روما ـ مصر اليوم
أقرّت منظمة الأغذية والزراعة العالمية "فاو" 3 استراتيجيات إقليمية لمعالجة ندرة المياه، وتحقيق الأمن الغذائي، ورعاية صغار الفلاحين، والأسر الريفية، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، معربة عن استعدادها لتقديم كل ألوان الدعم الفني، بغية تعزيز قدرات دول المنطقة على تحقيق أهداف هذه الاستراتيجيات، التي تتسق
مع أهداف الــ"فاو" في مكافحة الجوع والفقر.
جاء ذلك في البيان الختامي لمؤتمر الدورة الـ 32 لإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الـ"فاو"، الذي اختتم أعماله، السبت، وحضره 162 مندوبًا من 21 دولة عضو، من بينها مصر، و4 دول بصفة مراقب، وعدد من المنظمات الدولية والإقليمية.
وحذّرت المنظمة من تزايد أعداد الذين يعانون من الجوع، ونقص وسوء التغذية، في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى نحو 100 مليون شخص، ما يعادل 12% من سكان الإقليم، خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، ما لم تتضافر جهود دول المنطقة في تعزيز قدراتها في مجال الأمن الغذائي، لاسيما إنتاج الحبوب الرئيسية، والحد من الصراعات التي تؤدي إلى ضعف الاستثمارات، وتزايد أعداد اللاجئين والعاطلين والفقراء.
وأعرب المؤتمر عن تأييده للمبادرات الإقليمية الثلاث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي "معالجة ندرة المياه"، و"تحسين القدرات الخاصة لدول المنطقة في تحقيق الأمن الغذائي"، و"دعم الزراعة الأسرية وصغار المزارعين الذين يشكلون أكثر من 90% من القطاع الزراعي في كثير من دول المنطقة".
وأقرّ المؤتمر الاستراتيجية الإقليمية للأمن الغذائي، التي تعتمد على وضع أطر وسياسات مشتركة بين دول الإقليم للأمن الغذائي، والتغذية، على المستويين الوطني والإقليمي، وكذلك تعزيز التعاون وتبادل الخبرات والمعلومات الإنتاجية التسويقية بين الوزارات المعنية في الدولة الواحدة، ومع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، بغية تسليط الضوء على المناطق الفقيرة، والتي تعاني من شح الموارد الغذائية.
ووافق المؤتمر على الاستراتيجية الإقليمية المقترحة للحد من الفاقد والهدر من الغذاء في المنطقة، لاعتبارها تأتي في سياق المبادرة العالمية في هذا الشأن الصادرة عن الـ"فاو"، والتعاون والتنسيق مع المنظمة والشركاء في وضع آليات واضحة، واستثمارات كافية، بغية الحد من الهدر، وإعادة استخدام الفائض قبل أن يتحول إلى تالف أو فاقد.
واستعرض الخبراء "المبادرة الإقليمية لندرة المياه"، بغية تحسين إدارة المياه المستخدمة للزراعة، وتحقيق التنمية المستدامة، وارتباطها مع جهود تحقيق الأمن الغذائي، وسد الفجوة الغذائية، حيث أنّ المياه هي العنصر الرئيسي في المعادلة الإنتاجية، لاسيما في الزراعة.
وشدّدت المبادرة على معالجة قضايا ندرة المياه عبر برامج عمل مشتركة، والوصول إلى أهداف استراتيجية "الأمن المائي في المنطقة العربية 2010/2030"، التي تركز على وضع الحلول العملية لمعالجة ندرة المياه، والوصول إلى التكامل المائي، والاستفادة من التجارب الناجحة في هذا الصدد، والاستعانة بالـ"فاو"، والخبرات الدولية، وأحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة.
وأوصى المؤتمر بحصر المؤسسات والقدرات المتاحة في الإقليم، بغية دراسة آثار التغيرات المناخية على الزراعة والأمن الغذائي، ووضع آلية تحفيز للتعاون بين دول الإقليم، ومع الـ"فاو" في هذا المجال، بما في ذلك مواجهة مشاكل الجفاف والتصحر.
وناشد المؤتمر الدول الأعضاء في الـ"فاو" الالتزام بالاتفاقات الدولية المتعلقة بالموارد المائية، وتأمين حصول الشركاء على حقوقهم المائية.
ولاحظ الحضور باهتمام بالغ استمرار الفجوة بين المرأة والرجل في الريف، في كثير من دول الإقليم، حيث مازالت المرأة تعمل أكثر وتحصل على حقوق أقل، وطالبوا باعتماد سياسات زراعية وتنمية ريفية تراعي قضايا الوضع الاجتماعي، وعدم التمييز ضد المرأة الريفية، وتعزيز المؤسسات الريفية، والأنشطة الأسرية، ودعم صغار الفلاحين، والمزارعين.
ودعا المؤتمر الدول الأعضاء إلى "جمع معلومات وإحصاءات دقيقة عن وضع المرأة في الزراعة، والقطاع الريفى، حتى يمكن للفاو تقديم الدعم الفني اللازم في هذا المجال، والاستفادة من التجارب الناجحة لبعض الدول الأعضاء في مجال النهوض بالمرأة في الريف، لاسيما المرأة المعيلة".
وأعرب الوزراء والخبراء عن اهتمامهم بتعزيز مساهمة الغابات والمراعي في التنمية المستدامة، وتنمية الثروة الحيوانية لدول الإقليم، لدورها المهم في تحقيق الأمن الغذائي، والتعاون مع منظمة الصحة العالمية في التصدي للأوبئة والأمراض، التي تهدد حياة الإنسان والحيوان، وتقديرهم للتعاون بين أعضاء الهيئة الإقليمية لمصايد الأسماك في المنطقة، مؤكدين ضرورة توفير التمويل الكافي لتعزيز عمل الهيئة، واستدامة مصائد الأسماك، وتربية الأحياء المائية المشتركة.
وبيّن المؤتمر مخاطر الجراد الصحراوي، داعيًا دول الإقليم، لاسيما الصحراء الكبرى، إلى تعزيز التعاون بشكل فعال، في مجال المكافحة الوقائية، والاستفادة من خبراء الـ"فاو"، والتشديد على تطبيق المعايير الصحية في المكافحة، بطرق صديقة للبيئة، والنظر إلى إمكان الاستفادة من الجراد في مجالات الأغذية والأعلاف.
وكانت أعمال الدورة الـ 32 للمؤتمر الإقليمي لبلدان مجموعة الشرق الأدنى، وشمال أفريقيا، في منظمة الأغذية والزراعة "فاو" قد انطلقت الأسبوع الماضي، واستمرت على مدى 5 أيام.
أرسل تعليقك