c ذكرى وفاة البطل إبراهيم الرفاعي الذي أرعب إسرائيل - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 16:50:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذكرى وفاة البطل إبراهيم الرفاعي الذي أرعب إسرائيل

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - ذكرى وفاة البطل إبراهيم الرفاعي الذي أرعب إسرائيل

البطل إبراهيم الرفاعي
القاهرة ـ مصر اليوم

 اتخذ موقعه أعلى موقع الصواريخ المضادة للطائرات، وإلى جواره ثلاثة من أمهر رماة قذائف الدبابات، مدفوعًا بوطنيته المتقدة، وشجاعته الاستثنائية، وبرغم أن الموقع مكشوف للعدو، لكن كان الاختيار الوحيد أن يتم الإشتباك من هذه النقطة لمنع تقدمهم وإحتلال مدينة الإسماعيلية، في أعقاب ثغرة الدفرسوار.

اشتبك إبراهيم الرفاعي وجنوده مع رطل الدبابات، واستطاعوا تدمير دبابتين في وقت قصير، وتعطلت حركة العدو، لكن نيران الدبابات ظلت موجهة إلى النقطة التي ُيطلق منها المصريون نيرانهم، أصيب الرفاعي بشظية اخترقت قلبه، وفي لحظة مهيبة فاضت روحه إلى ربه، ليترك خلفه تاريخ أسطوري من مآثر وحكايات البطولة والفداء.

ولد إبراهيم الرفاعي في ٢٧ يونيو /حزيران عام ١٩٣١ في حي العباسية في القاهرة، مثل علامة مضيئة في تاريخ الجندية المصرية، فجاءت خطواته الأولى على درب الجهاد المقدسة واثقة متحدية ُتنبئ بمستقبل عسكري واعد، فمجرد تخرجه من الكلية الحربية عام ١٩٥٤ إلتحق بسلاح المشاة ثم إنضم لأول فرقة للصاعقة بمنطقة أبو عجيلة في سيناء، وشارك في الدفاع عن مدينة بورسعيد أثناء العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦، وأبهر قادته بعبقريته وشجاعته، فعين مدرس بمدرسة الصاعقة، كما شارك في تأسيس قوات الصاعقة المصرية.

تمتع الرفاعي بشخصية استثنائية، وصفها أحد تقارير قادته عنه قبل اختياره لقيادة عمليات الصاعقة، (ضابط مقاتل من الطراز الأول جرئ وشجاع، ويعتمد عليه، يميل إلى التشبث برأيه، محارب ينتظره مستقبل باهر)، وإلى جانب دفاعه عن بورسعيد إبّان العدوان الثلاثي، أضافت حرب اليمن عام ١٩٦٢ خبرة جديدة للمقاتل إبراهيم الرفاعي، إلى أن أتى انكسار يونيو/حزيران ١٩٦٧ الذي مثل تحولًا مهولًا في مسيرة الرفاعي ورفاقه، بل في مسيرة الوطن بأكمله.

ما بعد النكسة.. بطولات إستعادة الثقة

وأصبح الوطن بأكمله بعد  وقوع نكسة ١٩٦٧، الوطن في حالة عارمة من الإضطراب، وكانت مسؤولية القيادة السياسية أن تستعيد بعضًا من الثقة بعد الإنكسار، وجاءت القرارات سريعة في ١١ يونيو /حزيران بتغيير قيادات القوات المسلحة، وإندفعت القيادة الجديدة نحو البناء من جهة واستنزاف العدو وكسر هيبته من ناحية أخرى، ورغم ضعف الإمكانيات، إلا أن أعظم الأدوات على الإطلاق كانت العامل البشري المتسلح بالإيمان بقضيته وعدالتها، وكان إبراهيم الرفاعي ورجاله رأس الحربة التي أثخنت جراح العدو، وحرمتهم لذة الإنتشاء بالنصر الغادر.

و تحرك الرفاعي ومعه رجاله لاستطلاع المحور الشمالي في سيناء في ٧ يونيو/حزيران أي بعد الهجوم الإسرائيلي على مصر بيومين ثم اشترك في معركة جلبانة يوم ٨ يونيو، وفي ٤ يوليو/تموز  قاد عملية تفجير تشوينات السلاح  الخاصة بالجيش المصري المنسحب حتى لا  يستفيد بها العدو، لم يهدأ الرفاعي ورجاله حتى في لحظات الإنكسار التي لك يسمحوا لها بأن تنال من عزائمهم، بل هم من بدأوا في استعادة الثقة من جديد، ومن يونيو ١٩٦٧ عمل الرفاعي ورجاله تحت مظلمة "منظمة القبائل العربية" ومظلة "الكوماندوز المصرية" وبلغ عدد العمليات التي قاموا بها من يونيو/حزيران ٦٧ إلى يوليو /تموز٦٩ نحو ٣٩ عملية، لذلك تشكلت المجموعة "٣٩ قتال" في ٢٥ يوليو ١٩٦٩.

المجموعة ٣٩ قتال.. رأس النمر

اتخذت المجموعة "٣٩ قتال" تحت قيادة البطل الشهيد إبراهيم الرفاعي من رأس النمر شعارًا لها، وبدأت المجموعة عملياتها ابتداءً من يوليو/تموز ٦٩، ولم يتجاوز عدد أفراد المجموعة ٩٦ فرد في أي حال من الأحوال، وبلغت إجمالي العمليات التي نفذتها المجموعة من ١٩٦٧ إلى أن تم حلها في ٢٥ أبريل/نيسان ١٩٧٤ نحو ٨١ عملية، نستعرض منها أهم العمليات

اقتناص صواريخ العدو

حاول العدو الصهيوني أن ينال من جهود البناء على الجبهة المصرية، فقام العدو بنصب صواريخ أرض - أرض فوق الساتر الترابي، ولم يتمكن خبراء الأسلحة على الجانب المصري من استكشاف قدرة هذه الصواريخ، وتم تكليف الرفاعي بدراسة الموقف، وقام على الفور بكل ما يلزم، وكلف ثلاثة من رجاله، تمكنوا يوم ١٣ نوفمبر ١٩٦٧ من عبور القناة سباحة وحملوا ثلاثة صورايخ، ليكتشف الخبراء أن هذه الصواريخ تطلق ذاتيًا عند عبور القناة وأنها مضادة للدبابات والعربات المدرعة

لسان التمساح.. ثأر الشهيد رياض

استشهد الفريق عبد المنعم رياض أثناء زيارته لأحد مواقع المدفعية المصرية على الجبهة في التاسع من مارس/آذار  ١٩٦٩ ، وهز هذا الحدث الجلل مصر بأكملها، وعلى أثره كلفت القيادة السياسية القوات المسلحة بالثأر لاستشهاد الفريق عبد المنعم رياض، ولم يكن هناك غير البطل إبراهيم الرفاعي ورجاله في الفرقة ٣٩ قتال للثأر من العدو.

وصل الرفاعي ورجاله إلى مدينة الإسماعيلية يوم الجمعة ١٨ أبريل/نيسان ١٩٦٩، واستطاع أن يرصد هو ورجاله موقع لسان التمساح المحصن، من أعلى مبنى الإرشاد لقناة السويس، وبعد استكمال عمليات الرصد والإستطلاع قام الرفاعي بتحديد الأهداف بدقة وتوزيع المهام على رجاله، وفي الساعة التاسعة من مساء اليوم التالي تحركت أربعة قوارب في بحيرة التمساح، بالتزامن مع دك المدفعية المصرية لمواقع العدو.
 
بمجرد وصول القوارب إلى الشاطئ الآخر أعطى الرفاعي أوامره للمدفعية بالتوقف وبدأ الهجوم على الموقع الذي أطلق نيرانه على الفريق عبد المنعم رياض، وتم التعامل معه بالقنابل اليدوية وقنابل الدخان والقذائف المضادة للدبابات، وقتل من العدو الصهيوني ٤٠ فرد، وعادت القوة المهاجمة ولم يصب منها سوى اثنين.

ثغرة الدفرسوار.. آخر عمليات الرفاعي

وكان العقيد الرفاعي ورجاله قد أنهوا الهجوم على مدار الطور، وتم استدعاءه على الفور إلى مركز العمليات أمام السادات والمشير أحمد إسماعيل، وفي الخامسة من مساء هذا اليوم كان الرفاعي ماثلًا أمامهما، وقاما بشرح الموقف من ثغرة الدفرسوار، وطُلب منه تدمير المعبر الذي أقامته القوات الإسرائيلية عند ثغرة الدفرسوار.

و اكتشف الرفاعي عند التحرك  استحالة تدمير المعبر الذي أنشأه العدو بسبب سيطرة العدو على المنطقة جنوب الدفرسوار، وعندها صدرت أوامر جديدة من الفريق الشاذلي بالتوجه إلى طريق المعاهدة للوصول إلى تقاطع سرابيوم عند قرية نفيشة، والتمسك بهذا الموقع مهما كان الثمن، وقد كان الثمن باهظًا فقد تشبث البطل الشهيد إبراهيم الرفاعي ورجاله بالدفاع عن الموقع الذي تم تكليفه بحمايته لمنع إحتلال مدينة الإسماعيلية، إلى أن أستشهد ببسالة.

أوسمة البطل

ربما لا يحتاج الرفاعي إلى أوسمة بقدر ما تحتاج الأوسمة إلى الإقتران باسمه لترفع من قيمتها، وقد حصل الشهيد البطل على ثمانية أوسمة في حياته واثنين بعد استشهاده، وهي: نوط الشجاعة العسكري في ٩ مارس/ىذار ١٩٦٠، ونوط الشجاعة العسكري في ٢٧ يناير ١٩٦٨، وميدالية الترقية الاستثنائية في ١٩٦٥، ووسام النجمة العسكرية في ١٩٦٨، ووسام النجمة العسكرية في ١٩٦٩، ووسام النجمة العسكرية أيضًا في ١٩٦٩، إضافة نوك الواجب العسكري في ١٩٧١، ووسام نجمة الشرف العسكرية في ١٩٧١، وبعد استشهاده نال وسام نجمة سيناء في ١٩٧٤، إضافة إلى وسام الشجاعة الليبي في  ١٩٧٤.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكرى وفاة البطل إبراهيم الرفاعي الذي أرعب إسرائيل ذكرى وفاة البطل إبراهيم الرفاعي الذي أرعب إسرائيل



النجمات يتألقن في فساتين سهرة ذات تصاميم ملهمة لموسم الخريف

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:10 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

نقوش تكشف أسرارا جديدة عن المصريين القدماء في معبد إسنا
  مصر اليوم - نقوش تكشف أسرارا جديدة عن المصريين القدماء في معبد إسنا

GMT 09:47 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

آثار التدخين تظل في عظام الشخص حتى بعد موته بـ 100 سنة
  مصر اليوم - آثار التدخين تظل في عظام الشخص حتى بعد موته بـ 100 سنة

GMT 09:46 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

GMT 12:37 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة السوسيس والمشروم

GMT 14:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

حزب ألماني يعتزم التراجع عن ضم "كلب" إلى عضويته

GMT 21:45 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

عرض مُغري من أحد الأندية الصينية لـ"فييرا"

GMT 06:09 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

"دودج" تعرض شاحنات "Ram 1500" الشهيرة في معرض ديترويت

GMT 11:20 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

كندة علوش تحتفل بعيد ميلاد عمرو يوسف بقبلة دافئة

GMT 01:59 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي عنيف على غزة والوسطى وخانيونس ورفح في آن واحد

GMT 13:58 2017 السبت ,11 شباط / فبراير

نقل 10 مدابغ من سور مجرى العيون لمدينة الجلود

GMT 18:39 2016 الإثنين ,09 أيار / مايو

" the voice kids " الشتاء المقبل بمشاركة كاظم الساهر

GMT 00:14 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل أساليب التعامُل مع الطفل المشاغب والعنيف

GMT 22:58 2016 الخميس ,29 كانون الأول / ديسمبر

الإعلامية حليمة بولند وجلسة تصوير مثيرة بعد عقد قرانها

GMT 16:57 2015 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

استخدام حمام الماء البارد لعلاج دوالي الساقين

GMT 07:41 2016 الثلاثاء ,24 أيار / مايو

باشا لايت تصبح منافسة عالمية في ركوب الأمواج

GMT 08:52 2023 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يشكو التحكيم للكاف قبل مباراة صن داونز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon