لندن - كاتيا حداد
شهدت صناعة الأزياء على مدى عقود مضت، تنوعًا واضحًا على منصات العرض، وصفحات المجلات اللامعة، ولكن هذا الأسبوع كانت بمثابة لحظة محورية لعالم البيض فيما يخص الأزياء الراقية، وتم تعيين إدوارد إنينفول رئيس تحرير مجلة فوغ البريطانية، وسرعان ما كشفت "غوتشي"، عن حملتها الأخيرة التي احتوت على عارضات أزياء من السود فقط، ويعدّ تعيين إنينفول رسالة قوية في عالم الأزياء التي يقودها في الغالب البيض، ومُنح إنينفول جائزة OBE عام 2016، لتقديم خدمات للتنوع في مجال الأزياء، وتم الإعلان عن تعيينه بواسطة صديقته منذ فترة طويلة نعومي كامبل، والتي وصفت تعيينه بأنه "لحظة تاريخية"، وذهب الاثنان معا إلى قصر باكنغهام، واستغلوا الفرصة لإدانة رفض عالم الأزياء المستمر، لاحتضان أعراق مختلفة.
وأضاف إنينفول "إذا وضعت عارضة واحدة غير بيضاء في عرض ما، أو حملة إعلانية هذا لن يحل المشكلة، نحن بحاجة إلى معلمين في الجامعات وتدريب داخلي، ونحن بحاجة إلى أشخاص من خلفيات عرقية مختلفة في جميع أنحاء هذه الصناعة، هذا هو الحل حقا"، واعتبرت ينيا هانت مدير الأزياء في Elle أن تعيين إنينفول وحملة غوتشي الأخيرة، فضلا عن صور الفنان الماليكي ماليك سيديبي لثقافة الشباب، دليل على أن هذا العام يعدّ عام التنوع في الموضة والأزياء، وتابعت هانت "المكاسب التي تحققت في عروض الخريف، وارتفاع المجلات التي تضم نساء ملونين على أغلفتها، وتعيين فوغ الجديد، وحملة غوتشي الجديدة تعد انعكاسا آخر لذلك".
وأعلنت هانت أن وسائل الإعلام الاجتماعية أصبحت منصة قوية في الترويج لدور الأزياء والعلامات التجارية التي تفشل في توسيع كيفية تقديمها للجمال، وتابعت "عندما تفعل الشركة شيئًا خاطئًا كما حدث مع بيبسي يتحدث الجمهور عن ذلك فورًا، ويختلف ذلك عما كانت عليه الأمور قبل 10 أعوام"، ووجد تقرير عن التنوع من قبل موقع theukfashionspot.co.uk، أن 72% من العارضات في عروش الخريف/ الشتاء 2017 في نيويورك ولندن وباريس وميلان كانوا من البيض، وقبل عامين كانت النسبة 80%، واستعانت المصممة ديمنا غفاساليا بعارضة واحدة غير بيضاء في عرض بالينكياغا لخريف وشتاء 2016 في باريس، في حين لم يكن لدى كوم دي غاركونز، أي عارضة من غير البيض على منصة العرض.
وأصبحت جوردان عام 2015 أول عارضة سوداء تظهر منفردة على غلاف فوغ البريطانية، خلال 12 عامًا، وكانت العارضة الأخيرة هي كامبل، وأضافت دن "أنه أمر صعب على الفتيات السود، لقد يأست الكثير منهن، لأنه إذا كان هناك وكالة تتخلى عنهم، فليس بيدهم شئ ويجب أن يتعاملوا مع الرفض".
و كانت تامو ماكفرسون المحررة السابقة في غراتسيا الإيطالية، والتي تدير موقع All the Pretty Birds متحمسة من تعيين إنينفول، وأشارت إلى دوره في حملة مجلة (W) بعنوان "أنا مهاجر" والتي جاءت ردًا مباشرًا على سياسة دونالد ترامب ضد حظر سفر المسلمين، وأشرف إنينفول على عدد "all-black"، عام 2008 والذي لاقى شعبية أدت إلى إعادة طبعه مرة أخرى، وتابعت ماكفرسون "لديه مهمة كبيره، ويستغرق الأمر بعض الوقت ليصبح واقعيًا، وعلى الإلب فإن عليه زراعة البذور لفترة طويلة قديمة، إنه محرم وهوب ويحظى باحترام وخبرة وحصل على هذه الوظيفة عن جدارة، ولذلك سيستمع إليه الناس، ولكن لا يمكننا القول بأن الصناعة ستتبع اتجاهه بالتأكيد، لكنه سيجذب انتباههم وهذا شيء إيجابي من أجل التنوع"، وذكرت ماكفرسون بشأن قرار غوتشي في حملتها الأخيرة، بالاعتماد على عارضات من السود باعتباره جهدًا كبيرًا لتصحيح الخلل التاريخي".
وعلى سبيل المثال لم تقدم "برادا" عارضة سوداء في حملاتها الإعلانية لمدة 19 عامًا، حتى قدمت مالايكا فيرث عام 2013، وكانت كامبل أخر عارضة سوداء ظهرت لدى العلامة التجارية عام 1994 وهو العام الذي ولدت فيه فيرث، وأوضحت ماكفرسون التي دعتها غوتشي، لتكون جزءًا من فريق تقديم المشورة، بشأن كيفية أن تصبح أكثر تنوعًا أن الحملة استلهمت من Sidibé وثقافة السود في الستينات ما جعلها مناسبة، لتضم عارضات من السود بدلا من النظر إليها باعتبارها لفتة رمزية.
وذكرت ماكفرسون "أرى أنها محاولة حقيقية للاحتفال بالتنوع، إنه تذكير حقيقي بسعادة الناس لرؤية صورة تعكس هويتهم وتعكس من هم"، وأشارت هانت إلى تحول الاتجاه مضيفة "جمال ما يحدث الأن هو أنه عندما أرى مدرج أو حملة أو مجلة متنوعة، لن أراها باعتبارها شيئًا غير عادي، أعتقد أنه شئ أكثر تناقضًا الأن عندما نرى مجلة أو مدرج أو حملة ليس بها تنوع".
أرسل تعليقك