القاهرة - وفاء لطفي
أعادت واقعة خطوبة طفل 12 عاما إلى طفلة 11 عاما، في حفل ضخم وبداخل إحدى قاعات الزفاف في قرية تابعة إلى مركز ميت غمر في محافظة الدقهلية، قضية زواج القاصرات في مصر للظهور مرة أخرى، وطرحت تساؤلات عديدة حول تحركات الدولة لحماية الأطفال، بعد أن أقرّ الدستور مواد تكفل حماية حقوقه.
وأكدت الدكتورة مايسة شوقي نائب وزير الصحة والسكان للسكان، ورئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، أن المجلس خاطب النائب العام لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أسرتيهما، وفتح التحقيقات في هذه الواقعة ؛ وذلك انطلاقًا من أنه لا يجوز إتمام عقد الزواج لأقل من 18 عامًا ، بموجب قانون الطفل رقم 126 لسنة 2008، وقانون الأحوال المدنية (المادة 31 مكرر) والتي تنص على أنه" لا يجوز توثيق عقد زواج لمن لم يبلغ من الجنسين ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة".
وأكدت نائب وزير الصحة والسكان، في تصريحات إلى"مصر اليوم" أن زواج الأطفال يعد انتهاكا لحقوق الأطفال واستغلالًا لبرائتهم، مناشدة الأسر بحماية أطفالهم من الزج بهم في الزواج المبكر، وإلحاق الضرر بهم من الناحية الصحية والتعليمية والنفسية فضلاً عن المخاطر التي تتعرّض لها الطفلة الأم خلال الحمل والولادة.
وأوضحت، أن المجلس بالتعاون مع الجهات المعنية يقوم بإعداد حملات توعية لرفع الوعي بمخاطر زواج الأطفال للحد من هذه الظاهرة التي تمنع حصول الطفل على حقوقه وعلى فرصه الكاملة في الرعاية والتنمية، لافتة إلى أن المجلس يقوم بتوعية الأسر بمخاطر الزواج المبكر ، كما يعمل خط المشورة الأسرية 16021 بتقديم خدمة المشورة الصحية والاجتماعية بمخاطر زواج الاطفال.
من جانبه، أدان الدكتور السيد ياسين أستاذ علم الاجتماع في جامعة عين شمس، خطبة طفلين بقرية دقادوس التابعة إلى مدينة ميت غمر، مشيرا إلى أن هذه الخطوبة الثالثة للأطفال في محافظة الدقهلية في أقل من ثلاثة أشهر. وأكد ياسين، في تصريحات إلى "مصر اليوم"، أن زواج الأطفال ما هو إلا اغتصاب للطفولة، وأنه يعني حرمانًا من التعليم، ومخالفة لنص المادة رقم 31 مكرر من قانون الطفل رقم 126 لعام 2008، والتي تنص على أنه "لا يجوز توثيق عقد زواج لمن لم يبلغ من الجنسين ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة، ويشترط للتوثيق أن يتم الفحص الطبي للراغبين في الزواج للتحقق من خلوهما من الأمراض التي تؤثر في حياة أو صحة كل منهما أو على صحة نسلهما، ويعاقب تأديبيًا كل من وثق زواجًا بالمخالفة لأحكام هذه المادة"، كما تعد الخطوبة المشار إليها مخالفة للاتفاقيات الدولية.
في السياق، تؤكد زينب مهدي، معالج نفسي: "إن زواج القاصرات اضطراب خطير يهدد المجتمع بالانهيار، فلا بد أن تتزوج الفتاة بعد النضوج العقلي والجسمي والجنسي؛ حتى تكون قادرة على الزواج وتحمل المسئولية وتلبية متطلبات الزوج والأولاد فيما بعد، فهذا الموضوع ليس مجرد ظاهرة ولكنه مرض يتوغل في مجتمعاتنا العربية".
أرسل تعليقك