c سيرة "الأم" و"البراغماتية" أنجيلا ميركل الذاتية في البرنامج الوثائقيّ "اللامتوقع" - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 21:29:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مع اقتراب موعد الانتخابات الألمانية "المستشارة" تحت الأضواء

سيرة "الأم" و"البراغماتية" أنجيلا ميركل الذاتية في البرنامج الوثائقيّ "اللامتوقع"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - سيرة الأم والبراغماتية أنجيلا ميركل الذاتية في البرنامج الوثائقيّ اللامتوقع

أنجيلا ميركل
برلين - مصر اليوم

تزداد حرارة الأسئلة، مع اقتراب موعد الانتخابات الألمانية، عن المرشحين الأقوى حظًا في التنافس على نيل لقب "المستشار"، بينهم بالطبع "الأم" أنجيلا ميركل، وفق ما سماها الصحافيون خلال موجة الهجرة الأخيرة وموقفها الإنساني منها، حيث سبّب لها هذا الموضوع الكثير من الانتقادات كما أنّها تعرّضت إلى هجمات من معارضيها، ويأتي الوثائقي الألماني "اللامتوقع" مقترحًا البحث عن أجوبة عن أسئلة تتعلّق بطبيعة الشخصية وسبب مجازفتها بمستقبلها السياسي من أجل منح الأمان لمحتاجيه من البشر،

وتظهر الأجوبة عبر وثائقي عنها، عرضه التلفزيون السويدي،، وهو بمثابة سيرة تلفزيونية موجزة تغطي أهم مراحل حياتها، وتحاول معرفة أبرز خصالها الشخصية التي أوصلتها إلى أرفع المناصب السياسية في بلادها ووضعتها أيضًا بين الشخصيات الأكثر تأثيرًا في المشهد السياسي العالمي، وكانت أولى خصال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وفق تحليل المشاركين في الوثائقي، قدرتها على التحليل والتوقيت، ويعود هذا الأمر إلى منهج تفكيرها ودراستها علمَ الفيزياء، فبدت كل خطوة خطتها منذ ريعان شبابها وخلال نشاطها السياسي المبكر مدروسة بعناية، لكن ما يميزها عن أمثالها من المتمتعين بالصفة ذاتها هو اختيارها التوقيت المناسب، ولعلّ واحدة من هذه الدلالات تريثها في الانتقال إلى بون للعمل في صفوف الحزب الديموقراطي المسيحي عند توحيد الألمانيتين، فقد أصرت على البقاء في البداية في الجانب الشرقي، وحين اشتدّ عودها وكوّنت انطباعًا جيدًا عند قادتها قبلت بالانتقال وبسرعة أخذت مكانًا، غير متوقع لشابة جاءت من الجانب "اللاديموقراطي" من البلاد، كما أنّها مُنحت  وزارة الشباب والنساء المستحدثة وفيها اتخذت قرارات مهمة أبرزتها كسياسية تقبل بالتحديات وتقدر على لعب دور سياسي أكبر بكثير من "سنها".

وعملت الوزيرة الشابة على غير المتوقع دورًا في نشر الوعي بأخطار الاحتباس الحراري على كوكب الأرض وقدمت مقترحات لتقليل سرعة السيارات على الطرقات الخارجية وتحجيم مبيعاتها، ما عرّضها إلى هجمات شركات إنتاج السيارات العملاقة، وانتقاد من زعيم الحزب هلموت كول الذي رعاها وقدمها وكان بمثابة عرّابها، وسيبرز برنامج "اللامتوقع" دخولها من شباك النشاط البيئي إلى المشهد السياسي ثانية وتقديم نفسها كداعية لحماية البشرية من الكوارث البيئية، في موقف لاحق وغير متوقع وفي توقيت مذهل، تتجاوز "عرابها" وتستغل فضيحته المالية بإعلانها مشروع الإصلاح الحزبي وتقوم بنشره على غير ما هو معتاد باسمها في إحدى الصحف الألمانية، ومهّد ذلك المقال وصولها إلى قيادة الحزب وإزاحة رئيسه لتكون أول امرأة تقوده ومن ثم ترشح نفسها لمنصب "المستشار" وتحصل عليه عام 2005، وبانت خلال تلك الفترة ملامح تأثير الميكافيللية عليها، كما أنّ تقدّمت السيدة المتماسكة، بهدوء وبوضع المصالح، نحو قيادة بلاد تعدّ من بين أغنى دول أوروبا وأكثرها تأثيرًا في الاقتصاد العالمي.

