c المسلسلات التاريخية والدينية خارج سباق الدراما الرمضانية لأنها ليست مربحة - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لأن إنتاجها يحتاج الى كلفة عالية وإلى منتج متميز

المسلسلات التاريخية والدينية خارج سباق الدراما الرمضانية لأنها ليست مربحة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - المسلسلات التاريخية والدينية خارج سباق الدراما الرمضانية لأنها ليست مربحة

الفنان أشرف عبد الغفور
القاهرة - إسلام عبد الحميد

مع بداية شهر رمضان المبارك يبدأ السباق الرمضاني للدراما. فهناك ما يقرب من 30 مسلسلًا متنوعًا يعُرض حاليًا خلال الشهر الكريم، ولكن في ظل كل هذه الأعمال الدرامية تظل المسلسلات التاريخية والمسلسلات الدينية كما يطلق عليها البعض، غائبة عن الأعمال الدرامية في هذا الرمضان. فبين الحين والآخر حينما نسمع عن مسلسل تاريخي وإذا سمع البعض عن أحد المسلسلات التاريخية يظل حبيس فئة صغيرة ولا يحقق رواجًا سريعًا، فما سر اختفاء الأعمال التاريخية من الدراما في رمضان؟ وهل الأزمة لدينا هي أزمة فكر وكتابة؟ أم أزمة إنتاج؟ هذا ما حاولنا معرفته من عدد من الكتاب والنقاد والفنانين.

في البداية يرى الفنان أشرف عبد الغفور أن غياب المسلسلات الدينية يرجع إلى سيطرة شركات الإعلان على الإنتاج والتسويق، لأنها بالنسبة اليهم سلعة غير رائجة ولا تجلب إعلانات، موضحًا أن شركات الإعلانات مسيطرة على الدراما التلفزيونية منذ سنوات، بالإضافة إلى أن القطاع العام والدولة انساقا وراء القطاع الخاص  والخضوع لآليات التسويق والربح.

ويؤكد عبد الغفور أن مسؤولية الدولة أن تعود هي في أن تعود الى إنتاج مثل هذه الأعمال، لأن القطاع الخاص لا يهمه مثل هذه الأعمال الهادفة والمفيدة، موضحًا أن الناس تستقي معلوماتها من الشاشة، ولا يوجد من هو مهتم بالقراءة بالشكل الجيد، لافتًا إلى أن الدراما أسرع وسيلة للتوصيل لأنها تدخل إلى العقل والقلب والوجدان مباشرة،  والأولى بنا أن ننتج أعمال توصل تعاليم ديننا الحنيف والصحيح لشبابنا الذي يُصطاد ويُضلل به، وهذه مهمة الدولة بالدرجة الأولى، ولدينا مؤسسات في الدولة تنتج ومنها قطاع الإنتاج شركة "صوت القاهرة" للصوتيات والمرئيات، والشركة "المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي"، جهاز السينما، كل هذه أجهزة ملك للدولة والمسؤولة عن تغطية هذا النقص في حياتنا.

ويقول المخرج مصطفى الشال، إن المسلسلات الدينية يُنظر اليها على أنها مسلسلات لا يشاهدها الجمهور، نظرًا لأن ثقافة معظم الشعب إن لم تكن الغالبية لا تحب اللغة العربية التي تستخدم في المسلسلات الدينية.

ويوضح الشال أن الدولة ممثلة في التلفزيون وقطاع الإنتاج توقفت عن إنتاج المسلسلات الدينية منذ عام 2010، نظرا لتكلفتها المرتفعة والعزوف عن تلك المسلسلات التي لا ترغب أغلب القنوات في عرضها خلال شهر رمضان المبارك.

ويطالب الشال الدولة بضرورة انتاج مسلسل أو أثنين من المسلسلات الدينية التي تبث القيم الأخلاقية والدينية لدى المجتمع، موضحًا أن الدراما لا تقل أهمية عن التعليم والثقافة، مشددًا على ضرورة أن تقوم الدولة بفرض ميزانية خاصة لإنتاج المسلسلات الدينية والثقافية، فالدراما الدينية تقدم المثل والأخلاق التي يفقدها المجتمع فنتيجة المسلسلات التي تهدف إلى الربح بعرض المشاهد الخارجة والألفاظ والعنف والبلطجة، موضحًا أن القطاع الخاص يهمه الربح في المقام الأول والأخير ولا يعنيه ما يقدمه للمشاهدين في بث مشاهد العنف و"قلة الأدب" على حد قوله.

وعن الدراما الحالية يوضح الشال أنها دراما استهلاكية وليس لها علاقة بالدراما الحقيقية التي تقدم أعمالا نافعة ومفيدة للمشاهدين، ولكنها للاستهلاك وللربح في المقام الأول والأخير.

