنوعة حيث يتعاون المختبر مع عدة جامعات تتضمن جامعة تكساس التقنية، ومركز العلوم الصحية بالولايات المتحدة الأميركية، وجامعة "ميثوديست الجنوبية" الأميركية واللجنة الدائمة للمفاهيم المستدامة الألمانية ومعهد بحوث البيئة المستدامة "رايز" بالجامعة الأميركية بالقاهرة.
أرسل تعليقك