ووضعت، عام 2008، أيّ عام الأزمة المالية، الزعيمة ميركل مصلحة ألمانيا وبنوكها في المقدمة ولم تعِر جيرانها الجنوبيين اهتمامًا، وأظهرت هذه الأزمة جانبًا براغماتيًا قويًا عندها ومرونة في التعامل مع البنوك وأصحابها لضمان زيادة ثقة الشعب الألماني فيها، "ربانة السفينة الألمانية الناجية من الأعاصير المالية"، هكذا بدت "الشرقية" في عيون الألمان، لكنها بدت "أنانية" لا تراعي مصالح غيرها من البشر، في نظر منتقديها من يساريين ودول متضررة من بنوك دولتها العملاقة.

وجاءت الهجرة لتصبح فرصة غير متوقعة لتعديل تلك الصورة الخارجية عنها، وأتى إعلانها عن استقبال قرابة مليون مهاجر، في توقيت مناسب لكنه لا يخلو من شجاعة ومن تأثيرات عاطفية يعود إليها الوثائقي عبر شهادات شخصيات رافقت مسيرتها وحياتها، ومنها تجربتها الشخصية والعائلية، حيث عانت ميركل، كابنة راهب في دولة اشتراكية، من رقابة ومضايقات، وساهم الجدار العازل في تشتيت أفراد عائلتها فتحولت محطات القطارات مكانًا عاطفيًا لها، بحيث كانت تتم فيها لقاءات سريعة مؤثرة للأهل والأصدقاء، ومشهد تدفق المهاجرين إلى محطات "بودابست" المغلقة في وجوههم أثر فيها وساهم في سرعة اتّخاذ قرار، أعلنت أنها درسته بعناية وأمنت تداعياته المستقبلية.

ولا تمر وعودها هذه المرة بسهولة لأن موضوع الهجرة يمكّن المعارضة اليمينية بسهولة النفاذ منه إلى عامة الناس والتأثير سلبًا فيهم، وهذا ما توقّف عنده الوثائقي وعرض الموانع المحتملة لفوزها مجددًا وإبعادها من مركز أطالت المكوث فيه، هل سيشكل الزمن عنصرًا ضدها وسيزيد التشبث بالسلطة من أخطائها ويؤدي إلى ملل الناس من صورتها المتغيرة اليوم من "ملاك" إلى براغماتية متجاوبة مع مصالح رأس المال في بلادها والمتعجلة بسبب نشأتها الشرقية وعقدة الجدار في فتح أبواب بلدها للغرباء و"المتطرّفين"، ربما الزمن والهجرة سيخذلانها، لكن السؤال الرئيسي يكمن في احتمالات غير متوقعة، فالمستشارة، وطيلة حياتها الشخصية والسياسية، اعتادت إعلان "اللامتوقع".
 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيرة الأم والبراغماتية أنجيلا ميركل الذاتية في البرنامج الوثائقيّ اللامتوقع سيرة الأم والبراغماتية أنجيلا ميركل الذاتية في البرنامج الوثائقيّ اللامتوقع



GMT 21:19 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير هاري يكشف سراً عن طفليه وما ورثاه من ميغان ماركل

GMT 21:30 2024 الإثنين ,22 تموز / يوليو

بيلوسي تعلن دعمها لترشيح كامالا هاريس للرئاسة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon