مدريد ـ لينا عاصي
يشير لنا النادل غياني، وهو يومئ برأسه نحو سيدة متقدمة في العمر، تشق طريقها إلى مقهى علي الرصيف، برفقة 3 كلاب ينبحون، قائلاً "كانت تشبه جينا لولو بريغيدا"، وتختبئ خلف نظارة سوداء كبيرة، وتضع طلاء الشفاه الأحمر، الذي يتناسق مع شعرها المرفوع لأعلى، لتقول "مرحبًا " بالايطالية، وتلوح بمعصم زابل يصدر صوتًا بسبب الأساور الثقيلة. ويرد جياني باعتزاز"مرحبًا، بيلا" من الصعب أن نري التشابه، ولكن غياني يصر علي ذلك
، قائلاً "لقد كانت جزيرة أسكيا دائمًا رائعة"."الأشخاص الجيدة والجميلة يأتون هنا، وليس هناك ما يزيد قليلاً"، يقول ذلك، وهو يشير بذقنه باستخفاف باتجاه جزيرة كابري، شقيقة أسكيا الصغرى متقلبة، بالإضافة إلي سمعتها عن المشاهير والمبالغة.يشعر المرء بسرعة بالتنافس بين الجزيرتين، علي الرغم أن أسكيا ليس لديها حاجة للقلق، وقد لا تكون لامعة ومبهرجة تمامًا، ولكن حينما يتعلق الأمر بالجاذبية، فيمكنها أن تفوز، بفضل بركان الجزيرة، والذي يبدو جيدًا على الرغم أن الأبخرة لا تزال تتصاعد منه بعيدًا، وأرضه مثيرة وعرة، ويهيمن عليها القمة الرئيسية لجبل أيبوميو Mount Epomeo، والمياه الحرارية لها عامل جذب منذ العصر الروماني، ويوجد في جزيرة أسيكا 70 ينبوع ومنتجع حراري، وتربتها غنية بازدهار النباتات، لذا فهي تعرف باسم "الجزيرة الخضراء".
ويتخللها البساتين والكروم، والتلال المشجرة، وعلى الرغم أن الجوهرة في التاج البستاني هي "غيارديني لامورتيلا"، والتي كانت مملوكة للملحن البريطاني وليام والتون، وزوجته الأرجنتينية سوزانا.
وتزدحم الحدائق بهواة التجول وسط الطرق والمسارات التي لا تعد ولا تحصي، وليس من السهل العثور علي مكان هادئ بين الخضرة، وربما لا تحتوي الجزيرة علي حدائق للنشاطات، ولكنها تجد إقبالاً من الأطفال من كل مكان تقريبًا.
وهناك الكثير من المتع البسيطة، بداية من الصيد قبالة الصخور في ميناء فوريو، إلى اكتشاف قلعة كاستيلو أراغون المنذرة بالشر في أسكيا بونته، حيث تركت الراهبات اللاتي لاقت حتفهن للتحلل، وهن يجلسن منتصبات على الكراسي الحجرية، وإتباع ومعرفة هذه الحقيقة المخيفة يزيد مع الجيلاتي المبهج.
وهناك العديد من الشواطئ الرائعة، والأكثر دراماتيكية هو سبياجي ديلي فومارول Spiaggia delle Fumarole، البركانية، حيث يوضع الطعام الملفوف في ورق القصدير في الرمال ويتم طهيه على نحو مثالي في الشقوق الساخنة.
وفي منتجع غاردن آند فيلا، والفيلات المصممة بطابق واحد وسط الحدائق، من السهل أن يكوِّن الأطفال صداقات، ويلعب الشباب من البلدان المختلفة معًا في حوض السباحة، دون أن تزعجهم أو تعوقهم اللغة.
وتتميز القرية الساحلية، سانت انغيلو، بالسحر القديم، والمباني المنخفضة ذات السطح المستوي مع المظلات المصطفة علي الشاطئ، من السهل تخيل أسلوب حياة الخمسينات، والحصول علي لون مدبوغ بأنفسهم، والمشي أسفل الممرات المرصوفة بالحصى، حيث التقطت الصور لـ ليز تايلور وريتشارد بيرتون في بداية علاقتهما الفاضحة، وكانا يقيمان في فندق قديم في الجزيرة لا البيرغو ديلا ريغينا إيزابيلا، وكذلك أيضًا ماريا كالاس، تشارلي شابلن، وكلارك غيبل وآخرون.
وشهدت مدينة أسكيا بونته، الجميلة، أيضًا حصتها العادلة من زيارة المشاهير، بفضل المخرج أنطوني مينغيلا، الذي اختارها لتصوير فيلمه "ذا تالينتيد مستر ريبلي"، بطولة غوينيث بالترو، وغود لو.
وفي كل جزء من إيطاليا، يعد الطعام والشراب من الأشياء المهمة، وتوجد اختيارات واسعة لدى "كازا كولونيكا Casa Colonica"، وهي كلمة تعني مزرعة، وهو مطعم عائلي في نيغومبو.
وهنا يمكنك أن تجد الطبخ المنزلي الجيد للغاية، من جاك مونتي وزوجته ماريالويزا. والأكثر رسمية وتكلفة، هو تناول الطعام في فندق "مانزي تيرم" ومطعم ميشلان نجمتين، وبه منتجع صحي "موزايكو Il Mosaico".
وتعتبر الدورات ذات تأثير خاص أكثر من أفلام هوليود الناجحة، حتى الـ"بيتي فور"، يأتي في خزائن زجاجية صغيرة، وبعد ليلة نوم جيدة في غرفة فوق الفناء الأنيق، جرب المنتجع الصحي للفندق، فوق ينابيع غورغيتلو الساخنة في الجزيرة، ويمكن أن تجد العلاج الفاخرة هناك.
أرسل تعليقك