وتقول الناقدة الفنية حنان شومان أن تكلفة إنتاج المسلسل الديني تمثل أضعاف إنتاج المسلسل المعاصر، وهو يُباع بنصف الثمن أو أقل، فهو كمشروع تجاري خاسر، ولأن المسلسل الديني يحتاج الى كاتب يبحث عن قصة جديدة لم يتم عرضها، أو إلقاء الضوء عليها بشكل جيد، وهذا  يحتاج بحث وجهد كبير من الكاتب، بينما الكتاب يستسهلوا، فأكبر مسلسل درامي حديث يستغرق ثلاثة أشهر كتابة وهذا مستحيل أن يتم في المسلسل الديني فكتابة مسلسل ديني قيم يحتاج من سنة إلى ثلاث سنوات من العمل الدؤوب، في حين أن كتابة المسلسل المعاصر يستغرق ثلاثة أشهر ويحقق مكاسب أكبر، موضحة أن قدرات الكتاب حاليا لا تسمح لهم بكتابة مثل هذه الأعمال الدينية.

وتوضح أن المسلسل الديني يجب أن يحظى بموافقة الأزهر، مما يمثل إعاقة أمام إنتاج المسلسل.وتقول شومان أن أي مسلسل له ثلاثة أطراف منتج وعارض ومشاهد، وهم جميعًا غير متحمسين للمسلسلات الدينية، وآخرهم المشاهد، موضحة أن مسلسل يوسف وهو إيراني له مشاهدة عالية جدا، وبما أنه لا يوجد مسلسلات دينية، فالمشاهد لن يقدم على مشاهدة تلك المسلسلات، لأنه غير متعود على مشاهدة المسلسل الديني.

ويرى المؤلف محمد أمين راضي أن الأمر يعود للكاتب فربما يكون بعض الكتاب لا يفضلون كتابة الأعمال الدرامية التاريخية أو كما يطلق عليها البعض مسلسلات دينية، فالكاتب قد لا يجد نفسه في هذا النوع من الكتابة وبالتالي لا نجد كثرة في الأعمال التاريخية خاصة إذا كان الاعتقاد أنها لن تلاقي تجاوب مع الجمهور.

بينما يختلف معه المؤلف عمرو سمير عاطف حيث يرى أنه هناك العديد من المؤلفين المتخصصين في هذا النوع من الكتابة ولكن السبب يرجع لعامل الإنتاج فالمسلسلات التاريخية تكاليف إنتاجها عالية وتحتاج منتج متحمس لإنتاجها، خاصة وأنها تختلف من مسلسل لآخر فمسلسل مثل إمام الدعاة أحداث المسلسل تشبه أحداث حياتنا اليومية بعكس مسلسل تاريخي آخر يتطلب ديكورات وملابس تناسب الأحداث التي يجسدها المسلسل وهذه العناصر تكلف المنتج وبالتالي هذا سبب عزوف المنتجين عن إنتاج المسلسلات التاريخية.   

ويقول الناقد الفني رامي عبد الرازق أن مصطلح "مسلسل ديني" مصطلح خاطئ لأن ما يُطلق عليه اسم مسلسل ديني هو في الأساس مسلسل تاريخي يحكي عن حقبة تاريخية معينة بها أحداث سياسية وارتبطت بها شخصية مرتبطة بالدين، فبالتالي هو مسلسل تاريخي وليس دينيا فنحن نعاني من "فوضى المصطلحات".

ويُرجع عبد الرازق سبب غياب المسلسلات التاريخية إلى أن كتابة المسلسلات التاريخية تحتاج إلى جهد وبحث ومعايشة الحقبة التاريخية والشخصيات، وللأسف في الوقت الحالي ليس لدينا مؤلفين أمثال محفوظ عبد الرحمن وتجارب أسامة أنور عكاشة فهذا النوع من الكتاب ليس موجود على الساحة الفنية، باستثناء تجربة شيخ العرب همام للكاتب عبد الرحيم كمال التي بنيت على شخصية حقيقية هي شيخ العرب همام.

ويرى "عبد الرازق" أن الأزمة تتمثل في الكتابة وليست أزمة إنتاج، فلا يجب الحديث عن أزمة إنتاج والفنانين يتقاضون مبالغ هائلة عن أعمالهم، فأجر عادل إمام حينما يتقاضى 40 مليون جنيه في المسلسل الواحد هذا يكفي لإنتاج مسلسلين تاريخيين .

ويضيف أن الأمر يرتبط بالعرض والطلب التجاري لأن ما يحكم صناعة الدراما هي الإعلانات التي تتوقف على أسماء النجوم أو طبيعة الموضوعات التي تجذب الجمهور.

ويُفسر عبد الرازق سبب نجاح مسلسل "إمام الدعاة" بأنه يعد من مسلسلات السيرة الذاتية لأنه يتناول حياة شخصية منذ الطفولة وحتى الميلاد ولا يفرق عن مسلسل "أم كلثوم"، ونجاح مسلسلات السيرة الذاتية يتوقف على الشخصية المختارة ومدى قربها من الناس ومثال ذلك تجسيد الفنان حسن يوسف لشخصية الشيخ محمد متولي الشعراوي وشخصية الإمام المراغي ومع ذلك فالجمهور يتذكره في إمام الدعاة أكثر، وبالتالي يتوقف على الشخصية التي يتم تجسيدها وشخصية الفنان والمعالجة الدرامية، لأن الدراما ظلمت شخصية تحية كاريوكا وإسماعيل ياسين فالمعالجة الدرامية وضعف مستوى الكتابة ظلمهما.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسلسلات التاريخية والدينية خارج سباق الدراما الرمضانية لأنها ليست مربحة المسلسلات التاريخية والدينية خارج سباق الدراما الرمضانية لأنها ليست مربحة



ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon