c محمود صلاح يكشف ما قاله مبارك قبل أحداث الثورة بيومين - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 19:47:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمود صلاح يكشف ما قاله مبارك قبل أحداث الثورة بيومين

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - محمود صلاح يكشف ما قاله مبارك قبل أحداث الثورة بيومين

حسني مبارك
القاهرة ـ مصر اليوم

كشف الكاتب الصحافي محمود صلاح مجموعة من المواقف التي جمعته بالرئيس الأسبق حسني مبارك.

كثيرًا ما يسألني الناس "ماذا بينك وبين حسني مبارك؟ وسر اتصالاته بك؟ وكنا نسمع أنه يحبك"، أما عن نفسي فأنا لم أكن أعرف "مبارك"، لكنني قابلته أول مرة في اليوم التالي لتعييني رئيسًا لمجلس تحرير مجلة "آخر ساعة"، قال لي صفوت الشريف في التليفون حينها "مبروك يا سيدي، أول مهمة صحافية لك ستكون مع الرئيس، ستذهب معه غدًا في رحلة إلى الخارج، الساعة ٦ صباحًا تكون في استراحة رئيس الجمهورية بالمطار".

احترت، ماذا أفعل؟ هل سأذهب للمطار بتاكسي؟ ولكن الأستاذ إبراهيم سعدة أنقذني وأرسل لي سيارة مرسيدس تصطحبني للمطار، وواجهت مجموعة من الوزراء وكبار الصحافيين، وفي الطائرة علمت بأننا ذاهبون إلى سورية لإجراء مباحثات بين الرئيسين "مبارك" و"الأسد"

وبعد انتهاء المباحثات، وعودتنا في الطائرة، بدأ كبار الصحافيين يسألون "مبارك" عن نتائج المباحثات وتفاصيلها، بينما ظللت صامتًا، فنظر لي مبارك، وسألني "إنت ماعندكش سؤال؟"، فأجبته دون تفكير "بالذمة يا ريس، ألا تتمنى أن تقود الطائرة بنفسك حتى القاهرة؟"، فرد علي "تصدق نفسي، بس ولاد اللذينة دول ما بيرضوش"، ثم التفت لي وجلس أمامي، وبدأ يحكي لي عن مغامراته مع الطيران، فاكتشفت أن هذا هو الحديث المفضل عنده، كل ذلك والجميع ينظرون إلينا متعجبين أو مغتاظين الله أعلم.

وقال لي "مبارك": "على فكرة.. أنا سعيد بأنك سترأس تحرير مجلة "آخر ساعة"، لأنني أحبها، لكن حالها تدهور، لدرجة أنني أرفض قراءتها الآن، وأتصور يا صلاح أنك ستقوم بتغييرها تمامًا".
عاتبني على حلقة "صباح الخير يا مصر" بـ"أنت حمار يا واد؟" وأضاف: "كل الصحافيين ولادي"

بدأت كرئيس تحرير، ألتقي بـ"مبارك" مرات أخرى، وكان يدعوني للعشاء أحيانًا، وفهمت منه أنه راضٍ عما فعلته بـ"آخر ساعة"، وراضٍ عن كتاباتي السياسية، ومنها مقال كنت قد كتبته بعنوان "قرأت للرئيس فنجان قهوته"، وتخيلت في المقال أنني كنت مع الرئيس في عزاء أحد الشخصيات، وأخذت فنجان القهوة وقرأته، لكن القراءة كانت سياسية تمامًا، وسعد "مبارك" بالمقال، وأشهد بأنني طوال عملي كرئيس تحرير لم يحدث يومًا أن طلب مني "مبارك" أن أكتب شيئًا معينًا أو منعني من كتابة شيء معين.

حتى عندما أجريت محاولة اختفائي، وأبلغه حبيب العادلي بالخبر، وكانت صدمة للرئيس.. اختفاء رضا هلال، ثم اختفاء محمود صلاح.. فغضب جدًا وأسمع حبيب العادلي ما لا يحب، ووصلني أن "مبارك" شتمني، ولكنه في الحقيقة لم يكن غاضبًا مني.

بعدها كنت أظهر ببرنامج "صباح الخير يا مصر" بشكل دوري، وكان معروفًا متابعة الرئيس لهذا البرنامج يوميًا، كانت عمارة قد انهارت بالإسكندرية، وظهرت في البرنامج وأنا أهاجم المحافظ والمحليات، قلت بانفعال: "لم تعد هناك عمارات تنهار في العالم كله إلا في مصر"، وفي الحقيقة لم يكن هذا أسلوبي، وشعرت بأنني "زودتها حبتين". وما إن انتهى البرنامج وغادرت "ماسبيرو"، حتى دق هاتفي، وفوجئت بأن المتحدث هو أنس الفقي، وزير الإعلام وقتها، سألني غاضبًا، "ما هذا الذي قلته الآن؟"، رددت عليه "الذي قلته قلته والناس شاهدته"، قال لي "طيب استلقي وعدك الرئيس هيطلبك لأنه شافك".

وبالفعل، وبعد دقائق دق الهاتف، وكان المتحدث هو الرئيس، قبل أن يتكلم سمعته يضحك فارتحت قليلًا، وسألني ضاحكًا: "أنت حمار يا واد؟"، قلت له: "أنت سيادتك عارف"، فقال لي "كيف تقول إن مصر هي الدولة الوحيدة التي تنهار بها العمارات، أنت نفسك من أسبوع كتبت عن عمارة سقطت في الصين، وصدر قرار بإعدام صاحبها، هل أستطيع أنا إعدام أي إنسان في بلدكم؟".

وقال لي إنه ليس غاضبًا، وأنه فقط لاحظ أن لوني شاحب، وقال لي "أوعى تكون بطلت تاخد دوا القلب، أوعى تكون رجعت للتدخين، أنا بكلمك علشان أطمن على صحتك، أنا عارف إنت مين، وإن هدفك مصلحة البلد، وإنك يا ابني صحافي شريف، ولعلمك كل الصحافيين أولادي، حكومة ومعارضة، وأنا أحب النقد البناء، لكن الهجوم عمال على بطال أو تعمد إظهار السلبيات فقط لا يرضى أحدًا".

واختتم المكالمة بسؤال، "مش عاوز حاجة؟"، قلت له "شكرًا يا فندم"، كرر السؤال فأجبته "آه افتكرت، عاوز حاجتين، الأولى هل ممكن أكتب تفاصيل المكالمة دي وأعرضها الأول على وزير الإعلام ثم انشرها؟"، قال لي "ولا تعرض ولا حاجة انشر اللي أنت عاوزه إيه الحاجة التانية؟"، قلت له "عاوز سلامتك"، ضحك قائلًا: "يعني عاوزني أديك سلامتي، وأقعد أنا من غير سلامة".
 
طلب نكتة من نكت القهاوي.. وحذرته من "يناير" قبلها بيومين

كان الرئيس يحب الدعابة، وعندما علم بأنني من سكان مصر القديمة والسيدة زينب، كان يسألني عن النكت التي يقولها الناس على القهوة، وطلب مني أن أقول له نكتة من نكت القهاوي. شهادتي عن "مبارك" قد تكون مجروحة، لأنني أحببت هذا الرجل. قبل "ثورة مجيدة" بأيام أصدرت غلافًا لـ"أخبار الحوادث" يحمل صورة الرئيس "مبارك"، والعنوان الرئيس "هل هناك مؤامرة على مبارك؟!"، والعناوين الفرعية تقول "المؤامرة.. بعض أهل الثقة والحزب والوطني والطامحين في حكم مصر، ورجال الأعمال".

وصدر العدد، وكانت وزارة الداخلية التي اعتادت على الاحتفال بعيد الشرطة في ٢٥ يناير قد قررت عمل الاحتفال في ٢٣ يناير قبل ثورة "مجيدة" بيومين، وحضرت الاحتفال مدعوًا، وكان من المعتاد أن يسلم رؤساء التحرير على الرئيس قبل انصرافه، وعندما وقفت أمامه أمد له يدي سألني مبتسمًا: "مش حتقولي أسماء الناس بتوع المؤامرة"، وكان العادلي يقف إلى جواره، فرددت عليه: "أنا متأكد إنك عارفهم بالاسم يا ريس". وانصرف "مبارك"، وكانت هذه آخر مرة أراه فيها، لكنني لمحت في عينيه نظرة أسى لن أنساها أبدًا.

بعد الاحتفال، اتصل بي مدير مكتب العادلي، وقال لي: "سيادة الوزير بيسألك ما الأسماء التي قلتها لمبارك؟"، قلت له: "أنا قلت للرئيس إنه عارف كل الأسماء".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمود صلاح يكشف ما قاله مبارك قبل أحداث الثورة بيومين محمود صلاح يكشف ما قاله مبارك قبل أحداث الثورة بيومين



GMT 10:40 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:58 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين الجسمي يحتفي بيوم العلم الإماراتي

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
  مصر اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 10:38 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين "السهم الثاقب 2024" في مصر
  مصر اليوم - وصول قوات سعودية للمشاركة بتمرين السهم الثاقب 2024 في مصر

GMT 13:37 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين
  مصر اليوم - مكون غذائي يساعد في تسريع تعافي العضلات بعد التمرين

GMT 19:40 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

بيومى فؤاد مع محمد رمضان لأول مرة في السينما
  مصر اليوم - بيومى فؤاد مع محمد رمضان لأول مرة في السينما

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
  مصر اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 15:58 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين الجسمي يحتفي بيوم العلم الإماراتي

GMT 09:04 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

فولكس واغن تعيد إحياء علامة الأوف رود الأميركية "سكاوت"

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 10:40 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 04:30 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

قائمة الفائزين بـ"جوائز الكرة الذهبية" 2024

GMT 07:31 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

نوريس يفوز بجائزة ميامي لسباقات فورمولا 1
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon